تحدّت كوريا الشمالية مجدداً المجتمع الدولي باطلاقها اليوم (الاربعاء)، صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، ما دفع الرئيس الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى تحذيرها قائلا: «سنهتم بالامر». وأعلنت بيونيانغ أنها حققت هدفها المتمثل في أن تصبح دولة نووية بعد اختبار الصاروخ العابر للقارات. وقال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بعد اشرافه على إطلاق صاروخ «هواسونغ-15» انه يشعر بـ«الفخر لاننا تمكنا في نهاية المطاف من تحقيق هدفنا التاريخي الكبير وهو استكمال القوة النووية للدولة»، بحسب ما ذكرت «وكالة الانباء الرسمية الكورية الشمالية». ويأتي اطلاق الصاروخ الجديد بعد أكثر من شهرين على اخر تجربة صاروخية لبيونغيانغ، وبعد جولة اسيوية طويلة اجراها الرئيس الاميركي الجمهوري ترامب وهدفت بحسب قوله الى «توحيد العالم ضد التهديد الذي يمثله خطر النظام الكوري الشمالي». وأُطلِق الصاروخ في وقت باكر اليوم بتوقيت كوريا الشمالية من موقع «سان ني» قرب بيونغيانغ»، وتحطم في البحر قبالة اليابان. واوضح البنتاغون ان الصاروخ لم يشكل اي خطر لا على الولايات المتحدة القارية ولا على الاراضي الاميركية الاخرى، او اراضي الدول الحليفة. وقال وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس ان عسكريين كوريين جنوبيين اطلقوا صواريخ في البحر لـ«التأكيد على أنّ كوريا الشمالية تفهم جيدا أنّ نيران حلفائنا قد تطاولها». واضاف ماتيس الذي كان موجودا الى جانب ترامب في البيت الابيض ان الصاروخ البالستي الذي تحطم في البحر قبالة اليابان بعدما قطع مسافة حوالى ألف كيلومتر وصل الى اعلى ارتفاع مقارنة بكل الصواريخ التي اطلقتها كوريا الشمالية في السابق، معتبراً ان ذلك يمثل «خطرا على العالم أجمع». وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ان الصاروخ بلغ ارتفاعا «تجاوز 4000 كيلومتر». وأضاف آبي للصحافيين ان هذا الصاروخ الكوري الشمالي يشكل «عملا عنيفا لا يمكن التسامح معه». وتابع: «لن نخضع لأي عمل استفزازي. سنضاعف ضغطنا» على بيونغيانغ، وبعد أجرى ترامب وابي محادثة هاتفية طارئة، وجاء في بيان للبيت الأبيض ان «الزعيمين اعتبرا ان الاعمال الاستفزازية للنظام الكوري الشمالي تعرّضه للخطر وتزيد من عزلته عن المجتمع الدولي». وأضاف البيان ان «الزعيمين جددا تأكيد التزامهما بمواجهة التهديد الكوري الشمالي». ولاحقا جاء في بيان اخر للبيت الابيض ان ترامب تحادث مع نظيره الكوري الجنوبي مون جاي ان واعتبرا ان عملية الاطلاق الصاروخية الجديدة لكوريا الشمالية تشكل تهديدا لـ«العالم أجمع». وعبر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش عن «ادانته الشديدة» لاقدام كوريا الشمالية على إطلاق صاروخ عابر للقارت ودعا بيونغ يانغ الى «الامتناع عن القيام بافعال جديدة مزعزعة للاستقرار». وقال غوتيريش ان التجربة الصاروخية البالتسية الكورية الشمالية «انتهاك صارخ لقرارات مجلس الامن» ويُظهر «ازدراء (بيونغيانغ) التام للمجتمع الدولي». ودان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تغريدة على «تويتر» هذا «الاختبار الباليستي الجديد غير المسؤول». وأضاف: «انه يعزز تصميمنا على زيادة الضغط على بيونغيانغ وتضامننا مع شركائنا». وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في بيان: «لقد حان الوقت لزيادة الضغوط والعقوبات اكثر من اي وقت مضى». ودان الاتحاد الاوروبي «خرقاً جديداً غير مقبول للالتزامات الدولية» من جانب كوريا الشمالية. وقال ناطق باسم الاتحاد ان عملية الاطلاق الصاروخي الجديدة «استفزاز خطر» و«تهديد جدي للامن الدولي». ودان الامين العام لـ«حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ «انتهاكا جديدا لقرارات مجلس الامن ، يقوض الامن الاقليمي والدولي». ودعا بيونغيانغ الى الدخول في «حوار جوهري وذي صدقية مع المجتمع الدولي». وطلبت طوكيو وواشنطن وسيول عقد جلسة عاجلة لمجلس الامن الذي فرض حتى الان العديد من العقوبات على كوريا الشمالية على خلفية برنامجيها البالستي والنووي. ومن المفترض ان تنعقد جلسة مجلس الامن اليوم حوالى الساعة 21:30 بتوقيت غرينيتش. وفي موازاة التحذير الذي وجهه ترامب لكوريا الشمالية، قال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون ان الولايات المتحدة تعتبر ان «الخيارات الديبلوماسية» لحل ازمة البرنامج النووي لكوريا الشمالية تبقى مطروحة «حتى الان على الطاولة». ودعا تيلرسون المجتمع الدولي الى «اتخاذ اجراءات جديدة» تذهب أبعد من العقوبات التي فرضها مجلس الامن حتى الان على بيونغيانغ، ومن بين هذه الاجراءات «حظر النقل البحري للبضائع من وإلى كوريا الشمالية». ويبدو ان الجهود الديبلوماسية التي تبذلها واشنطن، لا سيما من طريق الصين، في محاولة لوقف انشطة بيونغيانغ الباليستية والنووية لا تؤثر على قرارات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون. وتأتي عملية إطلاق الصاروخ الجديد بعد ثمانية أيام من قرار واشنطن اعادة ادراج كوريا الشمالية على لائحة «الدول الداعمة للارهاب»، في خطوة اعتبرتها بيونغيانغ «استفزازاً خطراً». وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، أجرت كوريا الشمالية تجربة على صاروخ باليستي عبَرَ فوق اليابان.
مشاركة :