محمد حنفي| بحضور الأمين العام للمجلس الوطني والثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، والشيخة ألطاف سالم العلي، استضافت دار الآثار الإسلامية محاضرة «حديث الذكريات» التي اقامها المجلس بمناسبة مرور 60 عاما على إنشاء متحف الكويت الوطني، و35 عاما على تأسيس دار الآثار الإسلامية، وألقى المحاضرة الاستاذ المساعد للأنثروبولوجيا وعلم الآثار د. حسن جاسم أشكناني، حيث استعرض كثيرا من المحطات التاريخية المضيئة للمتحف والدار. قبل بدء المحاضرة افتتح معرض للصور الفوتوغرافية القديمة والنادرة، يجسد الرحلة التاريخية للمؤسستين العريقتين، وتضمن المعرض العديد من الصور النادرة لبدايات المتحف والدار وصورا لبعض مطبوعاتهما. وبدأ د. حسن أشكناني محاضرته بتأكيد أن متحف الكويت الوطني كان بيته الثاني، بينما كانت دار الآثار الإسلامية المنهل الذي نهل منه عشق حب الآثار، وقال أشكناني إن الحديث عن متحف الكويت الوطني هو حديث عن النهضة الكويتية في علم المتاحف والآثار في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، واصفا إياه بعهد التحول النوعي للاهتمام بالمتاحف، حيث شهد افتتاح أول متحف في الكويت ومنطقة الخليج، بالتزامن مع اهتمام الحكومة باستقطاب البعثات الأثرية للتنقيب عن الآثار، ومشيدا بالشيخ الراحل عبدالله الجابر الذي لعب دورا كبيرا في نهضة المتاحف والاهتمام بالآثار في الكويت. وقال أشكناني ان فكرة الاحتفاء بمرور 60 عاما على إنشاء متحف الكويت تعود إلى عام 2009، وانه وفريقه جمع خلال هذه الفترة أكثر من 3778 وثيقة ما بين صور أصلية ومواد أرشيفية ومطبوعات وطوابع تجسد تاريخ المتحف منذ تأسس في عام 1957.منزل الشيخ خزعل واشار اشكناني إلى أن متحف الكويت الوطني مر بثلاث مراحل زمنية بين ثلاثة أماكن مختلفة، وتوقف عند المرحلة الأول التي تمتد من 1957 وحتى 1976، حيث اشار إلى أن المتحف كان مقره الأول قصر الشيخ عبدالله المبارك بدسمان، وكان سابقا منزل الشيخ خزعل الذي اشتراه الشيخ عبدالله الجابر ليكون مقرا لأول متحف في منطقة الخليج، وعرض اشكناني مجموعة من الصور النادرة لافتتاح الشيخ عبدالله الجابر للمتحف عام 1957 وبعض الوثائق المتعلقة به، كما تحدث عن بعض الشخصيات التي مرت على المتحف مثل أحمد عبداللطيف العثمان وطارق رجب وإبراهيم البغلي.بيت البدر وتوقف اشكناني عند المحطة الثانية من رحلة متحف الكويت الوطني في مقره الثاني، فعرض مجموعة من الصور حيث تم نقل محتوياته إلى بيت البدر واستمر في مقره الثالث والحالي حتى عام 1983 وقد افتتحه سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد، وكان آنذاك نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للخارجية، وألقى كلمة بمناسبة الافتتاح.دار الآثار عالمية وفي ما يتعلق بدار الآثار قال اشكناني انها افتتحت عام 1975، مشيرا إلى أن الشيخة حصة الصباح، رئيسة الدار، اكدت له أنها لم تكن لها اهتمامات سابقة بالآثار، وكانت بداية اهتمامها من خلال قطعة مملوكية تعود إلى القرن الـ14 اشتراها الشيخ ناصر الصباح، مشيرا إلى ان الدار تضم مجموعة من اندر القطع الأثرية في العالم وتضاهي أكبر متاحف العالم. نهب المتحف والدار وعرض اشكناني بعض الوثائق والصور المتعلقة بالدار، ومنها التدمير والنهب الذي تعرضت له إبان الغزو العراقي عام 90، حيث اشار إلى أن الجيش العراقي كانت لديه معلومات عن الدار وكانت هناك خطة ممنهجة منه لنهب مقتنيات الدار وتدميرها مع المتحف الوطني، مؤكدا أنه بعد التحرير استعادت الكويت 2000 كرتونة تضم هذه الآثار المنهوبة. فيلم وثائقي في نهاية المحاضرة عرض اشكناني فيلما وثائقيا من إعداده وإخراج جابر الهندال، يضم بعض الصور والوثائق النادرة التي تجسد رحلة المؤسستين، ومنها حوار للشيخة حصة الصباح مع قناة أجنبية تحكي فيها قصة نشأة الدار، كما تضمن الفيلم بعض اللقاءات التي أجراها اشكناني مع العاملين في المتحف وقطاع الآثار، مثل عبدالرحمن الصفي أحد أوائل العاملين بالمتحف الوطني، وكذلك لقاء مع جواد النجار مراقب الاثار والمتاحف بالمجلس الوطني، ولقاء مع إبراهيم البغلي ثاني مدير لمتحف الكويت الوطني، ولقاء مع سلمان البدر رئيس تحرير مجلة المتحف العربي التي صدرت بين عامي 1985 و 1988.
مشاركة :