كشف أحد الناجين من الهجوم الدموي على مسجد الروضة في سيناء المصرية بعض تفاصيل ما شاهده وعاشه خلال لحظات الهجوم الذي أدى لمقتل 305 أشخاص، قائلا إنه فقد تسعة من أفراد عائلته، بينهم والده، مضيفا أنه ما من أحد تمكن من الخروج من المسجد الذي يرتاده أتباع إحدى الطرق الصوفية في بلدة "بئر العبد". شاهد العيان، الذي كان يتحدث خارج مستشفى في مدينة الإسماعيلية المصرية، طلب عدم ذكر اسمه، قال إنه جاء للاطمئنان على عدد آخر من أقاربه وأصدقائه الذين يتلقون العلاج في المستشفى مضيفا: "عناصر الجيش كان بوسعهم من مواقعهم سماع أصوات الطلقات النارية ولكنهم لم يتحركوا.. حتى عربات الإسعاف تعرضت لإطلاق النار." ولم تتمكن CNN من التحقق بشكل مستقل من مواقع القوات المصرية ومدى قربها من المسجد، خاصة وأن المنطقة مغلقة أمام الأجانب وأمام الكثير من الصحفيين المصريين، ولدى بدء تصاعد الانتقادات طلب ضابط مصري من الصحفيين المغادرة. النائب العام المصري قال إن بعض المهاجمين كانوا مقنّعين وأن واحدا منهم على الأقل كان يرفع علم تنظيم داعش. شاهد عيان آخر في الموقع طلب عدم ذكر اسمه أيضا قال إنه اختبأ تحت الجثث للاختفاء عن أنظار المسلحين الذين كانوا يبحثون عن ناجين لتصفيتهم. الشاهد كان مصابا بشظية في عينه وكان يجلس على الأرض خارج غرفة الطوارئ في مستشفى جامعة قناة السويس محاطا بأقاربه، علما أنه فقد شقيقه وأحد أبناء أشقائه، في حين أصيب نجله بكسر في القدم. خارج المستشفى تجمع عدد من البدو في خيامهم الملونة بانتظار أخبار عن أقاربهم، تجنّب الجميع ذكر أسمائهم بسبب خوفهم من داعش وإمكانية أن يعود التنظيم لينتقم من عائلاتهم في سيناء. سكان الإسماعيلية من جانبهم سارعوا إلى احتضان الناجين والضحايا جراء الهجوم على "بئر العبد" التي تبعد ساعة عن مدينتهم كما سبق لهم استضافة العائلات القبطية التي اضطرها تنظيم داعش لمغادرة منازلها في مدينة العريش. وقال وسام حسونة، وهو أحد المتطوعين من سكان الإسماعيلية، إن المتبرعين قدموا 15 ألف كيس من وحدات الدم للجرحى.
مشاركة :