بوح عجيب في سيرة طبيب

  • 9/17/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

Follow قَبل أيَّام؛ كُنتُ في بَيروت، وهَاتفني الصَّديق اللَّدود محمد الساير عضو هيئة أعضَاء شَرف إدَارة نَادي النّصر- رَاجيًا منِّي أنْ أَحضر لَه كِتَابًا يَحمل عِنوَان: إقلَاع وهبُوط سِيرة طَبيب مِن رَأس بَيروت، لمُؤلِّفه الطَّبيب منير شماعة.. وفعلًا اشتَريتُ الكِتَاب، وحِين حَلّ في يَدي قُلت: يَا أحمَد يَا غُلام، لَا تَكُن كمِثل الحِمَار يَحمل أسفَارًا -أي يَنقل كُتبًا دون أنْ يَقرأها-! لذَلك بَدأتُ ألتَهم الكِتَاب صَفحة صَفحة، وفي خِلال سَاعتين، أَتيتُ عَليه كَامِلًا، فشَرَح صَدري، وفَتَح لِي آفَاقًا لَم أكُن أعرفهَا، حَيثُ انفَتَحتُ عَلى عَالَم الطَّبيب منير شماعة؛ صَاحِب الكِتَاب الآخر الخَطير الذي يَحمل عنوَان: الطّب بَين الأوهَام والحقَائِق..! أمَّا الكِتَاب الذي نَحنُ بصَدده، وهو إقلَاع وهبُوط، فهو سِيرة طَبيب وإنسَان؛ لَيس مِن رَأس بَيروت فَقط، بَل مِن لِبْنَان والمَنطقة العَربيّة والعَالَم، إذ إنَّ المُؤلِّف بقَلمه الجَريء ووجدَانه الشفّاف، وروحه القَلقة تَمكَّن مِن تَعرية الأَنَا؛ وفق مواصَفَات الأدَب الرِّوَائي، باعتبَارها الصّيغة المُثلى للكَشف عَن حقيقَة الإنسَان في الأزمنَة الحَديثَة..! إنَّ كِتَاب إقلَاع وهبُوط؛ سِيرة طَبيب لأكثَر مِن نِصف قَرن، تَجوَّل بَين رَفحَاء والرِّياض، وبُوسطن وبَيروت، يَجوب هَذه الآفَاق مُعالجًا كِبَار الشَّخصيّات، ولكُلِّ مِنهم ذِكريَاته مَع هَذا الطَّبيب..! إنَّ ممَّا يَجعلك تَتوقَّف كَثيرًا عِند هَذا الكِتَاب، تَجده في فَصليْ الطّفولة والشّيخوخة، واللَّذين تَوغّل فِيهما المُؤلِّف تَوغُّلًا عَميقًا، حَيثُ رَبَطَ الطّب بالفَلسَفَة، والحيَاة بالمَوت، ومَتاعِب الطّفولة والكهولَة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: هَذا تَعريف بالكِتَاب الذي ألّفه طَبيب، عَاش نِصف قَرن في عَالَم العيَادة، وسأَعود إلَى الكِتَاب مَرَّة أُخرَى؛ لأُوضّح كَيف لَمَس وكَتَب حيَاته في السَّعودية..!! المدينة

مشاركة :