اتهمت مجموعة من علماء الآثار المصريين المعنيين بنهب القطع الأثرية من مصر والأردن وفلسطين، إمرأة من استراليا تدعى جون هاورد، والتي يطلق عليها اسم «إنديانا جون»، بنهبها تحف أثرية مصرية نادرة أثناء رحلات زوجها الدبلوماسية في الستينيات والسبعينيات. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أجرت هوارد، البالغة من العمر 95 عاما، مقابلة مع صحيفة «غرب أستراليا»، حيث قامت بسرد تفاصيل الرحلات والتباهي بـ«الأعمال القذرة» بها، على حد وصفها، خلال مغامراتها في الشرق الأوسط مع زوجها كيث الذي شغل أدوارا رفيعة المستوى مع الأمم المتحدة في الشرق الأوسط. وقالت للصحيفة «لقد كان كل شيء ممتعا، تخلله الأعمال الثذرة بالطبع، لكن كما اتضح، كانت مجزية جدا». ويقال إن الآثار تقدر بحوالي مليون دولار. وقالت صحيفة «سيدني مورنينج هيرالد» الأسترالية اليومية إن «السيدة المعروفة بلقب إنديانا جون استخدمت الحرية الدبلوماسية التي يتيحها عمل زوجها مع الأمم المتحدة للسفر بين سوريا ومصر ولبنان والأردن وفلسطين وإسرائيل حيث تطوعت في عمليات التنقيب عن الآثار مع علماء آثار بريطانيين وأمريكيين. من بعدها تغيرت القوانين لمنع إمكانية حفر وإزالة الآثار». وتقول القصة إن لديها الآن فأس يعود للعصر الحجري الحديث وعمره أكثر من 40 ألف سنة، والفخار والأسلحة من عصر الفينيقيين والرومان، ونقود معدنية وأختام ومجوهرات من عصر الفراعنة، والأقنعة الجنائزية الثمينة من مصر. وقالت هوارد للصحيفة إنها شعرت «بتعجب واستغراب» عندما نظرت للتحف. وعندما سئلت عن السبب في أنها أخفت مسيرتها حتى الآن، قالت: «لا أحد يتجول قائلا كنت في مقبرة وأخذت قطع أثرية». غير أستاذة علم الآثار المصرية بجامعة برلين، مونيكا حنا، التي تعمل عن كثب مع الحكومة المصرية، اتهمت هوارد بالسرقة الثقافية العلنية. وقالت حنا لـ«فيرفاكس ميديا»: «لقد شعرت بالجزع الشديد بسبب موقفها لأنها كسرت القانون». وأضافت: «هذا ليس شيئا لطيفا أن تتفاخر بأنك إنديانا جونز». وقال شعبان عبدالجواد، مدير الإدارة العامة للآثار المستردة في المجلس الأعلى للآثار في مصر: «نريد التحقيق في كيفية إخراج هذه القطع من مصر بشكل غير قانوني». وتابع: «تواصلت وزارة الخارجية المصرية بالسلطات الاسترالية لفتح تحقيق، كما علم السفير الاسترالى لدى مصر، نيل هوكينز، بالقضية. وقالت حنا إن مقتنيات هوارد لم تكن مصرح بها من قبل السلطات المصرية أو غيرها من السلطات العربية. وأضافت: «أود أن تتم إعادة الأشياء إلى مصر وفلسطين والدول الأخرى». وبدأت حنا في جمع التوقيعات على عريضة، وجمعت أكثر من 400 توقيع، وقالت إنها تلقت مراسلات غير رسمية من السفارة الاسترالية في القاهرة ولكن لم ترد أي رد رسمي. كما دعا هوكينز للتحقيق. لم تتمكن فيرفاكس ميديا من الاتصال بهوارد، لكن أحد أفراد العائلة يتحدث باسمها قال: «ليس لدينا تعليق». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية والتجارة الاسترالية للصحيفة إن الحكومة تبحث هذا الأمر.
مشاركة :