المرزوق: شبه إجماع حول تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط

  • 11/30/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تتجه منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا، على ما يبدو، صوب تمديد اتفاق تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية عام 2018 لكنهم ألمحوا في الوقت ذاته إلى أنهم قد يعيدون النظر في الاتفاق عندما يجتمعون مجدداً في يونيو، إذا حدث نمو محموم في السوق. قال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق، إن الاجتماع السادس للجنة مراقبة سوق النفط الوزارية المشتركة لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والدول المنتجة من خارجها، في فيينا أمس، عُني بالنظر في مستويات الإنتاج لشهر أكتوبر، ومدى التزام المنتجين الموقعين على قرار خفض الإنتاج بهذا القرار تمهيداً لرفع توصيات بشأنها إلى الاجتماع الوزاري لـ"أوبك" المقرر عقده اليوم. وأضاف المرزوق لـ"كونا" لدى وصوله إلى فيينا، أن وزراء نفط الدول المنتجة من داخل "أوبك" وخارجها، سيبحثون اليوم بشكل مستفيض مسألة تمديد خفض الإنتاج من عدمه لاتخاذ القرار المناسب، الذي يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد السواء ويحقق التوازن المطلوب في سوق النفط العالمية. وأوضح أن هناك شبه إجماع حول مسألة تمديد الاتفاق المبرم بين الدول المنتجة للنفط من داخل المنظمة وخارجها بعد انتهاء مدة التمديد الحالية نهاية شهر مارس المقبل، لكنه قال إن هذا الأمر سيناقشه وزراء نفط الدول المشاركة في الاجتماع للتوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص. وتابع أن "وزراء النفط في المنظمة مازالوا لم يحسموا أمرهم بعد في مسألة مدة التمديد في اتفاق خفض الإنتاج الموقع بين 24 دولة منتجة للنفط من داخل أوبك وخارجها". وكشف أن دولاً منتجة للنفط من خارج "أوبك" أبرزها روسيا ستنضم إلى الاجتماع الوزاري للمنظمة اليوم بهدف دعم "أوبك" في ضبط معدلات الإنتاج بغية تحقيق استقرار الأسعار. من جهته، قال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي، في تصريح مماثل، لـ"كونا" إن بلاده تدعم بقوة قرارات منظمة "أوبك" مشيراً إلى أن مسألة تمديد خفض الإنتاج واردة جداً خلال اجتماع "أوبك" الوزاري المزمع اليوم. وأضاف الوزير اللعيبي أن العراق كعضو مؤسس وفاعل في "أوبك" سيواصل الالتزام بقرار خفض إنتاج النفط، مشيراً إلى أن مدة التخفيض ستخضع لنقاش الوزراء اليوم لاتخاذ الإجراء المناسب. ورداً على سؤال حول تقييم بلاده لمستويات الأسعار الحالية والبالغة 60 دولاراً للبرميل، قال وزير النفط العراقي، إن بلاده راضية عن مستويات الأسعار الحالية، وهي حريصة جداً على استقرار السوق النفطية العالمية لافتاً إلى أن السوق يتجه حالياً نحو الاستقرار، رغم أنه ليس كلياً. وتتجه منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا على ما يبدو صوب تمديد اتفاق تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية عام 2018 لكنهم لمحوا في الوقت ذاته إلى أنهم قد يعيدون النظر في الاتفاق عندما يجتمعون مجدداً في يونيو، إذا حدث نمو محموم في السوق. ومع صعود أسعار النفط إلى أعلى من 60 دولاراً للبرميل شككت روسيا في نجاعة تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية البالغة 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام المقبل نظراً إلى أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي لرفع الإنتاج الأميركي. وتحتاج روسيا أسعار نفط أقل بكثير لضبط ميزانيتها مقارنة مع السعودية، أكبر منتج داخل أوبك، التي تستعد لإدراج شركتها الوطنية للنفط "أرامكو" في البورصة العام المقبل وستستفيد بذلك من سعر أعلى للخام. وكان ستة وزراء من دول منتجة للنفط داخل أوبك وخارجها في فيينا اجتمعوا أمس، قبل يوم من اجتماع كامل لأوبك للبت في توصيات المندوبين. وأمس الأول، قالت ثلاثة مصادر من أوبك إن لجنة مشتركة للمنظمة والمنتجين المستقلين، أوصت بتمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية عام 2018 مع خيار لإعادة النظر في الاتفاق خلال اجتماع أوبك التالي في يونيو. وقال جامي وبستر مدير مركز إنرجي إمبكت التابع لمجموعة بوسطن الاستشارية "خيار التسعة أشهر لأوبك هو فعلياً خيار لستة أشهر (أو ثلاثة أشهر)". وينتهي اتفاق تخفيضات الإنتاج الحالي في مارس. وبدأ تطبيق اتفاق تخفيضات الإنتاج منذ مطلع 2017 وساعد في خفض تخمة المعروض العالمي من النفط إلى النصف لكن المخزونات تظل أعلى من متوسط خمسة أعوام بمقدار 140 مليون برميل، وفقاً لما ذكرته "أوبك". وأشارت روسيا إلى أنها تريد أن تفهم بشكل أفضل كيف سيخرج المنتجون من اتفاق تخفيضات الإنتاج، إذ تحتاج إلى إصدار توجيه لشركات الطاقة الخاصة والحكومية لديها. وشككت بعض الشركات الروسية المنتجة ومنها روسنفت التي يديرها إيغور سيتشن، حليف الرئيس فلاديمير بوتين، في جدوى تمديد تخفيضات الإنتاج، وقالت إن هذا سيؤدي لخسارة الحصة السوقية لمصلحة الشركات الأميركية التي لا تخفض إنتاجها. وأوبك، التي تضم 14 دولة، أقل قلقاً بشأن استراتيجيات الخروج لأن أعضاءها معروفون تقليدياً بتراجع التزامهم بخفض الإنتاج والغش فيما يتعلق بحصصهم مع اقتراب نهاية مثل هذه الاتفاقات. وقال إيد موريس رئيس قسم أبحاث السلع الأولية في سيتي بنك لرويترز "ستدرك أوبك وروسيا أنهم يفقدون حصة السوق وسيكون من الأفضل العودة لبيئة أكثر تنافسية". وقال غولدمان ساكس المنافس لسيتي بنك في مذكرة أمس الأول: "لا نزال نتوقع زيادة تدريجية في إنتاج أوبك وروسيا اعتباراً من أبريل وما بعد ذلك". وهبطت أسعار النفط، أمس، بعد تقرير عن زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام الأميركية. وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 57.69 دولاراً للبرميل بانخفاض قدره 30 سنتاً، أو ما يعادل 0.5 في المئة، عن التسوية السابقة. وقال تجار، إن خام غرب تكساس الوسيط تراجع بفعل تقرير أصدره معهد البترول الأميركي مساء الثلاثاء أظهر أن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت 1.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 24 نوفمبر إلى 457.3 مليون برميل. وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 63.17 دولاراً للبرميل بانخفاض قدره 44 سنتاً، أو ما يعادل 0.7 في المئة. من جانبه، انخفض سعر برميل النفط الكويتي 15 سنتاً في تداولات الثلاثاء ليبلغ 60.03 دولاراً للبرميل، مقابل 60.18 في تداولات يوم الاثنين الماضي وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

مشاركة :