دمشق - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وشاهد إن قصفا أصاب آخر معقل رئيسي للمعارضة قرب دمشق الثلاثاء لكنه كان أقل حدة من الأيام الماضية. واقترحت روسيا الاثنين وقفا لإطلاق النار يومي 28 و29 نوفمبر تشرين الثاني في منطقة الغوطة الشرقية التي تهيمن عليها المعارضة وتحاصرها القوات الحكومية. ولم تعلن قوات المعارضة أو الحكومة موافقتها على وقف إطلاق النار. وذكر المرصد السوري أنه لم ترد أنباء عن سقوط قتلى خلال القصف الذي وقع الثلاثاء. وقال مسؤول سوري إن الوضع هادئ اليوم. وذكر المرصد أنه خلال مطلع الأسبوع كثفت القوات الحكومية ضرباتها الجوية وقصفها للغوطة مما أسفر عن مقتل 43 على الأقل الأحد والاثنين. وقالت وسائل إعلام رسمية إن 13 قذيفة سقطت على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في دمشق أمس الاثنين. والغوطة الشرقية واحدة من عدة "مناطق لعدم التصعيد" في غرب سوريا حيث توسطت روسيا في اتفاقات لوقف إطلاق النار بين المعارضة وحكومة الرئيس بشار الأسد. لكن القتال مستمر هناك. وصعدت قوات النظام منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني قصفها لمناطق في الغوطة الشرقية رغم تصنيفها ضمن مناطق خفض التوتر الأربع التي يشملها اتفاق توصلت إليه موسكو وطهران حليفتا دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة في استانا في مايو/أيار. وبدأ سريانه عمليا في الغوطة في يوليو/تموز. لكن رغم الاتفاق تضاعف العنف في المنطقة في الأيام الأخيرة، حيث استهدفت غارات جوية وقصف بالمدفعية الاثنين عدة مناطق في الغوطة الشرقية ما أدى إلى مقتل 18 مدنيا على الأقل، حسب المرصد الذي يتخذ مقرا في بريطانيا. ومن المقرر أن تبدأ محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف الثلاثاء. وقالت منظمة أطباء بلا حدود الاثنين إن مئات الأشخاص أصيبوا في قصف مكثف على الغوطة الشرقية خلال الأسبوعين الماضيين. وتعاني الغوطة الشرقية، حيث يعيش نحو 400 ألف نسمة من حصار خانق منذ العام 2013، ما أدى إلى نقص كبير في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية. وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 340 ألف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية وفرار وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
مشاركة :