يحق لكل من يتابع فعاليات المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر» التساؤل: ما أهمية هذا المهرجان، وما تأثيره على الواقع الإبداعي لإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهل يشكل استقطاب مصورين محترفين من مختلف بلدان العالم، إضافة نوعية للعاملين في مجال التصوير الفوتوغرافي في المؤسسات الإماراتية، وما الذي ينظر إليه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في تنظيمه لهذا المهرجان؟ أسئلة عديدة يمكن للمتابع الوقوف عندها، خصوصا وهو ينظر إلى الشعار الذي تنطلق تحته الدورة الثانية من «اكسبوجر»، إذ تأتي بعنوان «قصص ملهمة» الأمر الذي يأخذنا إلى حكايات أناس تجاوزوا ظروفهم الصعبة، ومضوا نحو أحلامهم، وآخرين تحدوا صعوباتهم، وقهروها متمسكين بالأمل. الإجابة عن كل تلك التساؤلات لا يمكن الوصول إليها من دون النظر إلى متغيرات الواقع الراهن، وحجم التسارع والتنامي الذي يشهده قطاع الاتصال حول العالم، فما قدمته مواقع التواصل الاجتماعي، وما فرضته الثورة الصناعية الرابعة من آثار على العالم، وضع الصورة الفوتوغرافية في مكان محوري، داخل هذه المتغيرات. ولتتضح الصورة أكثر، يحق التساؤل: ألم تستوقفنا صورة مؤثرة ونحن نتابع مواقع التواصل الاجتماعي، ألم تدفعنا للبحث والتساؤل حول مكان، أو شخصية، أو حادثة تاريخية، أو كارثة إنسانية، ألم تنقل لنا هذه المواقع كل ما يجري في العالم بصور معدودة؟ ألم تدفعنا الصورة لزيارة بلدان سياحية، والتعرف على ثقافاتها، أو تدفعنا للتعاطف مع قضايا إنسانية، ألم تحركنا لشراء أدوات ومستلزمات حديثة؟ الإجابة عن هذه التساؤلات تكشف الدور الذي تلعبه الصورة في عصرنا الراهن، وتكشف حاجتنا أكثر من أي وقت مضى لتوظيفها في كل ما نطمح له من تطلعات وما نسعى له من رؤى، فاليوم لا يمكننا النهوض بالسياحة المحلية من دون الصورة، وأيضاً لا يمكننا جذب استثمارات خارجية، ولا يمكننا بناء وحدة رأي عام من دون الصورة. تساهم الصورة في التعريف بمختلف القطاعات، سواء الاقتصادية منها أو السياحية أو التعليمية أو التربوية وصولاً إلى الإعلامية، الأمر الذي يجعل تنظيم «اكسبوجر» تأكيداً على أهمية الصورة في القطاعات المختلفة، وما تساهم به في دعم أدوات نهضتها. تنكشف هذه الرؤية في تخصيص «اكسبوجر» عدداً من الجلسات والورش للهواة والمبتدئين، الذين يشكل تواصلهم مع مصورين محترفين لهم خبرات كبيرة في مختلف مجالات التصوير، فرصة كبيرة، تفتح أمامهم المجال للوصول إلى الاحتراف. ويجسّد عنوان اكسبوجر «قصصا ملهمة» رؤية كبيرة تمضي بها الشارقة والدولة، تدعو فيها الأجيال الجديدة والشابة إلى التمسك بالآمال والطموحات، وتجاوز الحواجز مهما كانت صعوبتها، وقسوتها، فكل من آمن بحلمه وعمل له وصل، إذ ان النجاح ليس هدية، وإنما هو نتيجة مرادفة للعمل والتعب.
مشاركة :