في الوقت الذي تقود السعودية جهودا مع الحلفاء الاستراتيجيين لدحر الإرهاب والتطرف، وتجفيف مصادر تمويل الميليشيات المتشددة في المنطقة، أشارت تقارير إلى أن مسألة التركيز على الزمن الحاضر فقط، تعد أكبر أخطاء زعماء المنطقة منذ نهاية الحرب الباردة، مشيرة إلى أن الأمير محمد بن سلمان بات يدير أزمات المنطقة بطريقة جديدة عبر التفكير في المستقبل، وهو ما مثلته رؤية المملكة 2030، وتشكيل التحالف الإسلامي العسكري، مرورا بمشروع «نيوم» الطموح، وغيرها من الخطوات الجريئة. ولاقت هذه الخطوات ثقة المشرعين والسياسيين الأميركيين، مشيرين إلى أنه آن الأوان لأن يحكم الشرق الأوسط نفسه بنفسه، وأن أي تدخل خارجي سوف يزعزع منطقة كانت ولا تزال مثقلة بالتحديات. الثقل السياسي والعسكري أوضحت التقارير أن التحالف الإسلامي العسكري في الرياض، وجه أول رسالة قوية وموحدة من قلب العالم الإسلامي ضد الإرهاب وكل ما يشوه الدين الإسلامي، لافتة إلى أن المملكة نجحت في حشد 41 دولة إسلامية، واستبعدت في الوقت نفسه الدول الأخرى الراعية للإرهاب، سواء بشكل مباشر أو عبر وكلاء مرتزقة في العديد من مناطق العالم. وحتى وقت قريب، كان الغرب ينظر إلى إسرائيل وتركيا وإيران، أكثر اللاعبين الإقليميين تطلعا للمستقبل، والأسرع تجاوبا مع المتغيرات الدولية، والأجدر فهما للتحولات الجديدة، فيما جاءت القيادة السعودية الجديدة لتثبت عكس ذلك، وتؤكد مكانة وثقل المملكة الإقليمي والدولي، وتعلن الحرب على الإرهاب بلا هوادة، إلى جانب مكافحة الفساد من أعلى قمة في الدولة. مصداقية المملكة يرى مراقبون أن الخطوات التي تسعى إليها المملكة فاجأت الجميع، وكانت أسرع من أن تتيح للاعبين الإقليميين الآخرين الزمن اللازم للتكيف مع هذه المستجدات، الأمر الذي وضعهم في مواقف متناقضة. وأشار المراقبون إلى أن المملكة تتميز عن سائر الدول الإسلامية والعربية بالمصداقية، بشهادة الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، الذي كتب في مذكراته، عبارة شهيرة لخص فيها السياسة السعودية، وأشار إلى أن السعوديين وحدهم يقولون في العلن ما يقولونه تماما في المحادثات الخاصة. من جانبهم، قال محللون إن النقلة النوعية الجديدة في الحرب على الإرهاب بقيادة السعودية، ستغير موازين علاقات القوى في منطقة الشرق الأوسط وما سيترتب عليها من تطورات مستقبلية، مبينين أن بعض الدول والقوى الإقليمية الأخرى ترددت وتراجعت عن وعودها بالمشاركة في الحرب على الإرهاب، وبعضها ساوم من باب الابتزاز والوقوف في منتصف الطريق، إلا أن القادة السعوديين كانت كلمتهم أشبه بالعقد الموثق، وهو ما لمسه الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض.
مشاركة :