دينا محمود (لندن) كشف النقاب أمس عن فضيحة جديدة عنوانها «التوظيف القطري المسيء للأنشطة الخيرية وتبني نظام الدوحة لمفاهيم متطرفة مناقضة لتعاليم الإسلام»، حيث تحدثت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية عن أن مسؤولاً قطرياً سابقاً ضالعاً في رعاية حملات كراهية على مدار سنوات، يدير منظمةً خيريةً في المملكة المتحدة أنفقت ملايين الجنيهات الاسترلينية على العديد من المؤسسات هناك. وأماطت الصحيفة واسعة الانتشار اللثام عن أن مساجد ومنظمات في بريطانيا حصلت على أموالٍ طائلة من يوسف الكواري المدير التنفيذي لمؤسسة قطر الخيرية - فرع المملكة المتحدة، وهو الرجل الذي سبق وأن أسس موقعاً إلكترونيا حض المسلمين على كراهية اتباع الديانات الأخرى في العالم، ودعاهم إلى عدم العيش في أي دولة غير مسلمة. وأشار التقرير إلى أن الكواري الذي تتضمن مهامه في بريطانيا «تشييد مسجد جديد في شمال إنجلترا، كان من قبل مؤسس موقع إسلام ويب الإلكتروني الذي أصدر المسؤولون عنه فتاوى تُحَرِّمُ أداء القسم الذي يؤديه الراغبون في الحصول على الجنسية البريطانية». وفي سياق التأكيد على النبرة المتشددة التي تهيمن على الموقع القطري المنشأ، قالت «دَيلي تليجراف»، إنه تضمن في يونيو الماضي، تحذيراتٍ إلى المسلمين من المسيحيين واليهود، بل وقال إن كراهية هؤلاء أمرٌ ضروريٌ وحتميٌ «لوجه الله تعالى». وأبرزت الصحيفة حقيقة أن المؤسسة التي يتولى الكواري المسؤولية عن أنشطتها في المملكة المتحدة هي ذراعٌ لمؤسسة قطر الخيرية الأم التي صُنّفت منظمةً محظورةً من جانب الدول الأربع (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) منذ يونيو الماضي. ولم تكتفِ الصحيفة بهذه البراهين بل أشارت إلى أن الكواري كان من قبل مسؤولاً عن إدارة تكنولوجيا المعلومات في وزارة الأوقاف القطرية، وذلك في الفترة التي تأسس فيها موقع «إسلام ويب». وفي مسعى لتأكيد علاقة النظام القطري بهذا الموقع ذي المحتوى المتشدد وتفنيد أي مزاعم بأنه كان يُدار من قبل أشخاصٍ لا صفة رسميةً لهم، قالت «دَيلي تليجراف»، إن وزارة الأوقاف القطرية عُرِّفتْ بأنها «مُسجِلٌ» و«قائمٌ على إدارة هذا الموقع». وأضافت أن منشوراً ظهر على ذلك الموقع في عام 2007، أشار إلى هذا الرجل بوصفه «رئيساً لمجلس الإدارة»، وهو دورٌ قال التقرير إن المسؤول القطري السابق واصل الاضطلاع به حتى عام 2010. وضرب التقرير أمثلةً على المضامين المتشددة والبعيدة عن روح الإسلام التي تضمنها هذا الموقع على مدار سنواتٍ طويلة، وأشار إلى أن من بين الفتاوى التي نشرها «إسلام ويب» بين عامي 1998 و2010، فتوى طالبت الناس بـ«الجهاد» كافة، وقالت إن العيش في بلدٍ غير مسلم مُحرّمٌ إلا في حالة «الحاجة الماسة» لذلك. ولم تتوقف وقائع السجل المخزي لهذه المنظمة التي تدعى القيام بأنشطةٍ خيرية عند هذا الحد، بل امتدت فضائحها إلى السعي إلى إجبار العاملين فيها على تغيير دياناتهم. وأبرزت «دَيلي تليجراف» دعوى قضائية رفعها موظفٌ سابق في مؤسسة «قطر الخيرية - المملكة المتحدة» ضد فادي العيتاني نائب المدير العام للمؤسسة يتهمه فيها بـ«إرهابه وإزعاجه» وتحذير العاملين غير المسلمين في المكان من أنهم سيتعرضون للعقاب إذا لم يعتنقوا الإسلام. وأشار التقرير إلى أن الموظف المعني التحق بالعمل في المؤسسة القطرية لمدة تسعة أشهر انتهت في يناير الماضي».
مشاركة :