تسريب جديد لويكيليكس: "فولت 8" يكشف أدوات القرصنة لدى الـ"سي آي إيه"

  • 11/26/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تسريبات فولت 8 تكشف عن بعض الطرق التي يعتمدها عناصر الـسي آي إيه لاختراق الكومبيوترات والهواتف الذكية لأهدافهم.العرب  [نُشر في 2017/11/26، العدد: 10824، ص(7)]الـسي آي إيه تتجسس على العالم ونحن نتجسس عليها واشنطن - نشر موقع ويكيليكس مجموعة جديدة من الوثائق السرية يزعم أنه تم تسريبها من داخل وكالة الاستخبارات الأميركية الـ”سي آي إيه”. وتوصف عملية النشر، التي أطلق عليها اسم “فولت 8″ على أنها طريقة “للصحافيين الاستقصائيين والخبراء في القضاء وعامة الناس″ ليفهموا بطريقة أفضل أدوات القرصنة لدى الوكالة. وتأتي عملية “فولت 8″ امتدادا لدفعة سابقة من التسريبات حملت اسم “فولت 7″، وهي عبارة عن سلسلة من الوثائق بدأ موقع ويكيليكس بنشرها من 7 مارس إلى غاية 7 سبتمبر 2017 وتكشف تفاصيل أنشطة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في مجال المراقبة الإلكترونية وحرب الإنترنت. وتشمل الملفات المؤرخة ما بين 2013 و2016 تفاصيل عن قدرات برنامج الوكالة، مثل القدرة على اختراق أجهزة التلفاز الذكية وأنظمة تشغيل معظم الهواتف الذكية (بما في ذلك “آي أو إس″ من أبل وأندرويد من غوغل)، وكذلك أنظمة التشغيل الأخرى مثل مايكروسوفت ويندوز وماك ولينوكس، فيما تكشف تسريبات “فولت 8″ عن بعض الطرق التي يعتمدها أعوان الـ”سي آي إيه” لاختراق الكومبيوترات والهواتف الذكية لأهدافهم. وفي وصف للدفعة الأولى من الوثائق المسربة علق مدير الموقع جوليان أسانغ في شهر مارس 2017 قائلا إن “هذا الكشف استثنائي من وجهة نظر سياسية وقانونية وقضائية”. والى حد هذا اليوم، لم تؤكد الـ”سي آي إيه” صحة المعلومات. ويذكر أنها كانت سابقا قد صرحت أن التسريب كان “مصمما للإضرار بقدرة مجتمع الاستخبارات على حماية أميركا”. ويستعرض التسريب الأخير من وثائق “فولت 8″ طريقة عمل برنامج خبيث يسمى “هايف” كان موقع ويكيليكس أعطى معلومات عنه في أبريل الماضي. ويقول إن هذه الخدمة غير الرسمية يستعملها الموقع “لنقل معلومات تم استخراجها من أجهزة مستهدفة” لترسل إلى خوادم الـ”سي آي إيه”. وقال ويكيليكس إن الحزمة الأولى من الملفات “فولت 7″ تضمنت 8761 وثيقة وملفا مأخوذة من “شبكة معزولة ومؤمنة جيدا توجد داخل مركز الـ’سي آي إيه’ للاستخبارات الإلكترونية في مدينة لنغلاي من ولاية فرجينيا”. هايف يوفر منصة تواصل خفية تمكن نطاقا واسعا من البرمجيات الخبيثة لدى وكالة الاستخبارات الأميركية من إرسال المعلومات المستخرجة إلى الخوادم التابعة للوكالة واستقبال تعليمات جديدة لكن، يبقى من غير الواضح كم مدخلا تتكون منها “فولت 8″. وأضاف موقع ويكيليكس أن المعطيات الجديدة هي عبارة عن “شفرة مصادر وسجلات تطوير” مرتبطة ببرمجية “هايف”، مؤكدا أنه لا ينشر أيّ نقاط ضعف أو عيوب أمنية يمكن أن يستغلها الآخرون. وأكّد أنه “باستخدام ‘هايف’، وحتى إذا تم اكتشاف برمجية مزروعة في حاسوب مستهدف، من الصعب نسبها إلى الـ’سي آي إيه’ عن طريق مجرد النظر إلى تواصل البرمجية الخبيثة مع الخوادم الأخرى على الانترنت. إذ أن ‘هايف’ يوفر منصة تواصل خفية تمكّن نطاقا واسعا من البرمجيات الخبيثة لدى وكالة الاستخبارات الأميركية من إرسال المعلومات المستخرجة إلى الخوادم التابعة للوكالة واستقبال تعليمات جديدة من مشغلين في الوكالة. حتى البرمجيات الخبيثة المزروعة في الحواسيب المستهدفة عديمة الفائدة إن لم تكن هناك طريقة للتواصل مع المشغلين بطريقة آمنة لا تجلب الانتباه’ وحسب ويكيليكس تستخدم الـ”سي آي إيه” نظام “هايف” للبرمجيات الخبيثة لصنع شهادات ويب زائفة ومنع الشركات التي تنتج البرمجيات المضادة للفيروسات من توصيف عمليات القرصنة التي تقوم بها الوكالة بشكل دقيق. ويقول إن الوثائق تبين كيف أن الوكالة قادرة على “انتحال صفة” مخبر كاسبرسكي، وهي شركة أمن إنترنت مقيمة في موسكو تعرضت مؤخرا إلى الهجوم من سياسيين أميركيين يقولون إن “هناك علاقة تربط بين بعض المسؤولين في شركة كاسبرسكي لاب والمخابرات الروسية ووكالات حكومية أخرى”. وطالبت وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة جميع الوزارات والوكالات الحكومية الأميركية بأن تزيل من جميع أنظمة تكنولوجيا المعلومات برنامج الحماية كاسبرسكي. وشغلت وثائق ويكيليكس عناوين الأخبار بشكل كبير في السنة الماضية بعد أن أصبحت متداخلة برواية حملة التأثير الروسي المزعوم خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2016. ونشرت عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني المسروقة من شخصيات في الحزب الديمقراطي الأميركي، لكن الموقع صرح مرارا أن هذه المواد لم تأت من مجموعات قرصنة مرتبطة بالكرملين. وما يزال مؤسس ويكيليكس أسانج في سفارة الإكوادور في لندن بصفة لاجئ سياسي. وفي أعقاب التسريب لم يقتنع الجميع بأن عملية النشر تلك ستمر دون أذى. وفي هذا المنحى غرّد عالم الكومبيوتر في جامعة سوراي ألان وودوارد على موقع تويتر يقول “ينشر ويكيليكس مصدر البرمجيات الخبيثة في ‘فولت 7′. هل يتذكرون آخر مرة تم فيها تسريب مثل هذه الشفرة؟ انتظر واناكراي جديدا”، في إشارة إلى انتشار واسع لبرمجية خبيثة على نطاق عالمي.

مشاركة :