نيروبي (أ ف ب) - نصب اوهورو كينياتا الثلاثاء رئيسا لكينيا لولاية ثانية واخيرة في بلد منقسم كما اظهره تفريق الشرطة معارضين كانوا يريدون تنظيم تجمع. وأدى كينياتا الذي اعيد انتخابه رئيسا في اقتراع جرى في تشرين الاول/اكتوبر 2017 وقاطعته المعارضة، اليمين وسط تصفيق نحو ستين الف شخص تجمعوا في ملعب في شمال شرق العاصمة نيروبي حيث وعد خصوصا ب "الولاء لجمهورية كينيا". غير ان الابواق والجوقات العسكرية وحضور رؤساء 13 دولة معظمها افريقيا في الملعب المزدحم حيث نصب الرئيس لولاية جديدة من خمس سنوات، شكلت الشجرة التي تحجب الغابة. ويمثل اداء اليمين والتنصيب بالتاكيد نهاية لجدل حول الانتخابات، شهد خصوصا نقض القضاء لنتائج الانتخابات الرئاسية في 8 آب/اغسطس لكن البلد يخرج منها باضرار كبيرة نجمت عن اختبار ديمقراطي ذكر بالانقسامات العميقة اتنيا وجغرافيا واجتماعيا. ووسط انتشار أمني كبير طوقت الشرطة صباح الثلاثاء أرضا في جنوب شرق نيروبي كانت المعارضة تعتزم تنظيم تجمعها فيها. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والطلقات التحذيرية وسط كر وفر مع مجموعة من نحو مئتي شخص كانوا يريدون التجمع في المكان، بحسب مراسل فرانس برس. كما شهد محيط ملعب كاساراني حالة من الفوضى حيث اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على أنصار للرئيس كانوا يحاولون الدخول الى المدرجات المكتظة بالحضور اصلا. واسفرت هذه المواجهات عن سقوط العديد من الجرحى. -قرار تاريخي- وتؤكد المعارضة منذ أسابيع انها لا تعترف بفوز كينياتا ووعدت بمواصلة حملة "عصيان مدني" يشارك فيها انصارها بدرجات متفاوتة. ووفق حصيلة لفرانس برس اوقعت اعمال العنف التي واكبت العملية الانتخابية 56 قتيلا على الاقل منذ 8 آب/اغسطس 2017 اساسا خلال قمع عنيف للشرطة لتظاهرات للمعارضة. غير ان الحصيلة تبقى ادنى بكثير من نتيجة اعمال عنف سياسية واتنية تلت انتخابات 2007 وخلفت الف قتيل. ومن المفارقات ان هذه الازمة السياسية بدأت بقرار تاريخي للمحكمة العليا في الاول من ايلول/سبتمبر اثر طعن من المعارضة، حيث اشارت المحكمة الى خلل في نقل النتائج وقضت بعدم صحة الانتخابات الرئاسية في 8 آب/اغسطس. وهذه سابقة في افريقيا. واشيد بالقرار باعتباره فرصة للسياسيين الكينيين لتعزيز الديمقراطية لكن هؤلاء لم يفعلوا اكثر من مضاعفة حروبهم الكلامية. ووسط هذا المناخ المسموم أعلن كينياتا (56 عاما) والذي يحكم البلاد منذ 2013، فائزا بالانتخابات الرئاسية الجديدة التي نظمت في 26 تشرين الاول/اكتوبر 2017. وعند اعلان المحكمة العليا مصادقتها على الاقتراع الجديد في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، بدا مشهد الانقسام واضحا بين تظاهرات الفرح في بعض معاقل كينياتا وتظاهرات قمعتها قوات الامن في بعض معاقل المعارضة في غرب كينيا وبعض احياء الصفيح في نيروبي. -تعمق الهوة- وجاء فوز كينياتا ب 98 بالمئة من الاصوات في الاقتراع الاخير وسط نسبة مشاركة ضعيفة بلغت 39 بالمئة بسبب مقاطعة المعارضة التي اعتبرت ان هذه الانتخابات لا يمكن ان تكون حرة وعادلة. وتمكن انصار المعارض اودينغا من منع تنظيم الاقتراع في اربع مقاطعات في غرب البلاد التي تعد 47 مقاطعة. وفي معاقل رايلا اودينغا وهو من اتنية ليو تعمق الشعور بالتمييز والتهميش القائم منذ استقلال كينيا في 1963 اساسا مقارنة باتنية كيكويو التي ينتمي اليها الرئيس كينياتا والتي تحدر منها ثلاثة من رؤساء كينيا الاربعة. كما رأى بعض المراقبين ان الازمة تظهر تنامي الهوة بين النخب المسيسة والشعب الذي تطمح اغلبيته الصامتة في ان تطوي البلاد الصفحة. وتضرر الاقتصاد بشدة من الصراع ويشتكي كثيرون من تراجع دخلهم خصوصا في مدن الصفيح حيث يعيش كثيرون باقل من يورو واحد في اليوم.نيكولا ديلوني © 2017 AFP
مشاركة :