رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول- في ركن بمركز "الكمنجاتي" للموسيقى، وسط البلدة القديمة من مدينة رام الله، يجلس الشاب الفلسطيني، ماهر الشافعي (29عاما)، يعزف مقطوعات موسيقية لكبار الموسيقيين العرب. عن ظهر قلب يحفظ الشافعي النوتات الموسيقية، في تحدي لإعاقته البصرية، ويبدو منسجما مع الآلات المختلفة، حيث يجيد العزف على "الأورغ، والكمنجة، والعود". ونظرا لإعاقته البصرية، يشبهه بعض أصدقائه بالموسيقار المصري الشهير الراحل "سيد مكاوي"، الذي كان أيضا فاقدا للبصر. وينتمي الشافعي لأسرة فلسطينية بسيطة، تسكن في مدينة البيرة القريبة من رام الله. ويقول "الشافعي" لمراسل وكالة الأناضول، إن والده اكتشف موهبته في الموسيقى والغناء، منذ أن كان عمره أربع سنوات. وتعلم العزف على آلة الأورغ في سن السادسة، وفي الثامنة التحق بمعهد ادوارد سعيد للموسيقى في مدينة رام الله، حيث تعلم العزف على آلة الكمنجة . لكن شغفه بحب الموسيقى العربية دفعه أخيرا، لتعلم العزف على آلة العود. ويضيف:" أطللت على عالم الموسيقى العربية من خلال العزف على العود (..) لدي شغف كبير بالموسيقى العربية الشرقية". ودرس الشافعي الأدب العربي، والترجمة الإنجليزية، في جامعة بير زيت القريبة من رام الله، وتخرج منها حاملا شهادة البكالوريوس، لكنه لم يحصل بعد على وظيفة. وعن ذلك يقول:" في بلاد العرب، الموسيقى لا تُطعم الخبز، لا بد من مهنة أخرى تَأمَن من خلالها غدر الزمن، لذلك درست الأدب العربي والترجمة الإنجليزية، ولم أدرس الموسيقى". ونشط خلال الدراسة المدرسية، بالمشاركة في الحفلات والمهرجانات، وبات عضوا في عدد من الفرق المحلية، أبرزها فرقة "نوى" للموسيقى العربية وفرقة "يلالان"، للموسيقى والغناء وعزف في عدد من الدولة العربية والغربية. وبيّن أنه شارك في العديد من المهرجانات المحلية والخارجية، أبرزها "أيام قرطاج" في تونس، وفي الأسبوع الفلسطيني بالسويد، إلى جانب مشاركات عربية أخرى في مصر والأردن وليبيا. ولا يقف طموح "الشافعي" عند العزف والغناء، فقد بات قريبا على الالتحاق بجامعة وليام باترسون الأمريكية، لتعلم الموسيقى لتطوير معرفته بالموسيقى "علميا". ويطمح أن يكون عازفا وملحنا مهما في العالم، ويقول إن مثله الأعلى في الموسيقى والتلحين، هم: محمد عبد الوهاب، وزكريا أحمد، ورياض السنباطي. ويضيف:" أصدقائي ومعارفي يطلقون علي لقب (سيد مكاوي فلسطين)، هذا يشرفني كثيرا (..) آمل أن أضع لمستي الخاصة في عالم الموسيقى الواسع". وعن الصعوبات التي واجهت الشافعي، يقول:" يتوجب علي حفظ النوتات غيبا ومن ثم العزف، نظرا لفقدي البصر". يتابع:" أذني مصدر إلهامي في الحياة". ويستذكر أن معلمته، في مركز "ادوارد سعيد"، قالت ذات مرة، في أحد الدروس، إن من شروط حصول الطالب على شهادة البكالوريوس في دراسة الموسيقى عزف مقطع عن ظهر قلب، أجبتها ضاحكا مفتخرا: هذا ما أقوم به منذ طفولتي".وأردف قائلا:" لا فرق بين بصير وضرير في الموسيقى، الابداع والتميز هما المقياس الأول والأخير، العزف هو الذي يقرر". ويجيد "الشافعي" الغناء إلى جانب العزف، ويعتاش من عمله "الحر"، في الموسيقى، نظرا لعدم حصوله على وظيفة حتى الآن. وتلقى "الشافعي" دعما من أسرته، حيث يقول إن الفضل يرجع لوالده لما عليه هو الآن. وأضاف:" والدي، اكتشف موهبتي ونماها، ودعمني حتى وصلت إلى ما أنا فيه اليوم". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.