أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس، تمكنها من تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية في محافظتي شمال سيناء والإسماعيلية، مشيرة إلى أن عمليات الدهم، التي قامت بها القوات أسفرت عن قتل 11 إرهابياً وتوقيف 6 آخرين، في حين أحال القضاء العسكري 11 متهماً في القضية المعروفة بـ«أنصار بيت المقدس» إلى المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم. وسط حالة من الاستنفار الأمني على جميع الصُّعُد، قالت وزارة الداخلية أمس، إن قطاع الأمن الوطني أوقف 6 عناصر تكفيرية في شمال سيناء، كانت تُخطط لشن سلسلة من العمليات العدائية ضد المنشآت المهمة ودور عبادة مسيحية، للتأثير سلباً على الأوضاع الأمنية والاقتصادية. وبعد 4 أيام من وقوع أكبر هجوم إرهابي في مصر، في مسجد الروضة غرب مدينة "العريش"، أشار بيان وزراة الداخلية، إلى أنه تم استهداف وكرين في مدينتي (الإسماعيلية – العاشر من رمضان) شرق القاهرة، كانا مخصصين لتخزين الأجهزة والمعدات المُعدة للتهريب إلى شمال سيناء. ولفت البيان، إلى أنه خلال قيام القوات بعملية دهم لإحدى المزارع، التي تتخذها العناصر الإرهابية وكراً للإيواء والتدريب، في منطقة جلبانة في محافظة الإسماعيلية، قامت العناصر الإرهابية الموجودة بداخلها بإطلاق أعيرة نارية تجاه القوات، مما دفعها للتعامل معهم وأسفر ذلك عن مصرع عدد 11 عنصراً يجري تحديدهم. وأسفرت الجهود عن تحديد شبكة من المهربين المتورطين في توفير الأجهزة اللاسلكية والدعم اللوجيستي للمجموعات الإرهابية بشمال سيناء، حيث أمكن ضبط 3 منهم، وبتفتيش محل إقامتهم عثر على (71 جهازاً لاسلكياً ماركة موتورلا – 267 شاحناً – وكمية كبيرة من قطع الغيار الخاصة بالأجهزة اللاسلكية). بئر العبد الجديدة ميدانياً، وفي حين استمرت متاجر قرية "الروضة" غرب العريش مغلقة وخلت الشوارع من المارة، باستثناء أفراد "قوافل الإغاثة"، الذين يقدمون المساعدات لأهالي القرية، حاولت الحكومة المصرية إزالة آثار الحزن التي خيمت على القرية، حيث انتهت أيام الحداد الرسمية التي أعلنتها الدولة، أمس الأول. وشاركت الجهات الحكومية في التخفيف عن أهالي المنطقة، إذ قال وزير الإسكان، القائم بأعمال رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، خلال تصريحات متلفزة أمس الأول، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بالبدء في تنفيذ مدينة "بئر العبد الجديدة" لكي تقوم بخدمة مركز بئر، مشيراً إلى أن الوزارة بدأت في إنشاء 4 مدن. وقال مصدر رفيع المستوى، إن أجهزة الدولة تبحث حالياً طلبات تقدمت بها أكثر من جهة للقيام بجولة في قرية "الروضة"، وأداء صلاة - بعد غد الجمعة - في المسجد، وتابع: "الأمر لايزال محل دراسة". إلى ذلك، وبينما يشهد الرئيس السيسي اليوم احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف في مركز الأزهر للمؤتمرات، بحضور شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، جدد وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، الولاء للرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكداً في برقية بعثها إليه، بمناسبة المولد النبوي، أن مصر سوف تظل بعطاء أبنائها وتضحياتهم وتأسيهم بسيرة الرسول الكريم وطناً عزيزاً لكل المصريين. مقتل 3 تكفيريين ميدانياً، قال الناطق العسكري العميد تامر رفاعي، إن قوات إنفاذ القانون في الجيش الثالث الميداني قتلت 3 تكفيريين، وألقت القبض على 5 آخرين، أمس، وتابع: "تم ضبط سيارة ربع نقل محملة بمواد تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة في وسط سيناء"، مشيراً إلى تدمير 8 أوكار وسيارة دفع رباعي و3 دراجات نارية. قضائياً، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، إرجاء محاكمة 213 متهماً من تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي غيّر اسمه إلى "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "داعش"، إلى جلسة 12 ديسمبر المقبل، في قضية اتهامهم بارتكاب أكثر من 54 جريمة إرهابية تضمنت اغتيالات لضباط شرطة ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم وتفجيرات طالت منشآت أمنية في عدد من المحافظات في مقدمتها مباني مديريات أمن القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء، إذ طالب المتهمون بأداء صلاة الغائب على القتلى الذين سقطوا خلال عملية استهداف "مسجد الروضة"، الجمعة الماضي. في غضون ذلك، قضت المحكمة العسكرية أمس، بإحالة 11 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً بقضية أنصار بيت المقدس إلى المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، وقرر القاضي حجزها للحكم إلى جلسة 20 ديسمبر المقبل. تصريحات شكري دبلوماسياً، وصف وزير الخارجية المصري سامح شكري، هجوم "مسجد الروضة" في شمال سيناء بـ"الاعتداء الإرهابي والبربري وغير الإنساني"، وقال ـ في مقابلة حصرية أجراها مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية ـ "نبذل كل ما في وسعنا لحماية المواطنين سواء في سيناء أو في أي مكان آخر"، وتابع: "ليس هناك حكومة في العالم بمقدورها توفير الحماية لكل مواطن على حدة". وأكد شكري ضرورة تعاون المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب، وقال: "حذرنا في مناسبات عديدة من أن هناك احتمالات لفرار المسلحين الأجانب من عناصر داعش من العراق وسورية، والتسلل إلى أماكن أخرى في المنطقة مثل مصر وليبيا والمناطق الإفريقية الواقعة جنوب الحزام الصحراوي". وزراء الإعلام العرب إلى ذلك، دعا رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مكرم أحمد، العرب إلى تنحية خلافاتهم والتركيز على التصدي للخطر الأكبر وهو الإرهاب، وقال خلال كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الثامنة للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب أمس، إن الإرهاب خطر حقيقي على كل مواطن عربي. وتابع: "كل عربي يعتقد أنه إذا ما توافقت مصر والسعودية على خط صحيح فالعالم العربي بمأمن ويستطيع أن يواجه التحديات"، وأوضح أنه حان الوقت أن يتوقف كل تبرير للعمل الإرهابي.
مشاركة :