ينسج «جناح الإمارات» في القرية العالمية، الوجهة العائلية الأولى للثقافة والتسوّق والترفيه في المنطقة، من خلال واجهته الخارجية المتميزة وبواباته المستوحاة من الأقواس التراثية، قصة ضاربة بالتاريخ مستوحاة من عبق التراث وروح الأصالة، بألوانه المستمدة من تضاريس شواطئها وتلالها وجبالها الشامخة، بينما تنشر المبخرة التراثية نفحات زكية من الماضي، الذي مازال جلياً في وعي الأجيال المقبلة، كما يسري عطر العود المعتق، مسترجعاً الحكايا وقصص الفروسية والشهامة، فيما ترمز دلة القهوة العربية إلى معاني الكرم والضيافة المتأصلة في ثقافة قبائل البادية. «اليوم الوطني» حرصت القرية العالمية على إعطاء الفرصة لضيوفها للاستمتاع بأجواء الاحتفال باليوم الوطني، من خلال زيادة ساعات العمل اليومية طوال فترة الاحتفالات، لتكون من الساعة الرابعة عصراً إلى الثانية بعد منتصف الليل، في الفترة ما بين الأول وحتى الخامس من ديسمبر. بالونات سيرحب فنانو تشكيل البالونات بضيوف القرية العالمية من الأطفال، لتبدأ زيارتهم مع بالونات بطيف ألوان علم الإمارات. وسيحرص فنانو الرسم على الوجوه وفنانات نقش الحنا على إسعاد الضيوف من العائلات، الذين سيستمتعون بعروض تفاعلية تضفي أجواءً خاصة على احتفالية اليوم الوطني. وما أن يدخل الضيوف إلى باحة جناح الإمارات حتى يجدوا أمامهم البيوت التراثية القديمة المشيّدة من الأحجار، استطاع الأولون تليينها رغم قسوتها، ولا يفوّت الزائر فرصة التقاط الصور التذكارية، كما أنها تعدّ صفحة من التراث تسترجع طقوس الحياة اليومية في القدم. كما بإمكان ضيوف القرية العالمية التعرف إلى الحرف التراثية التي تعبّر بدقة عن مهارة الحرفيين الإماراتيين، الذين شكلوا وجه الحياة في أطوار حياتهم المختلفة، حتى أضحت هذه الحرف سجلاً زاخراً بالإنجازات، وواحة تطل على الماضي من شرفة الحاضر. كما يمكنهم الجلوس إلى جانب صانع الخوص، حمد بن صالح، والاستمتاع بقصصه حينما يقوم بغزل سعف النخيل، الذي ورثه عن أجداده وعمل به لأكثر من 40 عاماً، حيث يقول عن مشاركته في القرية العالمية للمرة الأولي: «أنا سعيد بمشاركتي هذا العام، حيث أشعر بالفخر حين أحكي للأطفال والشباب تاريخ الأجداد، وكيف بدأت تلك الحرف التراثية. كما أسعد بأسئلتهم عن منتجات الخوص المتنوّعة، وأغراض استخدامها، التي لم يعتادوا على مشاهدتها في أيامنا الحاضرة». من بين الحرف التراثية أيضاً التي يستعرضها جناح الإمارات، هي صناعة الطين (الفخار)، التي تعدّ مثالاً حياً لإبراز العادات والتقاليد الأصيلة الإماراتية، التي تعدّ من أقدم الصناعات الإماراتية، فقد ظهرت قبل صناعة المعدن أو النحاس. ويحكي صالح الشريكي، لضيوف جناح الإمارات، مراحل صناعة الفخار، وأن صانع الفخار لابد أن يخرج للبحث عن الطين المناسب، ويمكنه بالخبرة معرفة أماكنها بسهولة، ثم يبدأ بعد ذلك بجمع الطين، ويكون عادة على شكل قطع من الصخور في بطون بعض المنحدرات، وعلى القمم الجبلية، ثمّ يحمل الطين وينقي منه الحصى ويستخدمه في الصناعة. ثم ينتقل بعد ذلك الضيوف إلى السوق داخل جناح الإمارات، التي صممت لتضفي طابع الأسواق الشعبية، وتضم 90 متجراً، تعرض مجموعة متنوّعة من الصناعات الوطنية كالشماغ الرجالي واللباس التقليدي وأغطية الرأس النسائية «الشيلات»، والأقمشة الملوّنة المختلفة، التي يتم إنتاجها في مصانع من مختلف إمارات الدولة، إضافة إلى المنتجات ذات الطابع المحلي، مثل العسل والتمور. ومن مدينة العين تشارك (أم راشد) للمرة الأولى في القرية العالمية، من خلال منتجاتها لتجهيز المواليد الجدد، قائلة: «نقدم من خلال مشاركتنا في القرية العالمية مجموعة من المنتجات اليدوية الخاصة بتجهيز المواليد، من مفارش وأسرّة، وغيرها من المستلزمات». وأشارت إلى أن «مثل تلك المشاركات مهمة للمنتجات الجديدة، التي يتم إنتاجها في المنازل، حيث تحصل على انطباع المستهلكين مباشرة، وتلهمك بأفكار جديدة للتطوير في المنتج وأسلوب العرض، وغيرها من العوامل التي تسهم في نجاح المشروع». وبينما يجول الضيوف في جناح الإمارات يستقطبهم الإيقاع الآتي من الباحة الخليفة لجناح الإمارات، حيث يقدم أعضاء جمعية أم القيوين للفنون الشعبية، مجموعة من الشلات والأهازيج البحرية، التي تلقى إعجاب الضيوف. كما يوجد في جناح الإمارات عدد من المحال التي تبيع مختلف أنواع البخور والعطور التقليدية ودهن العود واللبان والزعفران، إضافة إلى محال الأعشاب والتوابل. كل ذلك إلى جانب مجموعة من الأزياء التراثية والعباءات التقليدية المطرّزة. وبمجرد انتهاء جولتهم في جناح الإمارات، سيحظى الضيوف بفرصة الاستمتاع بالمأكولات الشعبية، من خلال زيارة المطبخ الشعبي، الذي يقدم مختلف المأكولات التراثية، مثل اللقيمات وخبز الرقاق. جدير بالذكر أن القرية العالمية ستحتفل باليوم الوطني الـ46 في الفترة من الأول إلى الخامس من ديسمبر 2017، من خلال العديد من الفعاليات، من بينها فرق استعراضية شعبية تجوب على مدار اليوم أرجاء القرية العالمية، لتقديم العروض الشعبية الإماراتية المتنوّعة، من بينها عرض «العيالة»، الذي يشارك فيه المؤدون عبر الطبول والدفوف والطويسات «الآلات النحاسية» وبعض المنشدين. وتشمل العروض التراثية لوحات «اليولة» التراثية، التي تدل على الشجاعة والفروسية واستعراض القوة. هذا إلى جانب العديد من العروض الشعبية الأصيلة، مثل فن الحربية والرزيف وغيرهما. كما سيتم تقديم العروض التراثية الإماراتية على المسرح الثقافي الرئيس طوال فترة الاحتفالات باليوم الوطني. وسيحظى ضيوف القرية العالمية أيام الجمعة والسبت والأحد، من الأول إلى الثالث من ديسمبر، وفي إطار الاحتفال باليوم الوطني، بفرصة الاستمتاع بعروض الألعاب النارية، التي ستحمل ألوان علم دولة الإمارات، التي يصل ارتفاعها إلى 200 متر.
مشاركة :