علّقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، على الحادث الإرهابي المؤلم في سيناء الجمعة الماضية، بالقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسي رد عليه بخبرته المعتادة، بعد أن قتل مسلحون 305 مصريين في هجوم مروع على مكان مقدس. وأضافت الصحيفة أن الرئيس المصري تعهّد في خطاب متلفز بالثأر والضرب بقوة، لتنطلق بعده طائرات حربية فوق شبه جزيرة سيناء لإسقاط قنابل على المركبات التي استُخدمت في الهجوم، وسط انتشار الجيش في المنطقة. لكن الصحيفة تساءلت: لماذا تفشل استراتيجية السيسي في سيناء؟ واصفة الرد المصري بأنه انتقام غاضب، يعقب سنوات من الهجوم على فرع لتنظيم الدولة في سيناء، كان قد أسقط طائرة روسية عام 2015، وهاجم قوات الأمن المصري. وأضافت الصحيفة أنه من بين أبرز ملامح المجزرة التي وقعت الجمعة وعُدّت الأعنف في تاريخ مصر المعاصر، هو سهولة تنفيذ المسلحين لها. وتابعت الصحيفة أن الهجوم بالنسبة لسكان سيناء زاد من شعورهم بالهلع من العيش في منطقة يشعر كثير من سكانها بأنهم محاصرون بين جماعات مسلحة همجية وجيش منزوع الرحمة. وقد زارت الصحيفة مستشفى قريباً من مدينة الإسماعيلية القريبة من سيناء، حيث روى الناجون كيف وثبوا من النوافذ مع إطلاق المسلحين النار عليهم، وكيف شاهدوا أصدقاءهم وأقاربهم يُقتلون. يقول أحد الناجين من المجزرة، ويُدعى محمد عبدالسلام: «أين سنشعر بالأمان إذا كانت المساجد مستهدفة؟». ونقلت الصحيفة عن خبراء في الشأن السيناوي، قولهم إن الهجوم ألقى بمزيد من الضوء على تكتيكات مكافحة الإرهاب التي تعتمدها مصر ضد حركة تمرد إسلامي عنيدة ظهرت قوتها للساحة عام 2013 مع الانقلاب العسكري. ويرى الخبراء أن النهج المتبع هو نهج قديم لا يلائم طبيعة المعركة، وهو تكريس لأخطاء الأنظمة المصرية المتعاقبة. فلعقود -تقول الصحيفة- كانت مصر تنظر إلى سيناء من منظور عسكري بحت، واتخذت نهجاً عدائياً تجاه سكانها، وسط انخراط الجيش في عمليات إعدام غير قانونية، وهدم لقرى كاملة، وفي الوقت ذاته لا توفر الدولة حلولاً للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، ومن ضمنها البطالة المزمنة، وفقر الرعاية الصحية والأمية. يرى أندرو هيلر -خبير الشأن المصري السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي- أن «مصر أخفقت في الإدراك بأن تنظيم الدولة ليس مجرد تهديد إرهابي. لن يسهم قتلهم في حل المشكلة، بل على المصريين أن يجففوا الدعم السيناوي لـ(ولاية سيناء)، المتجذر في الإهمال التاريخي لسيناء».;