فاديا عباسحققت المرأة البحرينية خلال مسيرة عطائها الممتد على مدى عقود من الزمن، العديد من الإنجازات المتميزة في العمل والريادة، وهو ما جعلها نموذجاً فريداً في المنطقة وعلى مستوى العالم، لما تملكه من عزيمة وإصرار على النجاح، حيث حفل التاريخ البحريني الحديث بالعديد من النماذج النسائية الرائدة، في مختلف القطاعات.رئيسة قسم الإعلام والسياحة والفنون بكلية الآداب بجامعة البحرين، د.مها الراشد، أحد النماذج المتميزة، والتي استطاعت أن تتجاوز كل الصعاب والمعوقات، لتكون أول بحرينية تصل إلى هذا المركز، وتحقق ما كانت تطمح به منذ طفولتها، يساندها في ذلك إصرار وعزيمة لا تلين، ودعم غير محدود من العائلة، استطاعت من خلاله تجاوز العقبات من خلال رحلة كفاح نسطرها من خلال حوار اختلط به الجانب الإنساني بالأكاديمي..وتستذكر د.مها الراشد فترة الابتعاث إلى المملكة المتحدة والتي امتدت إلى 6 سنوات، استطاعت خلالها الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، مشيرةً أنها كانت سنوات صعبة للغاية، حيث قسوة الغربة عن الأهل والوطن، إلى جانب البيئة المختلفة تماماً عن البحرين.وتضيف د.مها، إن كل ذلك لم يؤثر على عزيمتها وإصرارها على العمل بجد لتحقيق حلمها الكبير، والعودة إلى حضن الوطن بشهادة عالية تستطيع من خلالها خدمة البحرين، مشيرة إلى أن التوفيق دائماً وأبداً من الله عز وجل ودعاء الوالدين ووجود أصدقاء وإخوة يقدمون النصيحة، وهو ما ساعدها على تخطي سنوات الغربة، مؤكدة على أن أهم العوامل التي تساعد الإنسان على تجاوز مثل هذه اللحظات هو إيمانه بالله وتمسكه بدينه وقيمه العربية والإسلامية، وأن يكون مرآة حقيقة لوطنه ولأمته.وعن اختيار موضوع رسالة الماجستير، أوضحت د.مها الراشد أنه وقبل 14 عاماً لاحظت أن معظم العاملين في مجال العلاقات العامة لم يكونوا مؤهلين أكاديمياً، بل يعتمدون على الخبرة فقط في عملهم، لذلك فقد جاء موضوع الرسالة عن (أثر المؤهل الأكاديمي في ممارسة العلاقات العامة)، حيث اتضح أن وجود المؤهل الأكاديمي للعاملين في هذا المجال يساعد على تجويد نوعية العمل، ضمن أسس وقواعد علمية، وهو ما يساهم في تحقيق الاستفادة القصوى، ويعود بالمنفعة على المؤسسة والبلد بشكل عام.وعن تقييمها لعملية التدريس في القسم، تشير د.مها إلى أنه ومن خلال المخرجات التعليمية وعدد الطلاب الملتحقين في البرنامج، فإن الكلية تساهم في تأهيل جيل قادر على المساهمة في عملية التنمية المستدامة، وأن يكون قادراً على موافاة متطلبات سوق العمل، ويتم ذلك من خلال وجود كوكبة من الأساتذة أصحاب المؤهلات العلمية والخبرات المتميزة، إلى جانب استخدام أحدث الأساليب والنظم التعليمية السائدة.وعن طريقة التعامل مع الطلبة؛ قالت د.الراشد "بداية فإن طلبة القسم هم أبنائي، وأحرص على الاستماع لهم بشكل مباشر، لذلك فانا أعتمد سياسة الباب المفتوح، حيث يستطيع أي طالب الحضور إلى مكتبي في أي وقت وطرح أية قضية أو مشكلة يعاني منها".مشيرة إلى أن معظم الحوارات مع الطلبة تتركز على طبيعة المقررات الدراسية، وطلب النصائح والتوجيهات.عما يعني أن تكون أول سيدة بحرينية تشغل منصب رئيس قسم الإعلام والسياحة والفنون، وماذا أضاف لها، أعربت د.الراشد عن فخرها لتولي هذا المنصب، والذي أضاف لها مسؤوليات كبيرة، معتبرة أنه تكليف وليس تشريف، مشيرة إلى أن هناك ما يقرب من 1500 طالب و26 أستاذاً إلى جانب طاقم إداري، وهو ما يعني أن المسؤولية كبيرة للغاية، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة التي أولتها إدارة الجامعة لها، ومعربة عن أملها أنها تستطيع تحقيق المزيد من التميز في القسم.وعن رؤيتها المستقبلية لقسم الإعلام والسياحة والفنون؛ أشارت د.مها الراشد أن الرؤية الأساسية مستمدة من رؤية الكلية والجامعة بشكل عام، وهي العمل على تحقيق أفضل المخرجات، ومواكبة المستجدات في مجالات التكنولوجيا والتطور الأكاديمي الذي يشهده العالم الآن، وصولاً إلى تحقيق الأهداف السامية التي تصبو لها الإدارة ورفع المستوى الأكاديمي للجامعة إلى مصاف الجامعات العالمية الكبرى.واختتمت د.مها الراشد حديثها بالتأكيد على الدور الكبير الذي لعبته والدتها في مسيرتها العلمية والعملية، حيث تركت بصمة كبيرة كانت سبباً رئيساً في النجاحات التي حققتها في مسيرة حياتها، حيث تعلمت منها الثبات والإصرار ومخافة الله.
مشاركة :