جدّد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح دعوته إيران إلى إقامة تحالف استراتيجي معه، وأعلن عن مبادرة لوقف الحرب مقابل وقف إطلاق صواريخ حلفائه الحوثيين على الأراضي السعودية وأي مكان آخر. وفي خطاب له في صنعاء، أول من أمس، قال صالح «ناشدت إيران أن تدخل معنا في تحالف استراتيجي، ناشدتها أنا شخصياً لا (جماعة) أنصار الله (الحوثية)، ادخلي معنا في تحالف استراتيجي... من حقنا أن نتحالف دفاعاً عن النفس ودفاعاً عن الأرض... تعالوا نتحالف شيعة - شيعة». وفي حين أقر بأن طهران لم تلبِّ دعوته السابقة إلى التحالف معه، نفى أن تكون إيران قد زوّدت الحوثيين بالصواريخ، بما فيها الصاروخ الذي أطلقوه على الرياض في 4 نوفمبر الجاري، مشدداً على «عدم وجود أي دور» لطهران في اليمن. وكشف صالح أن «أميركا وأوروبا طلبا مني مبادرة» لوقف الحرب وعمليات التحالف العربي، مقابل أن يطلب هو من «أصحاب القرار»، في إشارة إلى الحوثيين، بأن يوقفوا إطلاق الصواريخ على الرياض وعلى أي مكان آخر، وذلك في إطار «خريطة طريق للحل» تنتهي بالجلوس إلى طاولة مفاوضات في جنيف أو الكويت أو سلطنة عمان، إذ وصف الأخيرة بـ «الحضن الدافئ لليمن التي تستقبل جرحانا، وتسمح بخروج المواد العلاجية والغذائية». وأضاف أن هناك «لغة مشتركة» تجمع الأطراف في بلاده و«الأشقاء» في السعودية، مطالباً الدول العربية المشاركة في التحالف العربي بالانسحاب منه، ومشيراً بشكل خاص إلى مصر والسودان. كما جدد صالح رفضه القاطع لأي مسيرات من قبل أنصاره ضد الحوثيين بسبب غلاء المعيشة وإقصاء كوادر حزبه (المؤتمر الشعبي العام)، داعياً إعلام حزبه إلى وقف الرد على الحوثيين. ويبدو أن دعوات صالح إلى التهدئة مع شركائه لم تلق صدى، إذ اندلعت، أمس، اشتباكات بين طرفي الانقلاب، في محيط مسجد قرب ميدان السبعين، جنوب صنعاء. وأوضحت مصادر مطلعة (العربية نت) أن الاشتباكات اندلعت إثر منع حرس المسجد عناصر الحوثيين من الصعود لوضع كاميرات مراقبة فوق المآذن لمراقبة الميدان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. كما أغلقت قوات من الحرس الجمهوري الموالية لِصالح جميع الشوارع المؤدية إلى الحي السياسي في الوسط الغربي لصنعاء، حيث اشتبكت مع مجاميع مسلحة من ميليشيات الحوثيين كانت تحاول اقتحام منزل العميد طارق محمد عبدالله صالح شقيق الرئيس السابق. من ناحية ثانية (وكالات)، أكد المشاركون في الاجتماع الدولي الخاص باليمن، الذي عقد في لندن أول من أمس، دعمهم حق السعودية في الدفاع عن امنها واستقرارها جراء التهديات التي يشكلها الحوثيون على أمن دول الجوار والمنطقة. ميدانياً، قُتل حارسان أمنيان وأصيب 4 آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدف، فجر أمس، مبنى لوزارة المالية في عدن. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الذي دمر جزئياً فرع الوزارة في منطقة خور مكسر، وامتدت أضراره إلى جوار المبنى. ورداً على الهجوم، تعهّد رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر بمزيد من الإجراءات الأمنية المكثفة لحماية مؤسسات الدولة، مؤكداً أن «الانفجار لن يثني الحكومة في مواصلة جهودها في محاربة الإرهاب»، كما تعهّد بملاحقة الجناة والنيل منهم.
مشاركة :