رغم الأداء الإيجابي لغالبية البورصات وأسواق المال العربية والخليجية، لكن حتى الآن لا تشكل هذه المكاسب أي نسبة مقارنة بالمكاسب التي حققتها عملة "بيتكوين" التي قفزت بشكل صاروخي منذ مطلع العام الجاري. وربما تدفع هذه المكاسب غير الطبيعية التي حققتها العملة الإلكترونية الرقمية، عدد كبير من المستثمرين وحملة الأسهم إلى التخلي عن المضاربة في أسواق الأسهم والاتجاه بعيداً إلى الاستثمار والمضاربة في سوق العملات الإلكترونية الذي ينمو بنسب مفزعة. خلال تعاملات صباح اليوم الأربعاء ووفقاً لموقع " fxnewstoday"، فقد قفز سعر "بيتكوين" إلى مستوى 10337 دولار، مقابل نحو 997 دولار في بداية العام الجاري، بزيادة بلغت نحو 9340 دولار محققة زيادة بلغت نسبتها نحو 936%، لتبلغ القيمة السوقية لعملة "بيتكوين" نحو 168 مليار دولار. وتشير البيانات والأرقام التي جمعتها "العربية.نت"، إلى أن مكاسب "بيتكوين" خلال نحو 11 شهراً وتحديداً منذ بداية العام الجاري تجاوزت مكاسب جميع البورصات وأسواق المال العالمية والعربية، كما تجاوزت مكاسب سوق المعادن، وتجاوزت أيضاً مكاسب أسواق النفط. في أسواق المال العربية، تشير البيانات إلى أن المكاسب السوقية لنحو 8 بورصات عربية خلال العام الماضي بلغت نحو 63.1 مليار دولار، كان للسعودية النصيب الأكبر منها بنحو 27.43 مليار دولار ثم بورصة أبوظبي بنحو 10.5 مليار دولار ومصر نحو 9.55 مليار دولار ودبي 8.04 مليار دولار. وجاءت بورصتا البحرين والكويت في ذيل القائمة بمكاسب قدرها 493.9 مليون دولار و327.65 مليون دولار على التوالي، بينما حققت بورصة الأردن وحيدة خسائر سوقية رغم ارتفاع مؤشراتها وبلغت الخسائر نحو 960 مليون دولار. وعلى صعيد الأسواق العالمية، ارتفعت المؤشرات الأميركية بنحو جماعي في تداولات 2016، تصدرها مؤشر "داو جونز" الصناعي، لأسهم كبرى الشركات الأمريكية، بنسبة 13.4%. وزاد مؤشر "ناسداك" المجمع، بنسبة 7.5%، وأنهى مؤشر "ستاندرد آند بورز"، الأوسع نطاقا جلسات 2016 رابحا ما نسبته 9.6%. وفي أسواق أوروبا شهد مؤشر "ستوكس يوروب 600" القياسي تراجعاً بنسبة 1.2%. وفي آسيا، انخفض مؤشر "شنغهاي" المركب بنسبة 12.4% خلال عام 2016، فيما صعد مؤشر "نيكي" للأسهم اليابانية بنسبة 0.4% مواصلا ارتفاعه للسنة الخامسة على التوالي. ومن أسواق المال إلى سوق النفط، حيث أشارت البيانات إلى ارتفاع العقود الآجلة لخام القياس العالمي "برنت" في عام 2016 بنسبة 52%، وهي أكبر وتيرة مكاسب سنوية منذ عام 2009، ليغلق الخام عند 56.82 دولاراً للبرميل. فيما ارتفعت عقود الخام الأميركي "نايمكس" بنسبة 45%، وهي أكبر مكاسب منذ عام 2009، لتغلق عند 53.72 دولاراً للبرميل. وبالنسبة للمعادن، فقد سجل الذهب أداء جيد خلال العام الجاري، حيث ارتفع بنسبة تقترب من 15% خلال النصف الأول من العام الجاري وحتى تعاملات أمس الثلاثاء. هذه البيانات جميعها تشير إلى أن سوق العملات الإلكترونية وتحديداً "بيتكوين" حقق مكاسب قياسية تجاوزت جميع القطاعات وعلى رأسها القطاعات المهمة مثل أسواق المال والبورصات العربية والعالمية وأسواق النفط وأيضاً أسواق المعادن، ما يعد مصدراً مثيراً لشهية المستثمرين الباحثين عن تحقيق مكاسب قياسية.
مشاركة :