«غريب وغير متوقع كل ما يحصل»، عبارة يتفق عليها كل من يتابع نادي ميلان الإيطالي لكرة القدم في الفترة الأخيرة، والتذبذب الكبير في مستوى لاعبيه القدامى منهم والجدد. نتائج كارثية بكل ما للكلمة من معنى، سجلها الفريق بعد بداية مقبولة للموسم، ما أثر على ترتيبه، وقلّص فرصه في التأهل المباشر إلى دوري أبطال أوروبا، الهدف الرئيسي الذي وضعته الإدارة الصينية الجديدة عند تسلمها زمام الأمور، لتخيب من جديد حتى الآن على الأقل آمال عشاق النادي اللومباردي في إيطاليا وجميع أنحاء العالم. ضياع كبير ومزاجية المدرب الإيطالي فيتشينزو مونتيلا، وعدم ثباته على تشكيلة واحدة منذ بداية الموسم، كانا سبباً مباشراً للهزائم المتتالية التي تجرعها «روسونيري» في الآونة الأخيرة. تراجع كبير في أداء المدافع الفذ ليوناردو بونوتشي القادم من الغريم التقليدي يوفنتوس، ساهم من جهته في تراجع ثقة اللاعبين خصوصاً الشباب بأنفسهم. فقد تحول بونوتشي ين ليلة وضحاها من «صفقة الموسم» إلى «صفعة الموسم» في ضوء أخطائه الكارثية في خط الظهر، ومساهمته بشكل مباشر أو غير مباشر في خسارة العديد من النقاط. عامل آخر يكمن في عدم منح الثقة لمهاجم البارز أثبت علو كعبه التهديفي في مباريات منتخب البرتغال، ونفصد هنا أندريه سيلفا الذي، وللمفارقة، كلما تألق في مباراة وساهم في الفوزه حتى وجد نفسه أسيراً لمقاعد الاحتياط لأسباب لا يعلمها إلا مونتيلا. فريق كامل أو 11 لاعباً جديداً تعاقدت معهم الإدارة الصينية الجديدة لـ «اللومباردي» قبل بداية الموسم، مع إنفاق أكثر من 230 مليون يورو، إلا أن النتيجة قبيل انتصاف الموسم، أن نحو 5 أو 6 لاعبين منهم وجدوا أنفسهم متفرجين في المباريات الى جانب المدير الفني على مقاعد الاحتياط، لغايات لا يعلمها إلا الأخير. اما بقية العناصر، فقد شهد مستواهم أداء متذبذبا وغير ثابت خصوصاً المهاجم الكرواتي نيكولا كالينيتش ولاعبي الوسط العاجي فرانك كيسي والأرجنتيني لوكاس بيليا. وحده فابيو بوريني كان الورقة الرابحة تقريباً مع إصابة الظهير أندريا كونتي في المراحل الأولى من الـ «سيري آ». تغيير متواصل في طريقة اللعب، وعدم ثبات على تشكيلة معينة، كل ذلك وضع النادي على مشارف الخروج خالي الوفاض لموسم سادس على التوالي، وعلى أبواب الابتعاد لسنة جديدة عن البطولة الأحب الى قلب عشاقه، دوري أبطال أوروبا، اللهم إلا إذا حصلت معجزة غير متوقعة وفاز بلقب الدوري الأوروبي مع نهاية موسم غير مبشّر بالخير. شكوك كبيرة تعشعش في أذهان محبي «النادي الأحمر والأسود» في خصوص العلاقة التي تجمع بين مونتيلا ومدير الفريق ماركو فاسوني ورئيسه التنفيذي ماسيميليانو ميرابيلي، فالأول خريج نادي روما، والأخيران من أتباع العدو التاريخي إنتر ميلان. ولا شك في ان تجديد الثقة بالمدرب قبل أن يجف «حبر الخسائر» وبعد دقائق من حدوثها أمر يدعو الى التفكير العميق في الهدف الرئيسي لهؤلاء، وإن كانوا فعلاً يأملون بعودة الفريق إلى مكانه الطبيعي بين الكبار. عمل كبير في انتظار القيّمين على إدارة النادي، وخطوات عديدة منتظرة للحفاظ على الآمال الكبيرة التي وضعها عشاقه في جميع أنحاء العالم قبل بداية الموسم، و«صدمة إيجابية» يحتاجها اللاعبون قد تبدأ ربما بإقالة أو استقالة مونتيلا.
مشاركة :