العيسى: الإسلام أقر الاختلاف وحمى الحقوق والحريات

  • 11/27/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العيسى إن اجتماع وزراء الدفاع في دول التحالف الإسلامي العسكري يعكس العزم الإسلامي على محاربة آفة الإرهاب، ويؤكد على أن الدين الإسلامي رسالة سماوية نقية من الشوائب.وعدّ في كلمته فهم المسار الفكري ضمن مهمات التحالف عنصراً مهماً، لدحر آفة الإرهاب من جذورها، مشدداً على أن ذلك هو الرهان الحقيقي والهدف الأسمى الذي تسعى إليه البشرية أجمع، ودول التحالف على وجه الخصوص.وأوضح الدكتور العيسى أن الإرهاب لم يقم على كيان سياسي ولا عسكري، بل على أيديولوجيةٍ متطرفة، مبيناً أن الوقائع التاريخية والسجل العلمي للإرث الإسلامي يثبت أن الإسلام رحب بكل معاني السلام حتى أصبح جزءاً رئيساً من تعاليمه، ومفردةً مهمة في قاموسه، كما أقر منطق الاختلاف والتنوع والتعددية، وحمى الحقوق والحريات، وفتح العقل على آفاق أوسع، ووضع له قواعدَ تحفظ توازنه الفكري، نجدها جلية في نصوص الشريعة.وتساءل: كيف تسلل التطرف منتحلاً اسم الإسلام بعد تلك الضمانات التشريعية التي رسخت بوضوح تام قيم الوسطية والاعتدال، ملخصاً الإجابة عن هذا التساؤل في أن التطرف بنظرياته الحالية لم يكن امتداداً فكرياً لمفاهيم سابقة، (وإن كان امتداداً لها في المنهج والسلوك)؛ ذلك أن التطرف المعاصر كان خليطاً من حماسة قتالية بعاطفة دينية عشوائية تفتقر لأبسط مقدمات الوعي الديني وأبسط قواعد المنطق العقلي، وساعده على تمدده غياب القدر اللازم من المواجهة العلمية والفكرية له والتي تتطلب الدخول في تفاصيل مزاعمه.ولفت العيسى الانتباه إلى أن بداية هذا الانحدار الفكري من اجتزاء النصوص وتحريف معانيها، وعدم الأخذ بقواعدها التي تضبط عملية التعامل معها، وللعقل الجمعي واستدراج العاطفة المجردة عن الوعي، والقراءات الخاطئة للوقائع والأحداث، والظروف النفسية لدى البعض تأثير كبير في نزعة التطرف. وأشار إلى التقديرات الأولية لتعداد الدول التي التحق الإرهابيون منها بتنظيم «داعش» الإرهابي، بمائة دولة، وفدوا من مدارس فقهية وعقدية متنوعة، يجمعهم هدف مشترك هو إقامة كيانهم المزعوم، مضيفاً أن تقديرات نسبة الملتحقين بهذا التنظيم الإرهابي من أوروبا وحدها بلغ 50%.وسلط الضوء على بعض نظريات التطرف المتداولة التي ترتكز عليها غالب مزاعمه، وتمثل رهانه الأكبر في اقتناص مستهدفيه حول العالم، والتي حصر منها مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية نحو 800 مادة، سبق للتطرف الإرهابي أن أطلقها عبر آلاف الرسائل الإلكترونية، تعكس مستوى القصور الحاد في الوعي الديني والفكري، وكثير منها جاء نتيجة الخلط بين الشأن الديني وغيره، حتى انسحب ذلك سلباً على مفاهيم التعاون والتعايش بل وطال العدالة والكرامة والبر والإحسان المقرر في دين الإسلام لكل إنسان. وأكد أن التطرف واجه كذلك سنة الخالق جل وعلا في التعدد والتنوع فأقصى كل مخالف له من أن يكون له وجود أو كرامة، وهي حالة تأزم فكرية تتطلب هزيمتها الأخذ بعدة مسارات. وقال: «إن هذا الاجتماع يؤكد عزيمة توافق إسلامي ترجم حقيقة تشريعه السمح في دول سلامه ووسطيته واعتداله التي نسعد باجتماعها اليوم».

مشاركة :