أكد مختص في الطاقة أن المساجد تعد من أكبر القطاعات استهلاكاً للطاقة الكهربائية بسبب مواصفات البناء التي لا تتوافر فيها الإشتراطات الأساسية كالعزل الحراري بالإضافة إلى المواصفات الهندسية التي تساعد على ترشيد الكهرباء كالنوافذ ووسائل التهوية. وأضاف أن التقرير الذي صدر عن الكهرباء ويوضح أن المساجد الأعلى استهلاكاً للطاقة والتي بلغت 2.35 مليار واط/ الساعة خلال العام الماضي 2013، بالإضافة إلى الاستهلاك العالي كذلك للقطاعات الحكومية الأخرى من مستشفيات والمدارس والدوائر الحكومية، كل ذلك يعود للأسباب السابقة بالإضافة إلى الإفراط غير المبرر في الاستهلاك وقلة الوعي وعدم الترشيد. وعلل عضو مجلس الشورى وعضو لجنة كفاءة الطاقة الدكتور فهد بن جمعة أن السبب الحقيقي في ارتفاع استهلاك المساجد للطاقة الكهربائية هي ترك المكيفات تعمل مع الإضاءة في غير أوقات الصلاة، محملاً أمة المساجد المسؤولية كاملة عن هذا الهدر. وأضاف أن القائمين على إدارة المساجد أغلبهم من العمالة الأجنبية، التي لا تعي أهمية الترشيد ويجب على وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد متابعة ذلك ومحاسبة القائمين على شؤون المساجد التي يوجد بها هدر أعلى من اللازم بالإضافة إلى وضع معايير للترشيد واختيار المكيفات والإضاءات ذات الكفاءة والجودة والتي تساهم في الترشيد، مشيراً إلى أن المساجد هي قدوة المجتمع في الترشيد. وأكد على أهمية دور الخطباء والوعاظ في الجوامع والمساجد في نشر الوعي بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة من منطلق نبذ الدين الإسلامي الحنيف للتبذير والإسراف، مبيناً أنه من المفترض فتح المساجد في اوقات الصلاة، أما الإستهلاك العالي فهذا غير مبرر وليس عن حاجة ويعد هدر كبير للطاقة. وطالب الدكتور بن جمعة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، بتنفيذ مشروعات لترشيد الطاقة في المساجد واستبدال كافة الأدوات الكهربائية من الإضاءات والتكييف حسب المواصفات السعودية المعمول بها في الوقت الراهن، وكذلك تطبيق كود موحد لتنفيذ مشروعاتها، متسائلاً عن الأسباب الرئيسية لإرتفاع الإستهلاك. وأشار إلى أن استمرار هذا الإستهلاك العالي سيخلق أزمة حقيقية في الكهرباء خلال الفترة المقبلة تزامناً مع المشاريع الجديدة للقطاع الحكومية بشكل عام، وقال: يجب على المساجد والدوائر الحكومية المدعومة من الدولة الترشيد في إستهلاك الطاقة الكهربائية بحسب الحاجة. واقترح الدكتور بن جمعة إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية في تشغيل المساجد والقطاعات الحكومية، مشيراً إلى أن تطبيقها سيوفر طاقة كهربائية ضخمة مهدرة فعلياً، مع تطبيقها في المستقبل حتى على المنازل وإنارة الطرقات والشوارع، موضحاً أن المساجد هي نقطة الإنطلاقة الحقيقية لتطبيق هذا مشروع الطاقة الشمسية.
مشاركة :