وصل وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري الأربعاء إلى جنيف للمشاركة في الجولة الثامنة من المحادثات التي تتضمن أول لقاءات مباشرة تجمع وفدي الحكومة والمعارضة. وكان الوفد الحكومي قد أرجأ سفره يوما كاملا إلى جنيف، معللا ذلك بأنه اعتراض على إصرار المعارضة على تنحي الرئيس بشار الأسد. واكتفى المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي مستورا الثلاثاء بلقاء وفد المعارضة خلال اليوم الأول للمباحثات، وتناول جدول أعمال الجولة الحالية من المفاوضات. الجديد في هذه الاجتماع أنه يضم وفدا شاملا للمعارضة يضم مختلف المنصات (المجلس الوطني السوري المعارض ومنصة القاهرة ومنصة روسيا)، التي كانت إلى وقت قريب لاتتوافق في رؤيتها حول حل الأزمة السورية. فقد استضافت السعودية الأسبوع الماضي اجتماعا موسعا للمعارضة نتج عنه هيئة عليا جديدة للمفاوضات من خمسين عضوا، تغيبت عنها أسماء بارزة من المعارضة مثل المناضل جورج صبرا وسهير أتاسي ورياض حجاب الرئيس السابق للهيئة العليا للمفاوضات. للمزيد اقرأ: المعارضة السورية: سندخل مفاوضات جادة بهدف الاطاحة بالاسدمعارضون يعتبرون الهيئة العليا للمفاوضات لاتمثل تطلعات السوريين معارضون سوريون بارزون وقعوا الثلاثاء على بيان اعتبر أن الهيئة العليا للمفاوضات الناتجة عن اجتماع الرياض 2 "لا تمثل تطلعات السوريين". واعتبر الموقعون أن ضمّ منصة موسكو إلى وفد المعارضة "إهانة للثورة السورية" على حد تعبيرهم.من اجتماع إلى اجتماع الحكومة السورية تزيد من سيطرتها بالتزامن مع بدء جولات التفاوض الجديدة في جنيف صعد الجيش السوري وحلفاؤه على الأرض بدعم من الطيران الروسي ضرباتهم على مناطق ماتزال تحت سيطرة تنظم مايعرف بالدولة الإسلامية، فضلا عن مناطق خاضعة للمعارضة المسلحة شمال شرق دمشق. المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره كوفنتري في بريطانيا، أفاد بمقتل أكثر من 53 مدنيا، بينهم أطفال ونساء في غارات نفذها سلاح الجو الروسي على قرية الشعفة في ريف دير الزور الشرقي والتي يسيطر عليها تنظيم مايعرف بتنظيم الدولة الإسلامية. وكذلك منطقة الغوطة الشرقية شهدت تكثيفا في الغارات الجوية نفذتها طائرات سورية ورسية وراح ضحيتها عشرات المدنيين. ويستبعد مراقبون حدوث انفراجة في محادثات جنيف، إذ يسعى الأسد وحلفاؤه لانتصار عسكري كامل في الحرب الأهلية السورية التي تمضي الآن في عامها السابع بينما يتمسك معارضوه بمطلبهم بأن يرحل عن السلطة. وكانت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد قالت الأسبوع الماضي إن محادثات السلام لن تنجح إلا إذا أنهت جماعات المعارضة حربها ضد الحكومة. وقد نشر المرصد السوري خريطة ميدانية أظهرت اتساع رقعة سيطرة الأسد بشكل ملحوظ منذ محادثات جنيف ستة، فضلا عن سيطرة قوات سورية الديمقراطية (الكردية الصبغة) على مناطق جديدة.
مشاركة :