توصل فريق من الباحثين الأمريكيين إلى اكتشاف علاج لنوع معين من عدوى البكتريا الشائعة لدى الأشخاص التي تسمى المطثية العسيرة، وهي من النوع اللاهوائي تؤدي إلى الوصول إلى حالة التسمم الغذائي والتيتانوس والتهابات القولون والغرغرينا الغازية التي تحدث في الأعضاء الداخلية من الجسم، وهذا العلاج يعتمد على نوع معين من المضادات التي تستخدم لقتل الديدان التي تصيب بعض الحيوانات مثل الأغنام والماشية والأبقار، واكتشف الباحثون في هذه الدراسة أن مضادات الديدان هذه لها القدرة على وقف نمو سلالات بكتريا المطثية العسيرة، التي كان يمثل علاجها صعوبة بالغة نتيجة قدرتها على مقاومة المضادات الحيوية بشكل كبير، وتم تصنيف هذه البكتريا في أمريكا على أنها مهددة للصحة العامة للأشخاص.قامت التجربة باستزراع هذه البكتريا بالمعمل، وأفرزت خلاياها في مرحلة الثبات سموما قوية أدت إلى هياج التهابات القولون، أما في حالة البكتريا الشرسة منها التي تتمثل في نشاط خلاياها بصورة غير مسبوقة، تسبب خطورة يمكن أن تنهي حياة المصاب، واكتشف الباحثون أن هذا النوع من البكتريا ينتج أبواغا تستطيع العيش في دورات المياه وملحقاتها، ما يجعل انتشارها سهلا بين الأشخاص، ولم يعرف الباحثون تفاصيل تأثير ذلك الدواء على وقف نشاط هذه البكتريا، ولكنهم أوضحوا أن نتائج البحث السابق ترجح أن تركيبة هذا الدواء تعمل على تعديل الخصائص الكهربائية لغشاء خلية هذه البكتيريا وهو ما يعرقل استمرارها وبقاءها.وجد الباحثون أن التركيبة الدوائية التي قاموا بتعديلها لتقوية تأثيرها في غشاء الخلية البكتيرية، لها ضرر بسيط على البكتريا الأخرى النافعة الموجودة في الأمعاء، وتبين أيضا عدم قدرة المطثية العسيرة على مقاومة هذا الدواء، ومن المميزات الأخرى لتناول أقراص هذا الدواء أن عملية امتصاصه داخل الدم تتم ببطء، ولذلك يبقى بالأمعاء وقتا أطول وهي المنطقة التي تحتاج إلى هذا الدواء لمقاومة العدوى، ويطمح الباحثون في الحصول على ترخيص لهذا الدواء، من أجل الاستخدام البشري في علاج المطثية العسيرة والقضاء عليها، وإيقاف انتشارها والتخلص من مضاعفتها والمشاكل الأخرى التي تصاحبها.