رئيس أركان الجيوش الفرنسية يؤكد أن بلاده ستكثف الدعم لشركائها في مجموعة دول الساحل من خلال الاحتفاظ بفاعليتها في المنطقة ولكن بأقل كلفة ممكنة.العرب [نُشر في 2017/11/26]مرحلة جديدة باريس- اكد رئيس اركان الجيوش الفرنسية الجنرال فرنسوا لوكوانتر ان بلاده ستعدل عملياتها الخارجية في الشرق الاوسط والساحل في وقت تنفذ القوات الفرنسية عمليات على جبهات عدة. وقال لوكوانتر "بالنسبة الى برخان (القوة الفرنسية لمكافحة الجهاديين في الساحل والتي تضم اربعة الاف جندي) ساكثف الدعم لشركائنا في مجموعة دول الساحل لتعزيز قدراتهم الذاتية عبر محاولة الحد قدر الامكان من تدخلنا على الارض". وشكلت مجموعة دول الساحل التي تضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر قوة عسكرية مشتركة للتصدي للمجموعات المتطرفة. ونفذت هذه القوة بداية نوفمبر اول عملية لها وتحظى بدعم عسكري من قوة برخان. واضاف لوكوانتر "في المشرق حيث نشارك بشكل كبير في اطار عملية شامال، ندخل مرحلة جديدة" بينما تنظيم الدولة الاسلامية "كدولة في طور التشكل تسيطر على اراض وموارد مرتبطة بالنفط والغاز، يهزم". وتابع "سابحث كيفية الاحتفاظ بالفاعلية ولكن باقل كلفة ممكنة"، مشيرا الى "خيارات عدة ممكنة ووجود العديد من الافرقاء ايضا" مثل "التحالف الحالي والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة او حلف شمال الاطلسي". وعملية شامال التي بدأت في العراق وسوريا في سبتمبر 2014 هي جوية خصوصا بمشاركة ثماني مقاتلات رافال متمركزة في الاردن وست اخرى في الامارات العربية المتحدة. وتشمل ايضا جانبا بريا تشارك فيه مدافع "سيزار". وكانت الاقتطاعات المالية التي فرضت على الجيوش في 2017 تسببت بازمة بين الرئيس ايمانويل ماكرون ورئيس الاركان السابق الجنرال بيار دو فيلييه الذي استقال في يوليو. وعلق لوكوانتر في هذا الصدد ان "عظمة بلادنا ومكانتها في العالم ترتبطان ايضا بقدرتها على احتواء دينها. لكن للسيادة ثمنا وامن الفرنسيين ملزم بالنسبة الينا". وقد شدد المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى الساحل الأفريقي جان مارك شاتنيي، في السابق، على ضرورة نشر القوة المشتركة لدول الساحل الأفريقي الخمس. وأكد جان مارك شاتنيي، حينها، أن نشر القوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل أمر ضروري للغاية. وقال المبعوث الفرنسي إلى الساحل الأفريقي إن بلاده تؤكد دعمها لمجموعة الخمس في الساحل “التي تشكل بالنسبة لنا مبادرة بالغة الأهمية على صعيدي الأمن والسلم”. وشدد على ضرورة دعم نشر القوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل بشكل جماعي ودولي، قائلا “إذًا هي رسالة قوية تؤكد التزام فرنسا إلى جانب مجموعة الخمس في الساحل بهذا الموضوع”. وأضاف أن بلاده تدعم مبادرة التحالف من أجل الساحل التي تم إطلاقها من طرف الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل في 13 يوليو الماضي في باريس. وأجرى المبعوث الخاص لفرنسا إلى دول الساحل الأفريقي، في الـ7 من نوفمبر، مباحثات مع وزير الدفاع الموريتاني جالو ممادو بيتا بالعاصمة نواكشوط حول الدعم الفرنسي للقوة المشتركة لدول الساحل الخمس. ومنذ أشهر تجري دول مجموعة الساحل تحركات دبلوماسية من أجل حشد الدعم الدولي لقوتها المشتركة، وتساندها في ذلك فرنسا. غير أن دول المجموعة فشلت في الحصول على تمويل من الأمم المتحدة للقوة المشتركة بسبب اعتراض الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، رغم توصية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن مؤخرا بزيادة الدعم الدولي لهذه القوة. وفي يوليو الماضي أعلنت خمس دول أفريقية، هي موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، عن إنشاء قوة مشتركة لمحاربة الإرهاب. وحددت الدول المؤسسة للقوة في بداية إنشائها مبلغ 423 مليون يورو كميزانية سنوية لها. وتتألف القوة المشتركة لدول الساحل الخمس من 5 آلاف عنصر، ويوجد مقرها في دولة مالي. وتأسست مجموعة دول الساحل الأفريقي الخمس عام 2014، ويقع مقر أمانتها العامة بنواكشوط. وتنشط بمنطقة الساحل الأفريقي العديد من التنظيمات التي توصف بالمتطرفة. وتشن هذه التنظيمات من حين لآخر هجمات تستهدف الثكنات العسكرية والأجانب بدول الساحل، لا سيما في مالي التي سيطرت على أقاليمها الشمالية تنظيمات متشددة عام 2012، قبل طردها إثر تدخل قوات فرنسية آنذاك.
مشاركة :