في المحطة الثانية من مبادرة «تميم المجد ملهماً»، والتي أطلقتها جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» بدعم من صندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية «دعم»، ألقى عضو الجمعية العمومية الأستاذ ناصر بن مبارك النعيمي محاضرة بعنوان: «الإبداع والتميز»، واستهدفت الطلاب والكادر الوظيفي بمدرسة عمر بن الخطاب الأولى للبنين. وقال السيد محمد البنعلي المدير التنفيذي للجمعية: إن عنوان المحاضرة مستوحى من خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ـ حفظه الله ـ عندما قال: «وها أنا أتوجه إليكم فيما نخوض جميعاً هذا الامتحان بعزة وكرامة، لأقول لكم: إن قطر بحاجة لكل منكم في بناء اقتصادها وحماية أمنها، نحن بحاجة للاجتهاد والإبداع والتفكير المستقل والمبادرات البناءة، والاهتمام بالتحصيل العلمي في الاختصاصات كافة، والاعتماد على النفس ومحاربة الكسل والاتكالية». وأضاف: لقد حرصنا على اختيار النعيمي للحديث عن الإبداع الذي تضمنه خطاب سمو الأمير المفدى، وذلك لكونه أحد المبدعين القطريين، وهو الحاصل على جائزة المعلم المتميز على مستوى الدولة للعام 2016، وذلك ليكون نموذجاً يحتذى بين المستهدفين من هذه المحاضرة الخلاقة. وناقش النعيمي خلال محاضرته العناصر الرائعة التي اشتمل عليها النص، والتي تحث على الجد والاجتهاد والتميز والإبداع ليتسنى لقطر أن تعتد بنفسها وترتقي إلى مصاف الدول المتقدمة، ومن ذلك اعتبار أن ما تتعرض له البلاد حالياً هو بمثابة الاختبار الذي يجب أن يخوضه الجميع بعزة وكرامة، ولمواجه هذا الاختبار أكد المحاضر على أهمية التحلي بالصبر، والذي أكدت عليه العديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة خاصة في مثل هذه المواقف الصعبة، منوهاً إلى أن الصابر يكون دائماً بمعية الله سبحانه وتعالى القائل: «إن الله مع الصابرين»، فلا يخاف ولا يجزع جراء المواقف التي تدعو لذلك، لأنها حتماً سيعقبها الفرج وما على الإنسان إلا أن يطلب النصر من الله ـ سبحانه وتعالى بعد أن يأخذ بالأسباب المادية، قال الله تعالى: «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ». وفي حديثه عن العنصر الثاني في النص وهو: الدعوة إلى بناء اقتصاد قوي تستطيع به قطر الاعتماد على نفسها في المستقبل. وخلال استعراضه للعنصر الثالث وهو العمل على تطوير منظومة أمنية قوية ومستقلة في البلاد تتيح لها مواجهة أية أخطار قد تتعرض لها مستقبلاً، استدعى النعيمي قول الكاتب الأميركي ستيفن كوفي: «الاعتماد على الآخرين ضعف، والاعتماد على النفس قوة، والاعتماد المتبادل هو قمة القوة». وفي موضوع الحث على الإبداع والتفكير المستقل، وتقديم المبادرات التي ترقى بالوطن ومن يعيش فيه، ذكر المتحدث مقولة ثيودور روزفلت: «افعل ما تستطيع، مستخدماً كل ما تملك». وخلال حديثه عن عنصر الاهتمام بالتحصيل العلمي الذي يرقى بصاحبه ومجتمعه وأمته، وما يترتب على ذلك من تطوير للمنظومة التعليمية الوارد في النص، استند المحاضر لدعم هذا العنصر على قول الله تعالى: «والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون»، وكذلك على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل العلم خيرٌ من فضل العبادة»، كما استحضر قول أمير الشعراء: العِلمُ يَبني بُيوتاً لا عِمادَ لَها والجَهلُ يَهدِمُ بَيتَ العِزِّ والكَرمِ. واختتم المحاضر حديثه بعرض العنصر الأخير من عناصر النص وهو الاعتماد على النفس ومحاربة الاتكالية، داعماً ما ذهب إليه بمقولة جان بول سارتر: «هناك نسبة كبيرة من الناس في العالم تعيش في الجحيم؛ لأنها تعتمد كثيراً على رأي الآخرين».;
مشاركة :