بيان هيئة العلماء يؤكد ثوابت ونهج المملكة في محاربة الإرهاب

  • 9/18/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من المسؤولين وأعضاء مجلس الشورى أن بيان هيئة كبار العلماء حول تجريم الإرهاب، جاء ليؤكد ثوابت ونهج المملكة في محاربة الإرهاب، مشيدين بشموليته وكشفه حقيقة الفكر الضال وتنطعه على الدين. داعين إلى الالتفاف حول القيادة الرشيدة لاستئصال شأفته وتخليص المجتمع والأمة من شروره. مبينين أن هذا البيان يعزز من مبدأ توافق الآراء، ويؤكد أهمية الوسطية في الدين الإسلامي الحنيف. بداية أوضح المشرف العام على المكتبات العامة بوزارة الثقافة والإعلام عبدالله الكناني أن بيان هيئة كبار العلماء أتى تاكيدا على ثوابت ونهج بلادنا الحبيبة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وقال هذه الأمة الوسطية المعتدلة التي تجلى في نهجها وقيمها عظمة الدين، وكماله وسماحة الإسلام، فضلا عن نبذه للتطرف والإرهاب الذي ليس من الإسلام في شيء بل إن المتطرفين افسدوا وأساؤوا للدين والأمة جمعاء. وطالب الكناني كافة المواطنين بالتكاتف والترابط في وجه هذه الفئة التي حذر منها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهيئة كبار العلماء في المملكة، والتي تتاجر باسم الدين وتغرر بشباب الوطن، لتحدث الفرقة التي يخطط لها الأعداء، مبينا أن هذه الجماعات أصبحت معول هدم يفتك بعضد الأمة مطالبا بالتكاتف للكشف عنهم ومن ينتمي لهم بالفكر والعمل، من أجل إظهار الوجه الحقيقي لديننا ووسطيتنا. وبين الكناني أن الأحداث الجارية تؤكد على أن دور المثقفين يبرز في التنوير وإيضاح السبل الصحيحة من أجل البناء والتطوير، كما أكد أن الالتفاف خلف القيادة الحكيمة في بلادنا الطاهرة، وكذلك هيئة كبار العلماء بمشايخها الأفاضل يعد أمرا واجبا وهاما في آن واحد. إلى ذلك، شدد رئيس جمعية الثقافة والفنون بالأحساء علي الغوينم على تأييده الكامل لبيان هيئة كبار العلماء حول خطر الإرهاب ومكافحته، مؤكدا أن على الجميع محاربة الإرهاب بشتى صوره سواء كان إرهابا مسلحا أو فكريا أو نفسيا. وثمن الغوينم في حديثه جهود المملكة لمحاربة الإرهاب، وحماية الوطن ومكتسباته من عبث الفاسدين، مبينا أن للمسؤولين في الجانب الثقافي دورا كبيرا في محاربة الإرهاب والتصدي له وتجفيف منابعه عن طريق التوعية بمخاطره، داعيا الله سبحانه أن يحفظ هذه البلاد من عبث المخربين وأن يديم نعمة الأمن والأمان على الوطن تحت قيادة الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه. على صعيد متصل، أكد رئيس النادي الأدبي في الطائف عطا الله الجعيد أن صدور بيان من أعلى مؤسسة دينية في المملكة يدل على متابعة هيئة كبار العلماء لكل صغيرة وكبيرة تمت للدين والمسلمين كافة بأي صلة، مشددا على أن الجميع يعلم مسبقا موقف هيئة كبار العلماء تجاه الأعمال التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، واستنكارهم وتجريمهم الدائم لمثل تلك الأعمال. وبين الجعيد أن مثل هذا البيان الصادر بشكل جماعي ورسمي يعزز من مبدأ توافق الآراء، وأن الهيئة قدمت درسا حقيقيا استطاع لم جميع ما يختلج في النفس والتفكير لدى أي إنسان تجاه ما تقوم به الجماعات الإرهابية، بعد صدور بيانها بهذا الشكل الشامل والمدعم بكافة الأدلة من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة. وطالب بضرورة الاستفادة من هذا البيان على كافة الأصعدة، سواء عن طريق الأسر أو الجهات التعليمية والمدارس، مثنيا على جهود هيئة كبار العلماء التي قدمت كل الأدلة والبراهين عبر بيانها الرسمي لتفصيل ما تقوم به الجماعات الإرهابية، ومؤكدا في الوقت ذاته أهمية إصدار البيان في هذا الوقت الحساس لما فيه مصلحة للوطن الغالي والمواطن على حد سواء. من جهته قال رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش إن البيان الذي صدر عن هيئة كبار العلماء بما تمثله من مكانة سامقة ومرجعية دينية موثوقة على الصعيد المحلي والعالم الإسلامي أجمع يأتي تأكيدا على موقف المملكة الحازم في مكافحة ودحر الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله، وبيان مخالفته لمقاصد الدين الحنيف الذي جاء رحمة للعالمين، وسعيا نحو رد الشبهات التي تثار حول الإسلام. وأوضح أن البيان جسد رسالة الإسلام في التسامح والرحمة وكفالة حقوق الإنسان والتعايش السلمي مع الآخرين ونبذ العنف والتخريب، وحماية النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق. وأفاد أن البيان يعضد جهود المملكة في مكافحة الإرهاب الذي يستهدف الأبرياء والآمنين ويستهدف قبل ذلك كله إحساس الأمن الذي تعيشه المجتمعات، ويقدم للعالم نموذجا على سماحة هذا الدين ونبذه للجرائم الإرهابية النكراء، كما أنه يأتي انطلاقا من قيم الدين الإسلامي الحنيف الذي قامت على أسسه البلاد منذ نشأتها. وأشار إلى أن من أبرز ما تضمنه البيان أسماء العديد من التنظيمات الإرهابية التي تسعى في الأرض فسادا، لبيان عظيم خطرها، ولكي يستبين الشباب سبيل الرشاد ويكونوا على بينة من أمرهم تجاه هذه المنظمات الضالة، كما أكد خطورة الخروج على ولاة الأمر وما يؤدي إليه ذلك من فساد في الأرض وفتنة تهدد الأمن والسلم الاجتماعي، وتنبيه الشباب إلى عدم الانسياق وراء الشعارات الكاذبة التي يرفعها البعض لتفريق الأمة وزعزعة الأمن. وفي ذات السياق قال مدير جامعة سلمان بن عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي: إن الإرهاب ظاهرة إجرامية قديمة ومتجددة، لا تنتمي إلى دين أو مجتمع، وإنما تصدر عن أشخاص وجماعات امتلأت جوانحها بالضغينة والكراهية تجاه الآخرين، وتعاظمت نفوسهم في أعينهم بدافع من الغرور والتعالم، وتستروا بالشعارات الدينية لتبرير أفعالهم القبيحة وتصرفاتهم الشنيعة التي لا يقبلها العقلاء، ويلفظها الأسوياء. وأشار إلى أن علماء المملكة الأفاضل كشفوا في بيانهم أمس حقيقة الإرهاب المنبوذ الذي تجب محاربته والتصدي لأهله، مقدمين صورته الحقيقية بجلاء، بحيث لا يتبقى لأهل التردد والتشكك مساغ في تقاعسهم عن مجابهة الباطل أو العمل مع الأيدي المخلصة على إقصائه ودحره. وأضاف إننا في هذه الآونة نشاهد نوعا من الإرهاب هو الأكثر قبحا وبشاعة وخطورة في آن واحد، حيث إنه يمارس باسم الدين الإسلامي وهو منهم براء، كما أنه يستهوي الشباب الغر الذي لم يطلع على الحقائق ولم تعركه التجارب، ونجده في الوقت نفسه لا يعوزه التمويل، الأمر الذي يشي بتمدد تلك الأفعى وخفائها. وأشار إلى أنه لزام على الجميع في بلادنا المباركة أن يقوموا بواجب التوعية الشاملة، مذكرين الأجيال بأن الدولة السعودية المباركة إنما قام عمادها على الدين الإسلامي الحنيف الذي هو عنوان السماحة والوسطية والاعتدال، الذي يأمرنا بالمحبة والإخاء وعمارة الأرض وكل ما فيه صالح الإنسان وسعادته، وهي في طليعة الدول العاملة على محاربة الإرهاب ووقاية المجتمع من شروره وأضراره. بدوره قال مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، إن الإرهاب خطر حقيقي يهدد العالم كله، ولاسيما منطقتنا العربية الإسلامية، بسبب الأفكار الخارجة عن نهج الدين وشرائعه التي دفعتهم إلى التهاون في الدماء والأموال والأعراض. وقال معلقا على بيان هيئة كبار العلماء أمس حول مخاطر الإرهاب وآثاره ومفهومه: إن ما نشاهده من أحداث ونسمعه من أخبار عما يجري في مناطق الصراع المحتدمة حولنا تؤكد للجميع أننا نواجه تمددا لفكر ضال منحرف لا ينحصر خطره على بلادنا فقط، بل يتعداها إلى المناطق المجاورة التي يجب عليها محاربته والتهيؤ لدفعه. وأضاف: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قد تنبه مبكرا إلى خطر هذا الفكر قبل أن يصل إلى ما هو عليه اليوم، ودعا مرارا إلى محاربته منذ عام 2005م بدعوة المملكة حين ذاك إلى تأسيس المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، ثم دعمه مؤخرا بـ (100) مليون دولار، إدراكا منه لحجم الخطر، وتهديده أمن واستقرار الدول. وأشار إلى أن بيان هيئة كبار العلماء الذي صدر أمس كشف حقيقة هذا الفكر وممارساته الضالة، ووقوعه في الدماء، محذرا من المنتمين إليه والداعين له، مدعما كل ذلك بتأصيل شرعي لفساد ذلك الفكر وخطره . وعلى ذات المنوال أشاد مدير الجامعة السعودية الإلكترونية المكلف الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى، بما ورد في بيان هيئة كبار العلماء من مضامين توضح مخاطر الإرهاب، وأضراره على الشباب ومقدرات الوطن، وأن مرتكبه مستحق للعقوبات الزاجرة الرادعة، لتضع الأمور في نصابه أمام من يحاول أن يشوه الإسلام بأفكاره الهدامة للوطن. وأفاد أن بيان هيئة كبار العلماء فند في نقاطه الست موقف الدين الإسلامي من الأفعال التي يسوغ لها البعض باسم الدين للقيام بأعمال تستهدف النيل من أمن وأمان المملكة، واستنكر ما يصدر من فتاوى وآراء تسوغ هذا الإجرام أو تشجع عليه لكونه من أخطر الأمور وأشنعها، كاشفا زورها وبهتانها. وأكد الدكتور عبدالله الموسى، أهمية أن يعي الجميع ما ورد في بيان هيئة كبار العلماء، وأن يعملوا كل في مجال تخصصه على الوقوف صفا واحدا ضد من يحاول زعزعة أمن بلادنا من خلال كشف ما يلبس على شبابنا من أمور تجهلهم نحو الدعوات المضللة التي يطلقها الحاقدون عبر وسائل الإعلام الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي بغرض تشتيتهم عن تحقيق أهدافهم العلمية والعملية في بناء الوطن، وتأمين مستقبل الأجيال المقبلة. من ناحيتها أكدت عضو مجلس الشورى الدكتورة فدوة أبومريفة أن بيان هيئة كبار العلماء جاء مذكرا بما أوصى به الله جل وعلا فيما يتعلق بتوحيد الكلمة والصف، ووجوب طاعة ولي الأمر في غير معصية، مبينة أن الخروج عن الجماعة أكبر أسباب الفساد في البلاد والعباد، وأن الطاعة تقوم على تربية النفس وتقويمها على الامتثال لأوامر الله، التي يأتي في مقدمتها طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه ومخالفته، منوهة بترابط المجتمع شعبا وقيادة، متبادلين الحب والعطاء والسمع والطاعة، ولا سيما أن القيادة الرشيدة تعمل دون ملل في مصلحة المواطن أولا. ولفتت أبومريفة النظر إلى ضرورة أخذ العبرة من الدول المجاورة التي تشهد فتنا، تسببت في إزهاق الأرواح وانتهاك الأعراض، بسبب اختلاف كلمتهم ووحدتهم، مشددة على وجوب المداومة على حمد الله وشكره على نعمة الأمن والأمان ووحدة الصف، بمحاربة شعلة الإرهاب وتحصين شبابنا من الدعوات المضللة، بالتوعية الدينية التي تقوم على أساس المحبة والتعاون والإخاء. إلى ذلك أثنت عضو مجلس الشورى الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم الأحمدي على بيان هيئة كبار العلماء الذي جاء شاملا ومجرما للإرهاب بجميع صوره، وحاسما لما كان يلتبس على البعض وبخاصة من الشباب، ويدفعهم للخلط بين الأعمال الإرهابية والجهاد، ويقطع الطريق على من يغرر بأبنائنا للانضمام للجماعات الإرهابية التي تستغل صفاء سريرة المجتمع السعودي ونقاء فطرته، لتستقطب شبابنا فينتهي بهم الأمر بإيذاء أنفسهم وذويهم ووطنهم، وإيذاء الآمنين والمستأمنين في دول الجوار تحقيقا لغايات سياسية لا نقرها ولا تمثلنا. وتمنت الأحمد أن يضع البيان حدا لنزيف الدماء والعنف والإرهاب الذي يسيء لديننا الحنيف وشريعتنا السمحة ووطننا، ويضر بمصالح الأمة الإسلامية والمسلمين في كل مكان، ويحد من التساؤلات حول دور علماء الأمة في وضع حد للعنف والإرهاب والمجازر التي ترتكب باسم الدين الإسلامي.ووصفت بيان هيئة كبار العلماء بالصريح، ولاسيما أنه جاء ليرد باليقين الذي لا يدع مجالا للشك، على كل من دعا وحث وأفتى بوجوب الجهاد المزعوم من دعاة التطرف، مؤكدة أن هذا البيان هو ما نحتاج إليه في هذا الظرف الصعب الذي تمر به الأمة الإسلامية، داعية جميع المنابر الدينية والدعوية إلى تبني ما جاء في هذا البيان حقنا لدماء أبنائنا وحفظا للأمن والاستقرار في بلادنا حماها الله.

مشاركة :