عائلة سورية هربت من الحرب فعاشت التشرد في غزة

  • 11/29/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قد تكون الحرب والتهجير والتشرد قدراً يلاحق البعض في البلاد العربية، حتى إن فروا منه آلاف الأميال، واختلفت فيه الجهات وأشكال الحرب والصواريخ، لكنها تختم بنفس الطريقة. هذا ما حدث مع اللاجئ السوري عامر فورة ذي الحظ العاثر مثل آلاف السوريين، الذي لم يستطع البقاء في بلده، بعد أن بات الموت قاب قوسين منه ومن أسرته، خاصة عقب هدم مدينته بالكامل، فرحل في أرض الله الواسعة، ولسوء حظه قادته الأقدار إلى قطاع غزة المحاصر، الذي ظنه أكثر أمناً من وطنه. بالكاد استطاع فورة توفير مسكن له في حي الشجاعية شرق مدينة غزة فور وصوله للقطاع، وما أن بدأ بالاستقرار والتعود على نمط الحياة القاسي في غزة، حتى فاجأه عدوان عام 2014، فقصف بيته، ونجا وعائلته بعدما توجه لمراكز اللجوء، وعاش التهجير مرة ثانية. توجه يميناً ويساراً وأقام هنا وهناك، إلى أن استقر به الحال في مستشفى تأهيل في غزة، بجوار زوجته المريضة، التي أنهكتها الحروب والتهجير. ويقول فورة (41 عاماً) وهو رب أسرة مكونة خمسة أبناء، «كنت امتلك مطعماً للمشاوي في درعا بسوريا، وخرجت منها بملابسي فقط مع أسرتي بعد اشتداد الحرب، لكن الصواريخ لاحقتني في حي الشجاعية، وتكررت مأساتي بخروجي بملابسي فقط، بعدما دمرت الصواريخ الإسرائيلية الحي بأكمله بما فيه بيتي المستأجر وما يحتويه». فورة فلسطيني الأصل من مواليد سوريا، متزوج من خلود الحمود، سورية الأصل، دخل غزة عام 2011 عبر الأنفاق، تاركاً سوريا بعد 37 عاماً من العيش فيها، نتيجة الحرب، متوجهاً إلى مصر. واستقر فورة في مصر سبعة أشهر، لكنه لم يتأقلم مع الوضع الجديد، ووجد نفسه أمام خيارين، الأول ركوب البحر مع أسرته إلى أوروبا، والآخر التوجه إلى ليبيا، لكنه توجه إلى غزة بعد نصيحة الكثير من الفلسطينيين في مصر له. لكن مأساته في غزة كانت اكبر من مأساته في بلده سوريا، ففور وصوله القطاع استأجر منزلاً في حي الشجاعية القريب من السياج الفاصل، ولم يتمكن من الحصول على عمل. تشرّد وعندما شنت إسرائيل عدواناً على القطاع عام 2014، هرب فورة وعائلته إلى مراكز اللجوء كباقي سكان الحي، وعندما عاد لمنزله وجده مدمراً بالكامل. وكانت هذه لحظة مفصلية في حياته، حيث أصيبت زوجته بكآبة وخوف بعدما كانت صحتها ممتازة ولا تعاني من أي أمراض، وتدهورت صحتها إلى أن أصيبت بشلل كامل. وبحزن وألم، يقول فورة لـ«البيان»:«الأطباء تعاطفوا معنا في المستشفى، ولكن الأدوية الخاصة بزوجتي غير متوفرة في غزة، وفقدت زوجتي قدرتها على الحركة وأصيبت بشلل كامل، ودخلت بعدها في حالة موت سريري لأكثر من ثلاثة أشهر». وعندما كتب الله النجاة لزوجة فورة، لم يكن أمامه إلا التوجه إلى مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي في غزة، بعدما منحها الأطباء جهاز تنفس صناعي، ونظراً لوجود كهرباء مستمرة في المركز، في حين تنقطع عن السكان طوال اليوم. وبعدما فقد فورة بيته واقترب من فقدان زوجته، لجأ للمستشفى مع أبنائه، وخصص له ولأبنائه غرفة خاصة، بجانب سرير زوجته المريضة التي تتلقى العلاج داخل المستشفى. وأضاف، «أعيش داخل المستشفى منذ عامين، وينطلق أبنائي للمدارس من المستشفى ويعودون لها، في ظل عدم قدرتي على توفير احتياجاتهم الأساسية، وأصبحت حياتي صعبة». وأصبحت أسمى أماني فورة وعائلته مغادرة المستشفى وتوفير منزل له ولأطفاله، ليعيش كباقي البشر تحت سقف العائلة.

مشاركة :