بيونج يانج تؤكد أنها دولة نووية قادرة على استهداف الولايات المتحدة

  • 11/29/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون، اليوم الأربعاء، إن بلاده باتت دولة نووية بعد أن اختبرت بنجاح نوعا جديدا من الصواريخ قادرا على استهداف القارة الأمريكية برمتها. وهذه التجربة، الأولى التي تقوم بها بيونج يانج منذ 15 أيلول/سبتمبر تبدد الأمال بان يكون هدف الهدنة التي لزمتها كوريا الشمالية بحكم الامر الواقع، فتح باب حل متفاوض عليه للازمة الناجمة عن برامجها الصاروخية والبالستية. وأطلت ري تشون-هي مقدمة البرامج المفضلة لدى النظام الكوري الشمالي عبر شاشة التلفزيون الرسمي لإعلان الخبر. وقالت: “لقد أعلن كيم جونج اون بفخر إننا حققنا في نهاية المطاف هدفنا التاريخي الكبير وهو استكمال القوة النووية للدولة”. وتابعت أن “النجاح الكبير لتجربة الصاروخ «هواسونج-15» هو نصر لا يقدر بثمن حققه الشعب الكبير البطل”. وأشارت الصحف الرسمية إلى أن الصاروخ هو السلاح الأكثر تطورا حتى الآن. وأوردت وكالة الانباء الرسمية الكورية الشمالية أن صاروخ “هواسونج -15 البالستي العابر للقارات مزود برأس حربي كبير جدا قادر على ضرب القارة الاميركية برمتها”. وشددت على أن تطوير هذا الصاروخ سيحمي كوريا الشمالية من “سياسة الابتزاز والتهديد النووي للإمبرياليين الأمريكيين”. وقالت بيونج يانج إن الصاروخ حلق حتى علو 4,475 كلم قبل أن يتحطم على بعد 950 كلم من مكان الإطلاق. وقال خبير غربي أن مسار الصاروخ العمودي يحمل على الاعتقاد بإن مداه 13 ألف كلم أي إنه الأبعد لصاروخ تختبره كوريا الشمالية وبالتالي فهو قادر على بلوغ كبرى المدن الأمريكية. فرح في بيونج يانج تشكل هذه التجربة تحديا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن في الآونة الأخيرة عن عقوبات جديدة ضد بيونج يانج وأعاد إدراج كوريا الشمالية على اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب. وبدا الرئيس الاميركي دونالد ترامب غامضا في رده الاول اذ اكتفى بالقول “سنهتم بالامر”، في حين وافق مجلس الامن الدولي على عقد جلسة طارئة. وهي ثالث تجربة ناجحة لصاروخ بالستي تقوم بها كوراي الشمالية، يقول ديفيد رايت خبر مراقبة الاسلحة ان احداثيات عمليات الاطلاق تشير الى ان الصاروخ مداه “اطول بكثير” من الصواريخ التي اطلقتها كوريا الشمالية في السابق. وتابع رايت ان “مثل هذا الصاروخ سيكون مداه كافيا ليبلغ العاصمة واشنطن واي جزء من الولايات المتحدة”. وعمت اجواء الفرح في بيونج يانج حيث نزل السكان الى الشوارع وتسمروا امام شاشة عملاقة لمتابعة الاخبار. وقالت جانج كوانج هيوك البالغة من العمر 32 عاما “اود ان اسأل ترامب: هل ستتجرأ مجددا على معاداة بلادنا؟ هل ستستمر في هذا الموقف حين يطلق الصاروخ هواسونج-15 على اراضي القارة الاميركية؟”. لكن لا يزال يتعين على بيونج يانج اثبات انها تملك تكنولوجيا عودة الصواريخ الى الغلاف الجوي من الفضاء لكن الخبراء يعتقدون انها باتت على وشك تطوير قوة ضاربة عملانية عبر القارات. مخرج في بيانها الرسمي اعلنت كوريا الشمالية انها اصبحت قوة نووية بالكامل وشددت على التذكير بعقيدتها “بالا تكون اول من يستخدم” السلاح الذري. وكتبت وسائل الاعلام الرسمية ان الاسلحة الكورية الشمالية “لن تشكل أي تهديد لاي دولة او منطقة طالما لا يتم تهديد مصالح كوريا الشمالية. هذا اعلاننا الرسمي”. والبيان الكوري الشمالي يطرح فرضية حل دبلوماسي للازمة الحالية مع الولايات المتحدة كما رأت ميليسا هانهام المتخصصة في معهد “ميدلبري”. وكتبت على تويتر “قد يكون ذلك مخرجا”. ودعت المجموعة الدولية الى اقتناص الفرصة قائلة “الدبلوماسية تستحق المجازفة بالفشل، ان عدم التعامل معهم يعني اعطاءهم الوقت لتعزيز وضعهم”. والتوتر بسبب الطموحات النووية لبيونج يانج تضاعف بعد تجربتها النووية السادسة، الاقوى حتى الان، في 3 ايلول/سبتمبر. واثارت كوريا الشمالية ايضا قلق المجموعة الدولية عبر اطلاقها صاروخا متوسط المدى فوق اليابان. وتسعى الصين الى التوصل الى “تجميد مزدوج”، اي تجميد التدريبات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسيول مقابل تحميد البرامج العسكرية الكورية الشمالية لكن الولايات المتحدة ترفض هذا الاحتمال. ولم تفوت الصين الاربعاء فرصة تكرار ذلك. فقد عبرت عن “بالغ قلقها” لكنها كررت اقتراحها للتسوية داعية واشنطن وبيونج يانج الى الحوار. من جهته أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “هذه التجربة الصاروخية الجديدة هي بالطبع استفزاز يثير توترا اضافيا ويبعدنا عن بداية تسوية الازمة”. وأضاف “نحن ندين هذه التجربة ونأمل بان يتمكن الاطراف المعنيون من الحفاظ على الهدوء، وهو امر ضروري لكي لا يصل الوضع في شبه الجزيرة الكورية الى اسوأ السيناريوهات” قائلا “ليس هناك في الوقت الراهن ما يدفع الى التفاؤل”. في سيول، يعبر البعض عن قلقهم من ان يتطور اي عمل عسكري اميركي محتمل ضد كوريا الشمالية الى حرب واسعة النطاق. ويقيم حوالى عشرة ملايين شخص في سيول الواقعة على بعد 50 كلم فقط من الحدود، اي انها في مرمى المدفعية الكورية الشمالية.

مشاركة :