واشنطن، أنقرة - وكالات - أقر مسؤولون أميركيون بأن عدد القوات الأميركية في سورية يصل إلى 2000 فرد، معظمهم من أفراد القوات الخاصة، وذلك على خلاف ما أعلنت واشنطن سابقاً عن وجود نحو 500 عسكري أميركي في سورية. تزامن الكشف عن هذه المعلومات مع إعلان تركيا أن الولايات المتحدة أبلغتها بأنها لن تسلم المقاتلين الأكراد السوريين مزيداً من الاسلحة. وذكرت قناة «سي إن إن» الأميركية أن وزارة الدفاع «البنتاغون» ستعلن في الأيام القريبة المقبلة عن عدد العسكريين الأميركيين في سورية، مشيرة إلى أن وزير الدفاع جيمس ماتيس يستعد للإعلان عن عدد القوات الأميركية، إلا أنه لن يتحدث عن ذلك «بدقة غير مبررة». وعزت إمكانية إفصاح واشنطن رسمياً عن العدد الفعلي لقواتها في سورية إلى «نجاح المقاتلين المتحالفين مع الولايات المتحدة في هزيمة تنظيم (داعش)»، وإلى «الرضوخ لضغوط الكونغرس المُطالِبة بالتزام مبدأ الشفافية». بدورها، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين قولهما إن «البنتاغون» قد تكشف الاثنين المقبل عن الحجم الحقيقي للقوات الأميركية في سورية، علماً أنها كانت قد ذكرت سابقاً أن بضع مئات من العسكريين الأميركيين يقومون بتدريب «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في سورية، من دون أن يشاركوا في القتال ضد الإرهابيين. ولا يعد الإعلان المرتقب تغييراً في عدد الجنود ولكن مجرد حصر دقيق مع تغير الأعداد بشكل دائم. وبدأ تطبيق نظام الحصر المعروف باسم «فورس مانجمنت ليفل» في العراق وسورية خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما كوسيلة لممارسة رقابة على الجيش. لكن العدد لا يعكس مدى الالتزام الأميركي على الأرض خصوصاً أن القادة يجدون في الغالب سبلاً للالتفاف على الحدود، ومنها في بعض الأحيان جلب قوات بشكل موقت أو الاستعانة بمزيد من المتعاقدين.وتشير أرقام نظام الحصر الرسمية إلى وجود 5262 عسكرياً في العراق و503 عسكريين في سورية، لكن مسؤولين قالوا في أحاديث خاصة في الماضي إن العدد الفعلي في كل بلد أكبر من المعلن. في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، أول من أمس، أن الولايات المتحدة لن تسلم المقاتلين الأكراد السوريين مزيداً من الأسلحة. وأبلغ ترامب أردوغان بهذه الرسالة في اتصال هاتفي وصفته الرئاسة التركية بـ«المثمر»، وأشاد به البيت الابيض الذي أكد مجددا على «الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين. وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي بأنقرة، ليل أول من أمس، إن «ترامب قال إنه أصدر أمراً واضحاً وبموجبه لن يتم تسليم (وحدات حماية الشعب الكردية) مزيداً من الاسلحة وأكد خصوصاً أن هذا الامر العبثي كان يجب أن يتوقف من قبل». من جهته، بدا البيت الأبيض أقل وضوحاً في شأن النوايا العسكرية الأميركية حيال «الوحدات الكردية» (التي تشكل العمود الفقري لقوات «قسد»)، إلا أنه أكد أن ترامب أبلغ أردوغان بـ«تعديلات عالقة متصلة بالدعم العسكري الذي نوفره لشركائنا على الارض في سورية الآن بعدما انتهت معركة الرقة ونمضي نحو مرحلة إرساء استقرار لضمان عدم عودة تنظيم (داعش)». وأكد جاويش أوغلو مجدداً أن أنقرة ترى في «الوحدات الكردية»، التي تصنفها منظمة إرهابية، «تهديداً» يحاول تقسيم سورية. وحسب بيان للرئاسة التركية، فإن أردوغان وترامب اتفقا على محاربة كل «المنظمات الإرهابية» بما فيها تنظيم «داعش» و«حزب العمال الكردستاني» وشبكة فتح الله غولن رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة. من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان المعارضة السورية اتفقت على الأسس التي ستقوم عليها تحركاتها واصفاً ما حدث بالإنجاز الكبير. وفي تصريح أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس» ليل اول من امس بعد انتهاء اجتماعات المعارضة السورية التي استمرت 3 أيام، أعرب الجبير عن «التهنئة للأشقاء السوريين على هذا الإنجاز العظيم حيث استطاعوا من خلال هذه الاجتماعات أن يوحدوا صف المعارضة السورية بكافة مكوناتها ومنصاتها وشكلوا في ما بينهم فريقاً تفاوضياً واحداً يمثل الجميع بكل المفاوضات». وأكد أن المملكة العربية السعودية دعمت وتدعم الأشقاء في سورية دوماً وتتمنى لهم التوفيق في تحقيق أهدافهم وآمالهم. وفي مؤتمر صحافي في ختام الاجتماعات التي عقدت في إطار مؤتمر «الرياض 2»، أكد رئيس وفد المعارضة نصر الحريري أن المعارضة ذاهبة إلى محادثات «جنيف 8»، المقرر أن تنطلق الثلاثاء المقبل، للوصول إلى الانتقال السياسي المنصوص عليه في القرارات والمرجعيات الدولية، وعلى رأسها بيان «جنيف 1» والقراران الدوليان 2218 و2254. وشدد على أن أهداف العملية السياسية ترمي لتحقيق الانتقال السياسي عبر تأسيس هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية «لا دور لـ(رئيس النظام بشار) الأسد فيها». وأعلن الحريري أن «مؤتمر الحوار الوطني السوري» الذي تسعى روسيا لعقده في سوتشي لا يخدم العملية السياسية، مضيفاً «يجب أن نركز كل أعمالنا من أجل خدمة العملية السياسية وفقاً للمرجعية الدولية في جنيف برعاية الأمم المتحدة حتى نختصر الوقت وحتى نصل للحل المنشود». وإذ شدد على أن المعارضة تريد مفاوضات مباشرة في الجولة الثامنة من محادثات جنيف، أكد الحريري أن كل المواضيع مطروحة على طاولة المناقشة، من دون شروط مسبقة، بيد أنه أوضح أن مسألة رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية ليس شرطاً مسبقاً. من جهته، قال ممثل «منصة موسكو» علاء عرفات، في المؤتمر الصحافي، إنه تم التوصل إلى وفد المعارضة «بصعوبة»، موضحاً أن المعارضة ذاهبة إلى جنبف بوفد «واحد» وليس «موحداً»، في إشارة إلى أن المنصة التي يمثلها يختلف موقفها عن بقية أطياف المعارضة، خاصة لجهة عدم موافقتها على مطلب رحيل الأسد، وهو ما دفعها إلى التحفظ على هذه النقطة في البيان الختامي الذي صدر عن اجتماعات الرياض. وفي تمايز آخر أيضاً، أضاف عرفات «سنذهب لمؤتمر سوتشي وندعو الآخرين للذهاب» إليه، موضحاً أن المؤتمر ليس بديلاً عن جنيف بل داعماً له. دي ميستورا يأمل «طي صفحة الماضي» موسكو - ا ف ب - أعلن موفد الامم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أنه يأمل «طي صفحة الماضي» في سورية، وذلك خلال لقاء أجراه مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مساء أول من أمس في موسكو. وقال دي ميستورا، حسب ما نقل عنه بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية، «آمل من الآن حتى نهاية العام بأن يتم توجيه إشارة واضحة الى الشعب السوري، مفادها أننا نطوي صفحة الماضي، وأنه سيتم التعامل من الآن فصاعداً مع كل المسائل في اطار المسار السياسي». وجاءت زيارة دي ميستورا إلى موسكو قبل أيام من جولة جديدة من مفاوضات جنيف ستنطلق الثلاثاء المقبل، في إطار المساعي لإيجاد تسوية سياسية للنزاع في سورية.
مشاركة :