أجمع محللون أردنيون أن تصريحات رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الأخيرة التي ركزت في مضمونها على أهمية توقف تدخلات حزب الله في المنطقة، واتخاذ سياسة الحياد منهجاً من أجل التمهيد لمرحلة سياسية أكثر وضوحاً، هي تصريحات تعكس وجهة نظر اللبنانيين بخطورة هذا الحزب وما ينفذه من أجندات لإيران؛ فالمرحلة الآن تتويج لجهود دولية وإقليمية لوضع حد للتجاوزات الإيرانية، وبالطبع فإن حزب الله الذي يستمد ظهره من الإيرانيين سيحاول التملص من مجموعة من الاتفاقات التي تشكل بالنسبة له تراجع للطموح الذي يسعى له. الحريري الذي التقى أيضاً الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد أهمية الالتزام بثلاثة عناوين رئيسة وهي التزام مبدأ النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، والتمسّك باتفاق الطائف، والتأكيد على علاقات لبنان مع أشقائه العرب. تهديد للاستقرار من جهته، أوضح عضو مجلس النواب الأردني، محمد أرسلان أن اللبنانيين بكل مكوناتهم السياسية وصلوا إلى قناعة أن تدخل حزب الله في المنطقة بات يشكل وينتج عنه ويلات لا شك فيها. وأضاف «أتوقع أن حزب الله في هذا التوقيت بدأ يستشعر أهمية الإقدام على خطوة خاصة في ظل تهديد الحريري بالاستقالة ما لم يوافق حزب الله على الشروط التي تتوافق مع المصالح اللبنانية، والواقع العربي». وأضاف أرسلان: «أعتقد أن هنالك تواصلاً بين الأطراف المختلفة بشكل غير معلن للتوصل إلى جملة من الاتفاقات من أجل التهدئة، الحريري بشكل أساسي دان التدخل الإيراني في المنطقة وركز على أهمية أن تتخلى إيران عن سياستها التوسعية التي تبعث الفوضى وتهدد الاستقرار من خلال استخدام فئات لبنانية مثل حزب الله لتحقيق أهدافها المختلفة». تسويات لفظية بدوره، يرى الخبير في الشأن الإيراني، د. نبيل العتوم أن المشهد المقبل سيطغى عليه التلطيف، والتسويات اللفظية بسبب الضغط الإقليمي على حزب الله ولبنان. أما الخبير الاستراتيجي، د. أيمن أبو رمان فأضاف إلى أن الرؤى ضبابية ولكن الاحتمال الأكبر أن حزب الله ستبقى انطلاقته ومرجعيته إيران، وبالتالي لن تشهد الفترة القريبة أي انسجام أو توافقات بين حزب الله، وحزب المستقبل. وبالنسبة لسياسية النأي بالنفس هي سياسة تتعارض مع أهداف إيران في المنطقة ومن الصعب إظهار التأييد لها. ومن المحتمل أن يكون هنالك اتفاقات غير معلنة بين الطرفين للتخفيف من حدة الموقف. ورقة ضاغطة ومن جانبه، بين الكاتب السياسي عمر كُلاب أن حزب الله يحاول أن يراوغ من خلال اندراجه تحت خانة «المقاومة». وتستمر إيران في تقديم المساندة له كونه أحد أذرعها الأساسية والمهمة في المنطقة، حيث تنظر له في كونه ورقة ضاغطة وستزيد من الدعم خاصة بعد فقدانها لحركة حماس. وأضاف: «لا أعتقد أن حزب الله سيستجيب لتصريحات الحريري خاصة فيما يتعلق بموضوع السلاح. ولكن من الممكن أن نرى تغيراً في السلوك السياسي لحزب الله».
مشاركة :