استقالة رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي تحرج القائمين عليه بقلم: سارة محمد

  • 11/28/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

استقالة رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي تحرج القائمين عليه كلما قطع مهرجان القاهرة السينمائي خطوة نحو الأمام، عاد خطوتين إلى الوراء، فمن حفل الافتتاح المبهر وانتقاء الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، فجرت ماجدة واصف رئيسة المهرجان قنبلة قبل انتهائه بأيام قليلة، وأعلنت عن استقالتها، ما أحدث ردود فعل متباينة، فالاستقالة لم تكن مفاجئة للكثير من المتابعين عن كثب، لكنها أربكت الجهة المنظمة وأحرجت وزارة الثقافة المصرية، وكأن واصف تعمدت تخريب المهرجان في أيامه الأخيرة.العرب سارة محمد [نُشر في 2017/11/28، العدد: 10826، ص(16)]استقالة ماجدة واصف.. خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء القاهرة – فتحت استقالة ماجدة واصف رئيسة مهرجان القاهرة المجال للكثير من التساؤلات، لأن الإعلان عنها جاء قبيل حفل الختام المقرر الخميس، وبعد الإعلان عن حضور ثلاثة من الفنانين العالميين، وهم: نيكولاس كيدج وهيلاري سوانك وأدريان برودي. وتعود نية واصف للاستقالة إلى نحو شهر مضى، عندما تقدمت بها رسميا إلى الجهات المسؤولة بعد أن تعهدت بسداد مديونيات وميزانيات المهرجان كاملة، لكن وزير الثقافة المصري حلمي النمنم رفض الاستقالة، وحتى الآن لم يبعث خطابا رسميا يعلن قبوله لها، لكن واصف مصممة عليها والتزمت الصمت وعزفت عن حضور فعاليات المهرجان. المثير أنه في يوم الأحد الذي انتشر فيه خبر استقالة واصف، راجت معلومات بشأن اعتذار النجوم العالميين المقرّر حضورهم حفل الختام، وهو ما نفته شبكة “دي أم سي” الراعية للمؤتمر، مؤكّدة انتهاء تفاصيل التعاقد كاملة مع هؤلاء وعدم وجود اعتذارات. ويبدو أن انتشار الشائعات في الأيام الأخيرة للدورة 39 يرمي إلى إحداث ارتباك بشكل عام، وتم توظيف تصميم رئيسة المهرجان على تجاهل الحادث الإرهابي الذي وقع الجمعة الماضي بمسجد الروضة في شمال سيناء، وراح ضحيته أكثر من 300 قتيل، خطأ واتخذ الحادث ذريعة لإلقاء اللوم عليها لعدم صدور بيانات إدانة من رئيسة المهرجان، التي أكّدت أنها تستكمل عملها وفعالياتها، لأن ذلك أبلغ رد على مثل هذه الأحداث الإرهابية. وتوقيت الإعلان أيضا عن خبر الاستقالة يحمل دلالات تتعلّق بفكرة “تصفية الحسابات”، خصوصا أن هناك أخطاء إدارية وفنية تعاني منها إدارة المهرجان، بخلاف الأزمات التي وقعت منذ انطلاق دورته الـ39، واستياء قطاع كبير من الضيوف والجمهور من طريقة الاحتكار التي فرضتها إدارة الشبكة الراعية للفعاليات.المسؤولون لم يغفروا لرئيسة المهرجان تجاهلها للحادث الإرهابي بمسجد الروضة، وتصميمها على إتمام الفعاليات وأكد الناقد طارق الشناوي أن الدورة الحالية هي الأخيرة لرئيسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ماجدة واصف، وهي كانت تعلم ذلك جيدا، غير أنه أبدى دهشته من خبر الإعلان عن الاستقالة خلال فعاليات المهرجان، ووصف الخطوة بأنها “خطأ سياسي فادح”. وعبر في تصريحات خاصة لـ”العرب”، عن مخاوفه من ظهور من يقدّمون أنفسهم على أنهم “منقذو المهرجان بعد رحيل واصف”، موضحا أن مشكلة المهرجان ليست في وجود رئيسته التي بذلت مجهودا كبيرا في هذه الدورة، لكن الأزمة تتمثل في تبعيته لوزارة الثقافة المصرية من الناحية القانونية منذ عام 2014، ما يغلفه بالكثير من القيود التي تؤثّر على حركته وقدرته على استقطاب أفلام جيدة. وقال الشناوي “هناك ثالوث مشترك بين المهرجان ورئيسته ووزارة الثقافة التي تتحكم فيه والقناة الراعية التي تريد أن تحصل على صلاحيات أيضا”، لافتا إلى أنه لم يتم وضع مُحدّدات قانونية تتحكّم في هذه العلاقة، بسبب عدم وجود قواعد منظمة بين هذا الثالوث، الذي كانت له تأثيرات سلبية كبيرة انعكست على حالة سوء التنظيم والارتباك. والحاصل أن اختلاف النقاد والسينمائيين مع المهرجان ورئيسته لا يعني العزوف تماما عن الحضور ومشاهدة الأفلام، حيث كان هناك وجود لافت من قبل عدد كبير من المهتمين بصناعة السينما، وحاول معظمهم تنحية الخلافات جانبا، لكنهم فشلوا، لأن استقالة واصف صدمتهم، علاوة على الفوضى التي شهدها شباك الحجز الإلكتروني لتذاكر المهرجان وسقوط النظام الإلكتروني على مدار يومين، ما أدّى إلى وجود طوابير طويلة لانتظار فرصة الحجز، وهو ما أوحى للكثيرين باتساع نطاق الارتباك الذي تسبب فيه تداخل الاختصاصات بين الشبكة الراعية ورئيسة المهرجان. وشهدت الدورة الحالية نقصا في عدد المطبوعات الورقية وكتب المكرّمين التي تمثّلت في كتاب للفنان سمير غانم أحد المكرمين بالمهرجان، والناقد الراحل سمير فريد والمخرج اللبناني جان شمعون، وتجاهل رصد حالة السينما الأسترالية التي هي ضيف شرف المهرجان، وكانت إدارة المهرجان في كل دورة تصدر مطبوعة عن الدولة ضيف الشرف وتلقي الضوء على السينما في دولة بعينها. أما الكتالوغ الخاص برصد جميع فعاليات المهرجان فكان مفاجأة، حيث وجد في مقدمته الإعلان عن منح كل من الفنان العالمي بن أفليك والفنانة هيلاري سوانك جائزة التميّز، وهو ما لم يحدث، ولم يتم الإعلان عنه قبل حفل الافتتاح أو بعده، وربما تمنح الجائزة للفنانة هيلاري سوانك بعد الإعلان عن حضورها حفل الختام، الأمر الذي لم تعلن عنه إدارة المهرجان صراحة. كما تم إلغاء “ملتقى القاهرة السينمائي” الذي كان حلقة وصل بين السينمائيين، أصحاب المشروعات الجادة والجديدة وبين المنتجين الذين يناقشون فكرة فيلمهم مع السينمائيين، ويمنح المشروع الفائز تمويلا من إحدى الجهات الإنتاجية الخاصة التي تدعم هذا البرنامج. ويأمل البعض من النقاد أن تتمكن وزارة الثقافة المصرية وشبكة “دي إم سي” الراعية للمهرجان من تحاشي الأخطاء العديدة، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في حفل الختام الخميس، لأن سقوطه سوف يبعث برسائل تشي بتراجع أهميته في سلم أولويات الحكومة المصرية، ما يؤثر على سمعته العالمية التي اكتسبها منذ انطلاقه.

مشاركة :