الدوحة - الراية : سلّط تقرير أعدته هيئة الإذاعة البريطانية BBC، الضوء على العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وما قالت إنه «تحالف» بينهما لمواجهة نفوذ إيران المتنامي في المنطقة. فمنذ أيام كشف مسؤول سابق بارز في الجيش الإسرائيلي عن اجتماعين عقدهما مؤخراً مع أميرين سعوديين بارزين، وأنهما أكدا له «أنتم لستم أعداء لنا بعد الآن»، في إشارة إلى إسرائيل. كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن نقلة حدثت في العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، هذه الإشارات كما يرى التقرير «لا تُرسل بالصدفة، إنها مُنسّقة بعناية وتهدف إلى تحذير إيران بوجود علاقة متطورة (بين السعودية وإسرائيل) وكذلك تهيئة المجتمع السعودي بالنظر إلى احتمالية أن تُصبح مثل هذه العلاقات أكثر وضوحاً من أي وقت مضى». لكن هناك شيئاً آخر يحدُث هنا، وليس فقط مشكلة صعود إيران، إذ أن هناك عوامل مُهمة جداً ينبغي أخذها في الاعتبار أيضاً، أبرزها تأثير الإدارة الجديدة للرئيس دونالد ترامب في الولايات المتحدة والمسار الأوسع للشرق الأوسط في أعقاب الربيع العربي والحرب المُروعة في سوريا. ويضيف التقرير: «لأول وهلة لا يجب أن يكون لدى السعودية وإسرائيل أي شكاوى من الإدارة الجديدة في واشنطن، وقد تقبّل الرئيس ترامب في زيارته لإسرائيل والسعودية رؤيتهما الإستراتيجية، وهو أيضاً لديه شكوك كبيرة بشأن الاتفاق النووي مع إيران». ويؤكد التقرير أن ترامب أبرم اتفاقيات عديدة تخص مبيعات أسلحة لحلفاء واشنطن في منطقة الخليج، شملت أسلحة أكثر تطوراً من ذي قبل. لكن التعاطف هو أمر مختلف تماماً عن الإستراتيجية العملية، وبالرغم من ترحيب حكومتي السعودية وإسرائيل بالكثير من تصريحات الرئيس الأمريكي، فإنهما تدركان أن السياسة الأمريكية في المنطقة ليس لها هدف واضح على ما يبدو. التفوق الروسي وتفوقت روسيا في سوريا على الولايات المتحدة وحلفائها من الناحية العسكرية، ولعبت موسكو دوراً أكثر تأثيراً في الصراع السوري. ويرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على ما يبدو أنه يجب أن تتغيّر المنطقة حتى يكون لها مستقبل، وأن التغيير يبدأ في الداخل وبالرغم من كل ما سبق، فإن الولايات المتحدة لم تطرح سياسة ذات مصداقية ومُتسقة لاحتواء النفوذ الإيراني. ولا عجب في أن ولي العهد السعودي قرّر أن بلاده يجب أن تلعب دوراً أكثر نشاطاً فيما يتعلق بمصالحها، بحسب التقرير. وهناك منطق وراء تكيف إسرائيل والسعودية مع تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة، وعودة لاعبين قدماء مثل روسيا. النفوذ الإيراني وهناك شيء آخر أكثر أهمية، يقوله التقرير، فقد شرع بن سلمان في استراتيجية مزدوجة في محاولة لاحتواء النفوذ الإيراني، وفي الوقت نفسه إعادة تشكيل وتحديث المملكة. ويتابع: «إذ تمثل إعادة تشكيل وتحديث المملكة من نواح عديدة رداً على اضطرابات الربيع العربي، والتهديد الذي يشكّله عنف المتشددين الإسلاميين. ويبدو أن ولي العهد السعودي استقر رأيه على أنه يجب أن تتغير المنطقة حتى يكون لها مستقبل، وأن التغيير يبدأ في الداخل، وقد يكون الإصلاح بنفس قدر أهمية احتواء إيران».
مشاركة :