ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، أنه في الوقت الذي تصعد فيه دول عربية من ضغوطها على حزب الله اللبناني الموالي لإيران، فإن الجماعة الشيعية اللبنانية عززت من وضعها بوصفها قوة إقليمية يتجاوز نفوذها العسكري حدود لبنان، بينما تصمد أمام الأزمات السياسة الداخلية. وأضافت الصحيفة أن صعود حزب الله يأتي وسط صراع على الهيمنة الإقليمية بين إيران والسعودية، وتكثف حدة الصراعات من سوريا إلى اليمن، إذ ترى الرياض أن الحزب هو أقوى أسلحة إيران بالوكالة، «ويجب عزله». وأضافت الصحيفة، أن هيمنة حزب الله على لبنان كانت واضحة في أحداث لبنان هذا الشهر، إذ أكد مسؤولون أن السعودية أجبرت رئيس الوزراء سعد الدين الحريري على الاستقالة أملاً في إضعاف إيران، عبر تمهيد الطريق أمام مزيد من الإجراءات العدائية ضد حزب الله. عوضاً عن ذلك -يتابع التقرير- فإن الأحداث حشدت اللبنانيين إلى صف الحريري، ودفعت بحزب الله بوصفه قوة استقرار؛ ليعلن الحريري بعد فترة تعليق استقالته. وأوضح تقرير «واشنطن بوست» أن حزب الله من المحتمل أن يستغل الاضطراب الحالي، ويستخدم قوته السياسية والعسكرية وشبكته الاجتماعية الواسعة داخل لبنان لترسيخ قوته أكثر، بدءاً من جنوب لبنان حيث حارب القوات الإسرائيلية، حتى ميادين القتال في سوريا، وهو وضع تحوّل مع الحزب إلى قوة صاعدة لا تجد من يتصدى لها. ونقلت عن هايكو ويمان -مدير مشروع العراق ولبنان وسوريا في مجموعة الأزمة الدولية- قوله إن سبب صمود حزب الله هو كونه دولة داخل دولة، وموفراً بديلاً لكل الأشياء، وأضاف: «إن تجذر الحزب في المجتمع سبب رئيسي يعادل بالضبط قوته في مؤسسات الدولة». وأشار رفائيل ليففر -زميل مركز كارنجي الشرق الأوسط- إلى أن السعودية اعتقدت أن استقالة الحريري ستخلق صدمة، وأن المجلس الوزراي سينهار، وسينسحب وزراء حزب الله وحلفاؤه من المواقع الحكومية المهمة، لكن ذلك لم يحدث. وأضاف أن حزب الله بعد الحرب السورية قد تغيّر وبات له نفوذ قوي داخل المؤسسات الأمنية اللبنانية، خاصة أن لبنان تحكمه اتفاقية تقاسم للسلطة.;
مشاركة :