لقد أدرك الإخوان تلاشي شعبيتهم منذ وقت مبكر ليس فقط بعد انتخاب مرسي ولكن منذ انتخاب مجلس الشعب المنحل حيث اعتقد المصريون أن ذلك المجلس سوف يتبنى مطالبهم المعيشية الملحة والتي كانت أساس ثورتهم على نظام مبارك ولشدة ما كانت مفاجأتهم بأن جلسات ذلك المجلس الذي يفترض أنه يمثلهم تحولت إلى قعدات رغي وإثارة قضايا فكرية وسفسطائيات خلافية لا علاقة لها بحياة الناس لا من قريب ولا من بعيد لذلك قابلوا حل ذلك المجلس بارتياح ودون احتجاجات تذكر إلا من جماعة الإخوان الذين يمثلون الأغلبية في تشكيلته، وقد أحست الجماعة بذلك وتأكد لهم ذلك الأمر في الانتخابات الرئاسية بعد فوز مرشحهم بفارق ضئيل جداً عن منافسة رئيس وزراء مبارك أثناء ثورة 25 يناير وبعد جولة إعادة أيضاً، لذلك رأينا منهم كل ذلك الاندفاع لتقويض المؤسسة القضائية والإعلامية للاستحواذ على أكبر قدر من مؤسسات الدولة أو ما وصف بالأخونة لإدراكهم أنها الفرصة التي لن تتكرر.
مشاركة :