اجتماع فيينا يوصي بتمديد خفض انتاج النفط إلى نهاية 2018

  • 11/29/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

فيينا - تتجه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا على ما يبدو صوب تمديد اتفاق تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية عام 2018 لكنها ألمحت في الوقت ذاته إلى أنها قد تعيد النظر في الاتفاق في اجتماع مقرر في يونيو/حزيران من العام القادم إذا حدث صعود حاد للسوق. ومع صعود أسعار النفط فوق 60 دولارا للبرميل شككت روسيا في نجاعة تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية البالغة 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام المقبل لأن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى زيادة في الإنتاج الأميركي. وتحتاج روسيا أسعارا للنفط أقل من ذلك بكثير لضبط ميزانيتها بالمقارنة مع السعودية، أكبر منتج داخل أوبك التي تستعد لإدراج شركتها الوطنية للنفط أرامكو في البورصة في العام المقبل وستستفيد بذلك من سعر أعلى للخام. وبدأ ستة وزراء من دول منتجة للنفط داخل أوبك وخارجها اجتماعا في فيينا الأربعاء قبل يوم من اجتماع كامل لأوبك للبت في توصيات المندوبين. والثلاثاء قالت ثلاثة مصادر من أوبك إن لجنة مشتركة للمنظمة والمنتجين المستقلين أوصت بتمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية عام 2018 مع خيار لإعادة النظر في الاتفاق خلال اجتماع أوبك التالي في يونيو/حزيران 2018. وقال أوليفييه جاكوب من بتروماتركس للاستشارات "في الواقع سيكون التمديد لثلاثة أشهر فقط من الناحية الفعلية مع إجراء مراجعة في يونيو (حزيران)". وينتهي اتفاق تخفيضات الإنتاج الحالي في مارس/آذار. وانخفضت أسعار خام برنت والخام الأميركي الأربعاء لليوم الثالث على التوالي، لكن برنت ظل فوق 63 دولارا للبرميل. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي الثلاثاء إن تخفيض الإنتاج حتى نهاية عام 2018 مازال التصور المحتمل الرئيسي لكنه ليس الوحيد. وقال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي للصحفيين الأربعاء إنه يدعم أيضا تمديد الاتفاق تسعة أشهر. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في مستهل اجتماع لجنة المراقبة إنه من الضروري تمديد التخفيضات لأن استعادة أسواق النفط لتوازنها لم تكتمل بعد. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك للصحفيين بعد اجتماع مع الفالح "نعلم أننا بحاجة لاتخاذ المزيد من الخطوات لإعادة التوازن إلى السوق. لدينا تفاهم مشترك مع الفالح". نيجيريا وليبيا وقال مصدران مطلعان إن أوبك قد تبحث تحديد إنتاج نيجيريا وليبيا النفطي عند 1.8 مليون ومليون برميل يوميا على الترتيب بعدما كان البلدان مستثنيين من اتفاق تخفيضات الإنتاج بسبب اضطرابات أمنية وانخفاض أحجام الإنتاج عن معدلاتها العادية. وبدأ تطبيق اتفاق تخفيضات الإنتاج في مطلع 2017 وساعد في خفض تخمة المعروض العالمي من النفط إلى النصف لكن المخزونات تظل أعلى من متوسطها لخمسة أعوام بمقدار 140 مليون برميل وفقا لما ذكرته أوبك. وأشارت روسيا إلى أنها تريد أن تفهم بشكل أفضل كيف سيخرج المنتجون من اتفاق تخفيضات الإنتاج حيث تحتاج إلى إصدار توجيه إلى شركاتها للطاقة سواء الخاصة أو المملوكة للدولة. وأبلغ نوفاك لجنة المراقبة أنه "من المهم أن نضع استراتيجية لنعمل بها من أبريل (نيسان) 2018." وقال وزير النفط العراقي إنه لم تجر نقاشات تذكر حتى الآن بشأن أي استراتيجية للخروج من الاتفاق. جوبا تدرس الانضمام لأوبك قال وزير النفط في جنوب السودان ايزيكيل لول جاتكوت الأربعاء إن بلاده تستكشف فوائد الانضمام إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في الوقت الذي يهدف فيه البلد الإفريقي إلى زيادة إنتاجه من الخام إلى أكثر من المثلين في غضون عام. وانخفض إنتاج أحدث دولة في العالم من النفط الخام إلى النصف تقريبا في السنوات القليلة الماضية إلى حوالي 135 ألف برميل يوميا حاليا في ظل مخاوف أمنية وصراع داخلي. لكن جنوب السودان الذي يملك ثالث أكبر احتياطيات بين الدول الواقعة جنوبي الصحراء الإفريقية، يسعى منذ وقت طويل لاستغلال ثروته النفطية لتعزيز ظهوره على الساحة الدولية. وقال جاتكوت في فيينا قبل اجتماع أوبك المقرر الخميس "أريد بحث احتمالات استفادة بلادي من عضوية أوبك"، لكن لن يكون لجنوب السودان حق التصويت على أي تغيير في سياسة أوبك أثناء المحادثات إلا أنه سيحضر بصفة مراقب. وقال الوزير إنه من المنتظر أن ينتج جنوب السودان 350 ألف برميل يوميا من النفط في غضون عام، مضيفا أنه في تلك المرحلة فإن بلاده قد تشارك في تخفيضات أوسع لإنتاج أوبك. وذكر أن جنوب السودان يدعم تمديد اتفاق أوبك لخفض الإمدادات لمدة ستة أشهر مع إعادة تقييم الاتفاق عند نهاية كل نصف عام، مضيفا أنه يشعر بأن القيود الحالية على إنتاج أوبك ساعدت في ارتفاع أسعار النفط. وقال "لا نريد إغراق السوق بالمزيد من الإنتاج. نحتاج إلى التأكد من أن الأسعار تستقر بما يعود بالفائدة على شعوب العالم". ويجري جنوب السودان مفاوضات مع توتال وتولو أويل وشركات أخرى للاستثمار في قطاع النفط بالبلاد. وكانت بعض الشركات الروسية المنتجة ومنها روسنفت التي يديرها إيغور سيتشن حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد شككت في جدوى تمديد تخفيضات الإنتاج وقالت إن هذا سيؤدي لخسارة الحصة السوقية لصالح الشركات الأميركية التي لا تخفض إنتاجها. وقال بنك تودور بيكرينج هولت آند كو الأمريكي النشط في صناعة النفط الصخري "يبدو أن روسيا تضغط على أوبك لوضع خطة ملموسة للتراجع عن التخفيضات تدريجيا عندما يحين الوقت مقارنة مع استراتيجية أوبك التقليدية التي تفتقر للانضباط."

مشاركة :