أوضح الرئيس التنفيذي في الشركة الكويتية للاستثمار، بدر السبيعي، أن الشركة تعمل على دراسة إنشاء محفظة للاستثمار في الروبوتات، موضحاً أن الشركة ستشرع فيها إذا ثبتت الجدوى منها. ورداً على سؤال صحافي خلال مؤتمر الشركة حول «عصر الروبوتات» بالتعاون مع مجموعة «كاندريام» في شأن مؤشرات تعافي أسعار النفط، رأى السبيعي بأن «الأوضاع الاقتصادية بيضاوية وليست سوداوية، وأن الأمور تسير للأفضل». وأشار إلى أن «الأوضاع الجيوسياسية أيضا تتجه للتحسّن، وتسير نحو الأفضل، وأن الأمور الاقتصادية بالكويت، نرى فيها بصيص أمل، والمؤشرات تعطي شيئاً من التفاؤل». وذكر أن المستقبل أصبح يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالروبوتات، والتكنولوجيات التي تساعد على أداء مهامنا وأمورنا الحياتية، لافتاً إلى أن الروبوتات في الثمانينات كانت خيالاً علمياً، ولكن الآن أصبحت مطبقة ونراها في حياتنا، وذلك مثل السيارات التي تسير ببطارية صغيرة لمسافة تصل إلى 500 كيلو متر، وما كنا نعتقد أن يقوم طبيب في أميركا بجراحة لمريض في الهند بيديه، ولكن الأمر أصبح واقعاً، وأنه طالما الأمر مستقبلي، ويرتبط بحياة البشر، وجدناها فرصة للاستثمار. ويأتي اهتمام الشركة الكويتية للاستثمار بمناقشة قطاع تكنولوجيا الروبوتات نظرا لما يشهده القطاع من نمو كبير خلال العامين الأخيرين، وسط توقعات بأن تؤدي ثورة الروبوتات إلى خلق ثروات هائلة في المستقبل المنظور كما كانت عليه الحال خلال الثورات الصناعية. وتحرص الشركة على اطلاع مستثمريها ومساهميها وعملائها بالمستجدات التي تطرأ على المشهد الاقتصادي الإقليمي والعالمي، لاسيما القطاعات والأنشطة الاستثمارية الناشئة والتي تتنامى سنويا أبرزها «تكنولوجيا الروبوتات»، حيث يؤكد الخبراء أهمية الاستثمار فيها لما تحققه من عوائد جيدة. وتشير البيانات والتقارير الاقتصادية الحديثة إلى أن الاستثمار في هذا القطاع مهم لأنه المستقبل على جميع الأصعدة والقطاعات المرتبطة بالإنسان، ومع استمرار التكنولوجيا الحديثة والروبوتات المتطورة في إحداث ثورة في عمليات التصنيع والتواصل، فإنها جاهزة لتغيير الطريقة التي نعيش بها وذلك بمساعدتنا في إجراء بعض الأعمال والوظائف التي سيتم الاستغناء عن جهود الإنسان بها، كما أنها بدأت باقتحام حياتنا الاجتماعية من جميع النواحي. من ناحية أخرى، قال مساعد المدير العام لقطاع إدارة الأصول في «الكويتية للاستثمار» عماد تيفوني، إن الشركة ارتأت أن تقوم بشيء مختلف هذه السنة، وبدلاً من التحدث عن التوقعات، وهي لاتزال أمراً أساسياً، قلنا «لماذا لا نتحدث عن المستقبل، وهو الموضوع الرئيسي للندوة؟». وأضاف «واثقون بأن الكثيرين منكم قد قرأوا أن أحد أقوى التوجهات الكبرى في القرن الحادي والعشرين قد بدأ يتجلى بسرعة كبيرة، والعالم يعيش اليوم ثورة قوامها الروبوتات والابتكار والتكنولوجيا، وباتت هذه العناصر الأساسية تشكل بقوة سياقاً عالمياً للنمو وأصبح هذا السياق يحدد شكل المستقبل». وتابع «أصبح للتطور التكنولوجي المتسارع تأثير قوي على حياتنا اليومية وبطرق عدة، فهو يؤثر الآن على عملنا وعلى اقتصادنا أيضاً، وسواء كنا نتحدث عن الذكاء الاصطناعي أو الواقع الافتراضي أو التعلم بواسطة الآلة أو شبكة الإنترنت لا يمكن إغفال حقيقة كون البرمجة المتطورة وعلم الروبوتات يتطور بطرق عديدة، وهذه القائمة لا نهاية لها». من جهته، أشار رئيس الأسهم التخصصية في «كاندريام»، رودي فان دن إيندي، إلى أن عملية المساعدة الروبوتية أصبحت أمراً أساسياً في حياتنا، وتتداخل في تفاصيلها بصورة كبيرة، حيث أصبح الروبوت حقيقة واقعة. ونوه إلى أن استخدام الحواسيب أصبح أسرع وأكبر بكثير من السابق، كما أن هناك قفزة هائلة في عالم التطبيقات الذكية، مشيراً إلى ما شهدته تكنولوجيا الروبوتات خلال الفترة الماضية من قفزات في معدل التطور. وأكد أن مستقبل ذلك القطاع جيد، إذ إن الاستثمار في الروبوتات بدأ يعطي ثماره، فقد أصبحت الشركات تعتمد عليه أكثر فأكثر، فأصبح هناك إنتاج روبوتات ذات مقدرة عالية، واستخدامها قاد إلى الاستغناء عن عشرات الآلاف من العمال. ولفت إلى ارتفاع تقنيات الروبوتات وصولاً إلى قيام بعض منها بمساعدة الجراحين في عملياتهم، منوها في الوقت ذاته إلى التحول نحوالذكاء الاصطناعي بدلاً من إدخال المعلومات، وكذلك التعلم الذاتي للآليات، والتي أصبحت مع الروبوتات تقوم بأمور كنا نظنها صعبة سابقا، بسهولة ويسر في الوقت الراهن. وذكر أن الاستثمار في الروبوتات يتماشى مع الاهتمامات والتطلعات المستقبلية، وذلك في ظل السوق التجاري الذي تغزوه الآلات. وتناول جانب التشريعات الخاصة بالروبوتات، مؤكداً أهمية وجودها شريطة ألا تؤثر على التطور فيها، خصوصاً وأن الذكاء الاصطناعي سيكون جزءاً كبيراً من صناعة قرار الاستثمار في مجالاتنا الحياتية المتعددة، إذ يقف وراء الكثير من الأمور والقرارات حالياً.
مشاركة :