الحريري: لن نقبل بمواقف «حزب الله» التي تمس بأشقائنا العرب أو تستهدف أمن دولهم - خارجيات

  • 11/26/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

يراوح لبنان الآن بين مَنْزلتيْن... اقترابُ الصراعِ عليه من الأمتار الأخيرة قبل الانفجار، وهو ما عبّرتْ عنه استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض قبل أن يتريّث بتقديمها في بيروت، والمَخارج المُمْكِنة لاستقامة الواقع اللبناني المستجدّ في إطار ِمعادلةٍ خَطُّها الأحمر الاستقرار وخيارُها الحاسِم النأي بالبلاد عن المنازعات الاقليمية. ولم تكن مصادفة فتْح الملف اللبناني بأبعاده الاقليمية على مصراعيه بالتزامن مع ملامح «ترتيبات جديدة» في المنطقة عنوانها «ما بعد داعش»، كما هو الحال في العراق وسورية وعلى طول خطّ التنافس الروسي - الأميركي، كما خط التماس اللاهب في المواجهة المتعاظمة بين إيران والسعودية في أكثر من ساحة في الإقليم ورماله المتحرّكة. فالعالم بأسْره كان أخيراً أمام «عنوانٍ واحد بأحداث كثيرة» مع تَدافُع الجميع لإعلان وفاة «داعش» بعد تَوسُّعه الهستيري في العراق وسورية وتصديره ذئابه المنفردة إلى شتى أصقاع المعمورة، تضرب في عواصم الغرب والشرق بلا رحمةٍ، في أعنف ظاهرة وأكثرها دموية. ما بعد «داعش» يتّجه العراق الى حلّ ميليشيات «الحشد الشعبي» الموالية لإيران بعدما نجح رئيس الوزراء حيدر العبادي في تحقيق إنجازاتٍ جعلتْ منه الرقم الصعب، فهو أجهز على ترْكة سلَفه نوري المالكي - اي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» - وأعاد الأكراد إلى القمقم، وأرسى سياسةً متوازنة مع دول الجوار، كما مع دول العالم. وما بعد «داعش»، ارتمى الرئيس السوري بشار الأسد على كتف فلاديمير بوتين، «المايسترو» الذي يدوزْن عملية انتقال سورية من حربٍ لم تنته تماماً إلى حلٍّ يشق طريقه عبر تفاهماتٍ صعبة مع اللاعبين الاقليميين تجعل الجميع رابحين وخاسرين في آن، كإيران والسعودية وتركيا واسرائيل، بضمانةِ روسيا ورضى الولايات المتحدة. ومع انتقال المنطقة من حروبٍ، عملتْ فيها «داعش» كـ «فرق سبّاقة»، الى عملياتِ «حصْر إرثٍ» للنتائج، وُضِع اليمن ولبنان على الطاولة... «بالستيّ» ما بعده ليس كما قبله، و«استقالةٌ» لا يمكن الرجوع عنها ولا المضي فيها، فـ«اللعبة الخشنة» صارتْ على المكشوف رغم ما يحوطها من ملابساتٍ وتَموُّجاتٍ... فالأهمّ هو النتيجة. ويكاد أن يَختصر عنوان «النأي بالنفس» في بيروت تراجيديا اللحظة السياسية الصعبة، وهو العنوان الذي يرتبط حصْراً بدور «حزب الله» الإقليمي كذراعٍ إيرانية، ما استدرج أخيراً «العين الحمراء» السعودية بعد الأميركية، فاهتزّت التسوية السياسية في الداخل وبلغ الاستقرار الهشّ حافة الهاوية. فالحريري المتريّث الآن، يقف في منتصف الطريق بين استقالةٍ لم يتراجع عنها ولم يقدّمها، في انتظار ما ستؤول إليه اتصالاتٌ باشرها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لـ «جس نبض» الأطراف المعنية، لا سيما «حزب الله» في شأن صوغ موقفٍ جديد من «النأي بالنفس»، يكون مُلْزِماً ويتجاوز الأقوال الى الأفعال وينعكس ترجماتٍ حقيقية. وثمة مَن يعتقد في هذا السياق أن «حزب الله» الذي أدرك ما ينتظره من ضغوطٍ، فتح «نصف الباب» أمام مَخرج محتمل حين نفى، وفي شكل حاسم، تدخّله في اليمن، وكشَفَ عن قُرب عودته من العراق، إضافة الى الإيحاء بأن الإجهاز على «داعش» في سورية يحدّ من الحاجة إلى استمرار وجوده بالثقل الحالي هناك. فرغم محاذرة «حزب الله» إظهار عودته من «حيث يجب أن يكون» بعدما أنجز مهمّته، على أنه كسْبٌ معنوي للضغوط الإقليمية عليه، فإن بلوغ لبنان «عين العاصفة» قد يجعل الحزب أكثر واقعية في تبني خيار الدولة بـ«النأي بالنفس»، فهو قدّم للحوثيين ما بحوزته من خبرات، وينتظر طلباً عراقياً بمغادرة بلاد الرافدين، وقد يعمل على تجميع قواته في معسكراتٍ على الحدود السورية - اللبنانية. وخلال استقباله امس «المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى»، أطلّ الرئيس الحريري على المرحلة الحالية والمقبلة فأعلن «ان ما نقوم به من جهد واتصالات هو لخدمة البلد والناس، وخطوة التريّث الذي اتخذناها بناء لطلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هي لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث مطالبنا وشروطنا الأساسية بتحييد لبنان وإبعاده عن الحرائق والحروب بالمنطقة وتطبيق سياسة النأي بالنفس عملياً بالممارسات والسياسات المتبعة، والالتزام باتفاق الطائف كما أعلنا أكثر من مرة»، مشدداً على «أننا لن نقبل بمواقف (حزب الله) التي تمس بأشقائنا العرب أو تستهدف أمن واستقرار دولهم. وهناك جدية بالاتصالات والحوارات القائمة للاستجابة لطروحاتنا وعلينا أن نبني عليها». وقال الحريري: إن «هذه الأزمة كشفت نيات وتوجهات البعض لضرب الاستقرار واستهداف البلد لغايات ومصالح خاصة ونحن تصدينا وسنتصدى لهؤلاء بكل إمكاناتنا لأجل الحفاظ على الوحدة والاستقرار والنهوض بلبنان نحو الأفضل». وأضاف: «من موقعي كرئيس للحكومة أؤكد لكم حرصي الشديد على حقوق السنّة كما سائر المذاهب والطوائف في الوطن. لنا حقوق سنأخذها ولن نتهاون فيها لأن هذا من حقنا. واجبي أن أجمع الناس على الخير وخصوصاً الذين يريدون الحفاظ على مصلحة الوطن العليا ووحدته واستقراره، أما الذين يريدون شراً بلبنان لغايات محلية او خارجية سأتصدّى لهم وأواجههم بكل قوة». وشدد على «أننا مستهدَفون بالمنطقة وإذا لم نكن حكماء بمعالجة الأمور وتَجنُّب المزايدات والمهاترات فسنُدخِل البلد في متاهات صعبة ونجرّه الى الخراب». وكان الحريري تلقى مساء اول من امس اتصالاً من مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت ماكماستر الذي أكد له «تمسك الإدارة الأميركية باستقرار لبنان ودعمها للدولة ومؤسساتها الشرعية». أكد خبر «الراي» حول الكنيسة في المملكة جنبلاط «ينصح» بحوار سعودي - إيراني حول اليمن | بيروت - «الراي» | توقّف رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عند المقابلة التي أُجريت مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في صحيفة الـ «نيويورك تايمز»، واختار التعليق على بعض النقاط التي وردتْ فيها على شكل «نصائح سأسمح لنفسي بإعطائها من باب الحرص على نجاحها (النقاط)». وقال جنبلاط في سلسلة تغريدات عبر صفحته على موقع «تويتر»: «يطرح الأمير محمد إجراء شبه ثورة ثقافية تعيد المملكة الى ما كانت عليه قبل عام 1979، وهذا مهم جداً لخلق تيار الاعتدال الاسلامي فيها بعيداً عن التزمت، وانفتاح على جميع الأديان، وزيارة البطريرك (الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس) الراعي خير مثالٍ، وقد قيل لي ان كنيسة قديمة ستُفتح في انتظار تشييد كنيسة جديدة» (كانت «الراي» انفردتْ بالكشف عن هذا التوجه). وأضاف: «لكن يا سمو الأمير التحديات هائلة وتحديث المملكة ضرورة إسلامية وعربية. إلا أن هذه المهمة لا يمكن ان يُكتب لها النجاح وحرب اليمن مستمرة. ولستُ لأذكّر بأن اليمن هو بمثابة أفغانستان العالم العربي (...)»، مستحضراً «التسوية (حول اليمن) بعد مؤتمر الخرطوم والصلحة بين (الملك) فيصل وعبد الناصر وقد لعب الشيخ صباح على حد علمي الدور الأساسي في هذه الصلحة». وتابع: «أما اليوم ومن باب الحرص على المملكة وعلى الشعب اليمني لا بد من صلح او تسوية سموها ما شئتم. ولا عيب ولا غضاضة بالكلام المباشر مع الجمهورية الاسلامية لترتيب هذه التسوية (...) وأنتم يا سمو الأمير كن الحكَم والمُصْلح والأخ الكبير كما كان أسلافك». واعتبر «أن التسوية بالحد الأدنى مع الجمهورية الاسلامية تعطينا في لبنان مزيداً من القوة والتصميم للتعاون على تطبيق سياسة النأي بالنفس وإعادة إخراج لبنان من هذا المأزق والذي حسناً فعل (الرئيس) سعد الحريري بالتريث في الاستقالة». و«على سبيل المزاح»، قال جنبلاط متوجّهاً الى ولي العهد السعودي: «ان حربكم ضد الفساد لا شك خطوة نوعية (...) وإذا قرّرتْ السلطات في لبنان اتباع خطواتكم فقد نحتاج الى ضعف مساحة الـ Ritz Carlton».

مشاركة :