عم الحداد الوطني مصر أمس على ضحايا الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف الجمعة مسجد الروضة في شمال سيناء وارتفع عدد ضحاياه إلى 305 شهداء بينهم 27 طفلاً، فيما أقيمت صلاة الغائب على شهداء مجزرة مسجد الروضة، التي لم تعلن حتى الآن أية جهة مسؤوليتها رغم تأكيد النيابة العامة أن المهاجمين رفعوا علم تنظيم داعش. فيما تم رفع حالة الاستنفار الأمني مع تأكيد القضاء على 45 مسلحاً بمداهمات وغارات للجيش المصري بعد هجوم سيناء، بينما قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن «مجزرة العريش» تطرح مجدداً الأهمية المتمثلة بالعلاقة بين التطرف والإرهاب. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس رفع حالة الاستنفار الأمني للدرجة القصوى بكافة المحافظات، على خلفية الحادث الإرهابي الذي استهدف أول من أمس مسجداً في قرية الروضة بمحافظة شمال سيناء. تعزيز الإجراءات الأمنية وقال مصدر أمنى إنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية بمحيط دور العبادة والمنشآت المهمة والحيوية وأقسام الشرطة ومديريات الأمن وأماكن التجمعات ودور السينما والمسارح، بالإضافة إلى مقار الوزارات والهيئات الدبلوماسية. وأدى الهجوم الدموي إلى استشهاد 305 أشخاص بينهم 27 طفلاً فضلاً عن إصابة أكثر من مائة آخرين. وأفادت تقارير بأن الجيش المصري قتل نحو 45 مسلحاً خلال مداهمات وضربات جوية بدأ بشنها إثر الهجوم على مسجد الروضة وأن 30 عنصراً من العناصر الإرهابية قتلوا في حملة مداهمات بقرية الريسان وسط سيناء. وقالت مصادر أمنية وشهود إن الضربات الجوية تركزت في عدة مناطق جبلية حول المسجد يعتقد أن المتشددين يختبئون فيها. وتجري استعدادات للقيام بحملات موسعة تستهدف الظهير الصحراوي لمدينة بئر العبد، التي تقع في الجزء الجنوبي من محافظة شمال سيناء. ويحد مدينة بئر العبد من الجنوب ظهير صحراوي يمتد إلى منطقة وسط سيناء الوعرة، التي يتخذها المتشددون ملاذاً نظراً لسهولة الاختباء بها وصعوبة ملاحقتهم من جانب قوات الأمن. التطرف والإرهاب في الأثناء، قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن «مجزرة العريش» تطرح مجدداً الأهمية المتمثلة بالعلاقة بين التطرف والإرهاب . وقال معالي الوزير قرقاش في تغريدة على «تويتر»، «مجزرة مسجد العريش الإرهابية تطرح من جديد أهمية فهم العلاقة بين التطرّف والإرهاب وإدراك أن القضاء على الثاني يرتبط بمحاربة الفكر المتطرف واجتثاثه، من دون هذه المواجهة لن ننجح في التصدي لعنف الإرهاب الذي يقف خلفه فكر التطرّف وتحريضه». من جهته قال الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، على موقع «تويتر»: إن الجماعة التي قتلت المصلين في مسجد الروضة بالعريش هي «داعش الحمدين». عناصر ملثمة في غضون ذلك، أكدت النيابة العامة المصرية في بيان أن الهجوم أوقع أيضاً 128 مصاباً. وأضافت «فوجئ المصلون بقيام عناصر مسلحة يتراوح عددهم بين 35 و40 متشدداً يرفعون علم تنظيم داعش وقد اتخذوا مواقع لهم أمام باب المسجد ونوافذه البالغ عددها 12 نافذة بإطلاق الرصاص من الأسلحة الآلية». وأضاف البيان نقلاً عن شهادات مصابين استجوبهم فريق من أعضاء النيابة أن بعض المهاجمين كانوا ملثمين وأن جميع المهاجمين كانوا يرتدون ملابس تشبه الزي العسكري وكان أحدهم يحمل «راية سوداء». وتم أمس تنكيس الأعلام في في مصر ، فيما أدى المصلون، صلوات غائب عقب صلاة الظهر بالجامع الأزهر ومعظم مساجد مصر على ضحايا الهجوم. بالتزامن مع بدء أسر ضحايا الهجوم بدفن ذويهم بمقابر جماعية ومنفردة بمنطقة المزار القريبة من مكان الحادث، وفي عدة مقابر بمحافظات مصر، وفق تقارير صحفية محلية. ودقّت الكنائس أجراسها ظهر أمس تضامناً مع أخوة الوطن، ولا سيما أسر الشهداء والمصابين في الحادث الإرهابي. وكشفت مصادر حكومية أنه بسبب هجوم مسجد الروضة تم تأجيل زيارة السيسي التي كانت مقررة اليوم الأحد إلى سلطنة عُمان، حيث كان سيلتقي خلالها السلطان قابوس بن سعيد، لبحث التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، بالإضافة لقضايا المنطقة. ووجه السيسي في هذا الإطار بمواصلة الحكومة تقديم كافة أوجه الدعم لأسر ضحايا الحادث الإرهابي الأليم، فضلاً عن المتابعة الدورية لحالة المصابين وتوفير الرعاية الطبية الكاملة لهم، بالإضافة إلى تقديم الدعم المادي والاجتماعي اللازم حتى إتمام شفائهم. كما وجه بالبدء بإعداد خطة تنمية شاملة لمنطقة بئر العبد. وذلك إلى جانب الخطط التنموية الجاري تنفيذها بالفعل في سيناء. ووجه السيسي بمواصلة الحكومة جهودها لتنفيذ مختلف الخطط التنموية والانتهاء من المشروعات الجارية وفقاً للبرامج الزمنية المحددة، بما يساهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين وتحقيق تقدم ملموس وسريع على صعيد تحقيق التنمية الشاملة باعتبارها أحد أهم محاور مواجهة الإرهاب بكافة جوانبه. نصب تذكاري كلّف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس القوات المسلحة بإقامة نصب تذكاري عملاق بقرية الروضة شمال سيناء تخليداً لذكرى ضحايا الاعتداء الإرهابي على مسجد قرية الروضة. ووجّه السيسي بأن يتم تصميم النصب وفقاً لأحدث التصميمات العالمية.