الرمادي: عجمان يمتلك مقومات البقاء واللاعبون والإدارة سر الطفرة

  • 11/29/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: محمود شرف كان عجمان نجم الجولة التاسعة من دوري الخليج العربي، بعد أن عرقل الوصل في معقله زعبيل وعادله 2-2، في مباراة تأخر فيها «البرتقالي» بهدفين نظيفين ثم قلب النتيجة وخطف نقطة ثمينة من «الإمبراطور» الذي حقق قبل اللقاء ستة انتصارات متوالية بين جماهيره. ويقف وراء تقديم عجمان لكرة قدم جميلة متبوعة بنتائج مميزة من بينها الفوز على النصر، والخسارة بصعوبة بالغة أمام الكبار العين والجزيرة وشباب الأهلي- إدارة ولاعبين وجهاز فني يقوده المصري أيمن الرمادي، أقدم مدرب في النسخة الحالية من الدوري، وهو يعد بحق «عميد المدربين»، حيث يعمل في كرة الإمارات منذ 1999، قبل أن يتسلم مهام تدريب الفريق الأول لدبي عام 2003 وقاده للصعود إلى مصاف الكبار، لتلتصق به صفة «بطل الصعود» لاحقا بعدما استطاع التأهل بفرق من الدرجة الأولى إلى مصاف المحترفين سبع مرات.الرمادي فتح قلبه ل «الخليج الرياضي»، وتحدث عن عجمان ودوري الخليج العربي في حوار هنا نصه: * كيف ترى مستوى الدوري بعد مرور تسع جولات من انطلاقه؟ المستويات متقاربة إلى حد كبير، ولأول مرة منذ فترة طويلة ومع قرب نهاية الدور الأول، لا نجد فريقا يتصدر بفارق كبير عن صاحب المركز الثاني، كما كان لافتا أن المستويات الفنية للفرق هي محط إعجاب من المتابعين للدوري داخل الإمارات وخارجها ، وهذا شيء مشرف، حيث نشهد مباريات قوية وإيقاعا عاليا ورغبة كبيرة بالفوز، في المقابل هناك بعض المباريات الضعيفة، وهذا شيء طبيعي ونجده حتى في دوريات كبرى، وما ينقصنا في دوري الإمارات في هذا الموسم الشائق هو عدم كثافة الحضور الجماهيري، وهذا شيء سلبي، لأن الجمهور هو المتعة رقم واحد في كرة القدم، وأتمنى إيجاد حلول مناسبة وطرح أفكار لجلب الجماهير إلى المدرجات، ومنها تقديم الخدمات، التي تجعلهم يقبلون على المباريات وكأنها «فسحة» يوم. * تتحدث عن المنافسة القوية، ولكن البعض يرى أنها لن تكون كذلك في القاع، حيث إن النظام الجديد للهبوط يخفف هذه الإثارة، حيث الأفضلية لصاحب المركزين الحادي عشر والثالث عشر في دوري الخليج العربي على ثالث ورابع الدرجة الأولى؟على العكس تماما، توجد تجارب سابقة كانت مريرة على الفرق التي كانت في المركزين الأخيرين في دوري المحترفين، وأٌقصد فريقي الشارقة والإمارات، اللذين خاضا في موسم 2011-2012 دورة رباعية مع الشعب والظفرة من دوري الأولى، لكن من صعد هما ممثلا «الهواة»، في حين هبط ممثلا المحترفين، البعض يظن أن اتحاد الكرة سهل بنظام الصعود والهبوط الحالي الأمر على فرق دوري الخليج العربي، لكن الواقع ليس كذلك، حيث توجد مشكلة بالنسبة للفريقين من المحترفين اللذين سيلعبان الملحق، فهما سيصطدمان بواقع مرير، وهو اللعب بأجنبيين فقط، وهذه من القرارات التي استغربها، فالفريق حين يكون متعودا أن يلعب بأربعة أجانب في دوري الخليج العربي وبنى أسلوبه الفني على ذلك، سيجد صعوبة في التكيف خلال فترة قصيرة على اللعب بأجنبيين، لأن ذلك سيؤثر في تجانس الفريق وقوته، وأنا هنا لا أتحدث لأنني أرى أن عجمان سيخوض هذا الاختبار، بل على العكس فإن فريقنا إن شاء الله سيكون بعيدا عن منطقة الخطر، لأن ثقتي بفريقي كبيرة، لكن أتكلم بمنطق وأعيد أن هذا النظام ليس في مصلحة فرق دوري المحترفين، بل لصالح فرق الهواة لأنها تعودت طوال موسم كامل أن تلعب بأجنبيين، هذا عدا أن معنوياتها ستكون مرتفعة، بعكس فرق المحترفين التي ستلعب بمعنويات سيئة بعدما تكون قد تعرضت لضغوط نفسية كبيرة قبل خوض الملحق، وفوق هذا فإن مدربيها سيكونون في موقف صعب لتغيير أسلوب واستراتيجية لعب الفريق، تماشيا مع قرار اللعب بأجنبيين بدلا من أربعة، لذلك أقول إن العملية ليست سهلة مثلما يتخيل البعض، ولنتذكر ما حصل في التجربة القريبة التي خاضها فريقا الشارقة والإمارات. * محترف عجمان مايجا كان نجم لقاء الوصل الأخير، رغم أن الكثيرين انتقدوه في حين أنك راهنت عليه منذ البداية؟ تقييمنا كجهاز فني لا يبنى أبدا على النقد الذي يتعرض له أي لاعب، احترم رأي المحللين، لكن من يعيش أجواء الفريق هم نحن، وآلية تأخر استقدام مايجا نتحمل مسؤوليتها نحن، فهو أنهى مبارياته التنافسية مع اتحاد كلباء في شهر أبريل/ نيسان ونحن استقدمناه في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، أي إنه لم يخض مباريات أو تدريبات مع الفريق لفترة خمسة أشهر، لذلك كان يجب أن يتم منحه الوقت ليكون جاهزا، ولا ننسى أنه جاء في وقت انفعالي للفريق، بمعنى أننا كنا نبحث عن الفوز بعد هزائم البداية، لذلك لم يكن الوضع يحتمل إشراك لاعب غير جاهز، ونحن نعرف قيمة مايجا الفنية الكبيرة، فهو لعب في دوريات أوروبية كبرى، وقد واجهت في بعض المباريات انتقادات كثيرة بسبب إبقائه في الملعب، وأنا كنت أجهزه خلال هذه اللقاءات لأنه الحل الأفضل بدلا من تجهيزه عبر التدريبات، والحقيقة أن مايجا سيعطي إضافة للفريق، وهو يحتاج إلى فترة شهر تقريبا، ليكون في «الفورمة» المطلوبة، وأكثر ما يسعدني خلال عملي في عجمان هو الصبر الذي يميز النادي، نحن كان عندنا صفة الصبر ليس على مايجا فقط، بل حتى على لاعبين مواطنين انتقدنا البعض على استقدامهم بحجة أنهم لم يكونوا أساسيين مع أنديتهم السابقة، لكن مستوياتهم الآن فوق الممتاز وقدموا الكثير للفريق، يجب الصبر على اللاعب، ولا ننسى أن خياراتنا محكومة بإمكانات النادي، ولا يخفى على أحد أن هناك فروقات في الميزانيات بين الأندية، وأنا هنا لست متطلبا، بل أوصف حالة، التي يجب أن تتكيف معها، وعندما يكون لديك إمكانات وخيارات محدودة، يجب أن توجد في الفريق آلية عمل جماعية تعوض غياب اللاعبين أصحاب الحلول الفردية الذين يكون سعرهم بالملايين، وبالمناسبة أشكر عبدالله الظاهري مشرف الفريق الذي يساعد كثيرا في جانب إيجاد أجواء إيجابية، مع إدارة النادي ككل. * ماذا بخصوص اللاعب وليد خالد الذي ظهر في بداية الموسم واختفى بعد ذلك؟وليد، هو من أفضل اللاعبين الذين يحدثون فارقا في وقت معين من المباراة، وليد هو ابني، أنا الذي صعدته للفريق الأول في نادي دبي، أنا الآن حزين لحالته، وللقرار الذي اتخذه بترك وظيفته رغم أنه لصالحه كرويا، كان عليه أن يختار، وهو اختار كرة القدم، كان يعاني في وظيفته ويأتي من «الدوام» إلى الملعب دون أن يأكل أحيانا، لذلك اتخذ القرار الصعب بالاستقالة من وظيفته، وهنا أهمس في أذن القائمين على كرة القدم بأنهم يجب أن يضعوا حلا لمثل هذه الأمور، لا يوجد سوى لاعبي فريقين أو ثلاثة هم الذين يداومون، لذلك يتعرضون لمصاعب كثيرة وهم يحاولون التوفيق بين الوظيفة وكرة القدم، هنا لا توجد عدالة في تساوي الحظوظ بين جميع الأندية، أنا عندي لاعبين مثل محمد الشحي ووليد خالد وسعيد سعود يعانون أوضاعا صعبة، تصوروا أن الشحي يضطر للوقوف في وظيفته طوال ساعات، ومن ثم يأتي للتدريب، وأعود لوليد وأكرر أنا حزين وقلق على مستقبله، هو اتخذ مخاطرة في ترك وظيفته، ولكن الله سيوفقه لأنه إنسان خلوق وشاب ملتزم وتزوج صغيرا ورزق بمولود مؤخرا، هو وحسين عبد الرحمن لهما مكانة في قلبي فقد دربتهما في دبي وأعرفهما صغارا. * دائما في تصريحاتك تكيل المديح لإدارة عجمان، لماذا؟أنا عملت في 9 أندية في الإمارات، ونادي عجمان هو العاشر، أنا افتخر بجميع الإدارات التي عملت معها، ولا أجامل إذا قلت إن إدارة عجمان أكثر ما يميزها أنها إدارة هادئة تتعامل بشكل إنساني واحترام، وهذه صفة عند الإماراتيين عامة، كما تمتاز إدارة عجمان بالتعامل مع الجميع بمنتهي الاحترام والأدب، يوجد ظاهرة عند عجمان لم أرها في ناد آخر، هم يصبرون كثيرا على لاعبيهم، وهم حضن دافئ. يستقطب كل اللاعبين الجدد والقدامى، وحقوق اللاعبين محفوظة 100%، لذلك تجد اللاعب يقاتل من أجل النادي، وهنا أشكر خليفة الجرمن رئيس مجلس الإدارة وإخوانه.في المجلس، وكل إدارات عجمان السابقة، وعلى العموم ما زلت أكن كل الاحترام والتقدير للفرق التي دربتها، ما زالت اتصالاتي قائمة حتى الآن مع الجميع في نادي الظفرة فأنا أكن لهم كل الاحترام، كما يوجد ود خاص مع أسرة نادي حتا الذي دربته وقضيت معه فترة مميزة ما زلت أتذكرها، علاقتي بالجميع جيدة وقائمة على الحب والأخوة، وبالمناسبة لابد من شكر عبدالله الظاهري أمين السر مشرف فريق عجمان، فالنسبة الأكبر من النجاح الحالي لعجمان تحسب له، كما أشكر الإداريين عبدالله أحمد وكزوة وزهران، وكذلك أحمد عمران القبيسي الذي عملت معه سابقا في نادي الظفرة وساعدني كثيرا في عملي. * من ترشح لإحراز لقب دوري الخليج العربي؟اللقب سيكون بين الوصل والوحدة والعين، ثم يأتي من بعدهم شباب الأهلي والنصر. * هل تفكرون بضم لاعبين جدد في الانتقالات الشتوية؟لن يكون هنا تغييرات، بل إضافة لاعب أو اثنين من المواطنين، نحن نثق كثيرا بلاعبينا الحاليين، وفي نفس الوقت لا نريد أن نهدر الأموال هباء. * ما هو طموح عجمان ؟نحن الآن نسير خطوتنا الأولى في طريق طويل، لا يجوز مقارنتنا بالفرق الكبرى الأخرى، هدفنا أن نبقى في دوري الخليج العربي، وعلينا العمل بكل قوة لتحقيق هذا الهدف، وحتى لو قال البعض إن عجمان يستطيع أن يكون في وسط اللائحة فإن هذا الكلام لا يعنينا بشيء. * مالذي تغير في نادي عجمان بين بداية الموسم ثم الانطلاقة القوية؟ الذي تغير هو زيارة الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس النادي ولقاء اللاعبين، هو دائما يلتقي باللاعبين في الأوقات المناسبة، وأتذكر ما حصل في الموسم الماضي عندما زار النادي وكنا محبطين بعد أربعة تعادلات متوالية في دوري الأولى، وكان كلامه إيجابيا مع اللاعبين، وقال لهم إنه فخور بهم، وكان اللقاء شرارة كبيرة أشعلت الحماسة، وبعد ذلك لم نخسر وصعدنا لدوري المحترفين، الشيخ راشد بن حميد متابع للنادي وتواجده في النادي يجعل معنويات اللاعبين فوق السحاب ، وعموما نادي عجمان محبوب في الإمارة وصاحب السمو حاكم عجمان يتابعه ويسأل عن أخباره ونتائجه دائما. * كلمة أخيرة ؟ أشكر جريدة الخليج، على دعمها لنادي عجمان ولكل فرق الدوري، وهي تعطي عبر تغطيتها المميزة كل ذي حق حقه. شكر خاص لعبدالله بن سالمتقدم أيمن الرمادي بشكر خاص لسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة الرئيس السابق لنادي الشعب الذي ساعده كثيرا في أولى بداياته في عالم التدريب، عندما كان يقود الفئات العمرية في نادي الشعب. رسالة عاطفية لنادي دبي وابن حميدانمازال نادي دبي يتمتع بمعزة خاصة في قلب أيمن الرمادي، وكيف لا،وهو الذي أعطاه الثقة قبل 14 عاماً ليدرب فريقه الأول، ويقول المدرب المصري عن ذلك: «دبي هو الذي عمل أيمن الرمادي كمدرب، وهذا أمر لا أستطيع إنكاره إلا إذا كنت جاحداً، عملت سبع سنوات معه ولا أنكر فضل النادي علي، هناك بعض الناس تقول إن دبي أصبح من الماضي فلماذا تتكلم الآن؟ أتكلم شهادة للتاريخ، لأنه لولا دبي لما كنت متواجداً الآن وأتحدث عن الدوري الإماراتي، أنا متواجد الآن كمدرب بفضل الله عز وجل ودعاء الوالدة والأسرة، ثم نادي دبي الذي له خصوصية عندي.وقال الرمادي: «كما لا أنسى خليفة بن حميدان نائب رئيس نادي دبي السابق، فهو الذي قدمني كمدرب وآمن بي فنيا، وشهادة للتاريخ أيضا، هو من أكفأ الإداريين من ناحية بناء الفرق والإلمام بالنواحي الإدارية، والعلاقة الإنسانية مع اللاعبين».

مشاركة :