إعادة الإسلام أزمة فقه أم أزمة رجال

  • 11/27/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

بحث مخصص الدخول والأرشيفنسخة الجوالal - watanالرئيسيةالسياسةالمحلياتالاقتصادالثقافةالرياضةحياة الوطنيكتب لكمنقاشاترؤية 2030PDF آخر تحديث: الإثنين 27 نوفمبر 2017, 1:58 ص الفيصل: خادم الحرمين قائد وداعم للثقافة السجن والغرامة لمخالفي نظام الإفلاس ولي العهد: التحالف الإسلامي سيلاحق الإرهاب والتطرف حتى النهاية مساءلة قادة مدارس خالفوا عقود النظافة ملاحقة قيادات مدينة طبية جامعية لاستعادة أموال منهوبة الحرب على الإرهاب عسكريا وسياسيا الفيصل: خادم الحرمين قائد وداعم للثقافة إعادة الإسلام أزمة فقه أم أزمة رجال هناك قصة مهمة جدا حدثت عند وصوله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد الهجرة، تقول القصة كما في مسلم: قَدِمَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَأْبُرُونَ النَّخْلَ، يَقُولُونَ يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ، فَقَالَ: (مَا تَصْنَعُونَ؟) قَالُوا: كُنَّا نَصْنَعُهُ، قَالَ: (لَعَلَّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْرًا)، فَتَرَكُوهُ، فَنَفَضَتْ أَوْ فَنَقَصَتْ، قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيِي فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ). في الحقيقة أنه لو بقي الفقه الإسلامي وفقهاؤه في محيط الدين لكان ذلك كافياً، لكنهم وفِي العصور التي بدأت بما يسميها علماء تاريخ التشريع انحطاط الفقه تجاهلوا الحديث الكريم السابق، فوجدنا رسائل ماجستير تعد في لعبة كرة القدم، ورأي الفقه فيها، بل حتى أمور البناء وتعبيد الشوارع أصبح هناك رأي فقهي لا يستحي صاحبه من أن ينسب رأيه البشري إلى الله، فإذا رفضته صرخ فيك أترفض حكم الله يازنديق، وهو حكمه ورأيه هو. إن ذلك أسهم في تكون كهنوت إسلامي بالضبط كما رفضه القرآن ممثلاً في سلوك اليهود والنصارى، قال تعالى (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ). قال المفسرون يشرعون لهم من الأحكام ما لم ينزل الله عز وجل، والدليل على ظهوره بيننا كثير جدا، مثل تكفير الناس والإرهاب وتفجير النفس التي حرم الله، وإذلال النساء، وظهور أحكام عنصرية مثل تكافؤ النسب رغم ورود الأثر القوي المتمثل في تزويجه صلى الله عليه وسلم مولاه من ابنة عمته القرشية. لاشك أن الفقه الإسلامي مر بفترات صعبة سقط فيها بين مؤثرين قويين الأول الثقافة والتقاليد العربية، وثانيها جهل الرجال ورغبتهم في الظهور والتعالم. هذه الاستماتة في الظهور والانتفاع من ادعاء العلم وقوة الرأي والعزف على عاطفة الجماهير أدت إلى ظهور أنصاف علماء يستهويهم الصراخ والحديث عن أحكام مثل رضاع الكبير وقيادة السيارة ويؤلفون مؤلفات عن أشراط الساعة الكبرى تشبه قصص الفنتازيا والروايات المصورة. حتى تصنع فقهاً قوياً تحتاج أولا لرجال يعلمون حدودهم فلا يتجاوزونها أبداً، وقبل ذلك تحتاج لكليات علمية شرعية تختار الأذكى للالتحاق بها، فمعنى الفقه الفهم والإدراك، فلماذا تصير كليات الشريعة ملاذاً لمن لم يقبل في باقي التخصصات، ثم مناهج الكليات يجب أن تكون وافية بكل المتطلبات لصناعة عقل واع من لغات وحاسب وتكنولوجيا وتفكير، ثم لابد أن يجد خريجو الشريعة مكانة تليق بهم ورواتب مجزية تمنع عنهم ذُل الحاجة، أو تضطرهم إلى مجاملة أحد، ثم إن منح الناس حرية اختيار مذهبهم الفقهي يأتي قبل ذلك كله، فكما هو معلوم سقوط الدولة العباسية أحد أسبابه كان إجبارهم الناس على فقه واحد، فساد الجهل والغباء وركن الناس والعلماء إلى التقليد. لا يمكن على كل حال أن يمضي هذا المجتمع دون دينه، ولا يمكن أن يتطور قبل أن ينتشل فقهه من أنياب الانحطاط.

مشاركة :