خبراء أمنيون يقولون إن الخلايا النائمة لداعش في العراق ستبقى متخفية، وتحتاج إلى جهد استخباري كبير لتعقبهم والقضاء عليهم.العرب [نُشر في 2017/11/27]حرب طويلة الأمد الأنبار - أفاد بيان عسكري عراقي الأحد، أن القوات العراقية تمكنت من تحرير 175 قرية وجسور ومطار في إطار عملية عسكرية واسعة النطاق لملاحقة فلول تنظيم داعش، التي فرت إلى بادية الصحراء الغربية بعد أن فقدت جميع قواعدها في محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى . وأوضح بيان لخلية الإعلام الحربي في قيادة العمليات المشتركة العراقية أن "قطعات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وبإسناد من طيران الجيش تنهي الصفحة الأولى من المرحلة الثانية من عمليات الجزيرة، وأعالي الفرات وتنجح بتطهير القرى والمناطق الواقعة بين مناطق جنوبي الحضر ومناطق شمالي راوة ". وذكر البيان أن "القوات العراقية تمكنت من تطهير (175) قرية و(55) جسرا ومعبرا ومطار جنيف وبمساحة اجمالية بلغت 14100 كيلومتر مربع وكبدت الارهابيين خسائر بالمعدات حيث دمرت 11 عجلة تحمل أحادية و5 صهاريج و18 مفخخة وفجرت وأبطلت أكثر من 1000عبوة ناسفة ودمرت 7 دراجات نارية و6 معامل تفخيخ وما تزال عمليات التطهير مستمرة". يذكر ان المساحة الكلية التي تسعى القوات العراقية إلى تطهيرها تبلغ 29000 كيلو متر مربع تقع على اطراف محافظات الانبار وصلاح الدين وبيجي باتجاه الحدود العراقية السورية وهي بالمجمل تمثل بادية الصحراء الغربية العراقية. وتؤكد القيادة العسكرية والأمنية العراقية أن المناطق المحررة من تنظيم داعش خاصة في محافظات الانبار وصلاح الدين والموصل تشهد استقرارا أمنيا بعد قطع طرق الامدادات، التي كان يتلقاها التنظيم من مقراته ومنافذ تسليحه في بادية الصحراء، وأن اعادة السيطرة على هذه المنطقة يعني القضاء على داعش عسكريا، أما خلاياه النائمة ستبقى متخفية، وتحتاج إلى جهد استخباري كبير لتعقبهم والقضاء عليهم، وهذا الأمر قد يحتاج إلى وقت، إذ لا يعني أن البلاد طوت صفحة التنظيم للأبد، لذلك قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه لن يعلن النصر النهائي على التنظيم لحين تطهير المناطق الصحراوية والنائية من التنظيم. في المقابل، بدأ داعش بالاستعداد لحرب استنزاف طويلة الأمد، يشن خلالها هجمات خاطفة في حرب عصابات كان التنظيم يلجأ إليها بصورة رئيسية قبل سيطرته على أراضي واسعة في العراق وسوريا المجاورة قبل ثلاث سنوات. ويقول الرائد علي البيضاني، مسؤول الشرطة الاتحادية في ناحية حمام العليل (30 كلم جنوب مدينة الموصل/ شمال) أن "داعش، وبعد خسارته لحرب المدن لجأ إلى المناطق الصحراوية، وأخذ بإعادة ترتيب أوراقه، وأقام مقرات له هناك، من أجل أن يعتمدها في زعزعة الأمن والاستقرار داخل الموصل ونواحيها". وأضاف البيضاني، أن "التنظيم بدأ بالفعل بشن العديد من العمليات الإرهابية ضد القوات الأمنية والمدنيين بالمناطق الواقعة جنوب الموصل من خلال الاعتماد على أسلوب الكر والفر، مستغلين المساحات الصحراوية الشاسعة التي يتنقلون من خلالها بحرية في عدة محافظات عراقية". ويؤكد الضابط العراقي أن "كل يوم يمضي على تواجد داعش، في الصحراء دون معالجة (أمنية) يزداد قوة ويكتسب الثقة لترتيب صفوفه والانتقال من مرحلة العمليات الإرهابية الاعتيادية إلى العمليات النوعية، والتي تسبب ضررا بالغا بحق الجهة التي تستهدفها". وفر الكثير من مسلحي داعش من أمام المواجهات المباشرة خلال المعارك على الأرض إلى مناطق نائية وصحراوية تمتد على مساحة شاسعة من نينوى وصلاح الدين إلى الشمال، وصولا إلى الأنبار الحدودية مع كل من سوريا والأردن والسعودية. ويقول الضابط البيضاني، إن تطهير الصحراء من "داعش" يتطلب عملية عسكرية واسعة النطاق بالتعاون والتنسيق مع دول الجوار والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ويكشف النقيب أحمد عبد الإله، في وحدة الأرشفة والتوثيق الجنائي في جهاز شرطة نينوى المحلية، عن "وقوع 14 حادثا إرهابيا جنوب الموصل، منذ بداية نوفمبر الجاري ولغاية الآن، وراح ضحيتها مدنيون ومنتسبون في القوات الأمنية، فضلا عن خسائر مادية". ويشير إلى أن "أغلب الإرهابيين الموجودون في الصحراء مقاتلون محليون وليسوا أجانب، وبدأوا يحاولون الآن إعادة الوضع إلى المربع الأول". ويعد نهر دجلة وفروعه، شرايين الحياة في مناطق جنوب الموصل التي تضم جغرافية متنوعة بين السهول والتلال الصخرية والترابية والأحراش، فضلا عن مغاور وكهوف طبيعية.
مشاركة :