كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي الجهة المسؤولة عن إعداد البنية التحتية المطلوبة لاستضافة منافسات كأس العالم قطر 2022 FIFA عن تصميم استاد راس أبو عبود، ليكون بذلك سابع ملاعب البطولة الذي يُعلن عن تصميمه. يمتاز الملعب بمفهوم جريء ومبتكر على مستوى التصميم يجعله متفرّداً عن أي ملعب آخر تمّ بناؤه لاستضافة منافسات كأس العالم FIFA في تاريخه. فمن خلال هيكله المكوّن من أجزاء مركّبة يشمل كلّ منها على مقاعد قابلة للتفكيك وأكشاك للبيع ومراحيض وغيرها من العناصر الأساسية في أي ملعب، يجمع استاد راس أبو عبود بين تجربة البطولة والتخطيط للإرث بطريقة ثورية لتقديم ملعب فريد بحقّ. وبهذه المناسبة، قال سعادة الأمين العام للجنة العُليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي: "لطالما كان الابتكار جزءاً مركزياً من خططنا لتنظيم نسخة تاريخية من كأس العالم FIFA تترك إرثاً لقطر والعالم. واستاد راس أبو عبود هو المثال الأفضل لذلك. حيث يوفّر الملعب إرثاً مثالياً، بحيث يمكن إعادة تركيبه بشكل كليّ في موقع جديد أو تقسيمه إلى فضاءات ثقافية ورياضية أصغر حجماً. وكل ذلك في استاد يوفّر الجوّ الذي تتطلّع إليه الجماهير في كأس العالم، والذي يتم بناؤه بأفضل شكل مستدام على الإطلاق. يُسعدني هذا التصميم، وإني على ثقة من أن راس أبو عبود سيكون بمثابة نموذج يُحتذى به لمصممي الفعاليات الضخمة". هذا وقال فيديريكو أدييكي رئيس قسم FIFA للمسؤولية الإجتماعية "تقدم قطر نتائج رائعة من حيث الاستدامة، بما في ذلك التصميم المقترح لاستاد رأس أبو عبود." وأضاف "من اليوم الأول، كان هناك تركيز قوي على الاستدامة من قطر، بما في ذلك الالتزام بكفالة تلبية جميع الهياكل الأساسية لمعايير التصميم والبناء والتشغيل الصارمة في إطار برنامج شهادة GSAS". وختم حديثه قائلاً "إن (GSAS) هي شهادة لتقييم المباني والبنية التحتية الخضراء. بالإضافة إلى التصميم والبناء، فإنه يقيس أيضاً العمليات. وهذا ما يضيء في الواقع عملية مناقصة كأس العالم 2026 FIFA. فيتعين على مقدمي الملفات الآن الالتزام بالخطوات الثلاث المتعلقة بالتطورات الجديدة، في حين ينبغي تشغيل المباني القائمة وفقاً لمبادئ توجيهية متفق عليها بشأن الاستدامة". ونتيجة تصميمه المكوّن من طبقات قابلة للفكّ فإن تشييد الملعب يتطلّب موادّ أقلّ في البناء، وبالتالي ينتج عنه حجم مخلفات أصغر، وانبعاثات أقل من غاز الكربون أثناء عملية التشييد. وبفضل هذه المقاربة المستدامة في بناء الملعب، سيحصل استاد راس أبو عبود على شهادة "نظام تقييم الاستدامة العالمية" (GSAS) من فئة أربع نجوم. ومن المخطط أن يتم انتهاء تشييد الاستاد سنة 2020 على قطعة أرض تبلغ مساحتها 450 ألف متر مربع في الواجهة البحرية للعاصمة الدوحة، وسيأتي استخدام حاويات الشحن كأحد عناصر البناء الأساسية متناسقاً مع الميناء البحري المتاخم. يقع الملعب الذي يتّسع لإجمالي 40 ألف متفرّج في جنوب شرق الدوحة على بُعد 1.5 كيلومتراً فقط من مطار حمد الدولي الحديث. وسيكون الوصول إليه سهلاً، سواء عبر محطة خاصة به على الخط الذهبي من المترو (حيث يبعد أقلّ من عشر دقائق من محطة مشيرب المركزية و25 دقيقة فقط من المطار)، إلى جانب شوارع تربطه بشكل مباشر مع الدوحة والوكرة، ومن المحتمل أن تكون هناك محطة لقوارب الأجرة. أما المنطقة المحيطة بالاستاد فستوفّر مناظر استثنائية لمعالم الدوحة والكورنيش البحري المميز ومنطقة الخليج الغربي، وهو ما يجعل موقعه مثالياً كصرح موجود في الواجهة البحرية بعد البطولة، ويضمن إرثاً محلياً نابضاً بالحياة. أما تصميمه فيعزز التزام قطر بترك إرث حقيقي يتناغم مع ما تحتاجه الدوحة بعد إسدال الستار على البطولة، ويُشكل حقبة جديدة من نمط فريد للبنى التحتية للبطولات الرياضية من شأنه أن يوسّع نطاق الدول القادرة على استضافة مثل هذه الفعاليات الضخمة. يُذكر أن الكشف عن تصميم استاد راس أبو عبود يأتي عقب إعلان تصميم استاد الثمامة في أغسطس/آب 2017 وتدشين استاد خليفة الدولي تزامناً مع نهائي كأس الأمير في مايو/أيار 2017. كما إن استاد راس أبو عبود هو أحد ثمانية ملاعب مرشحة لاستضافة منافسات كأس العالم FIFA.
مشاركة :