السعودية تحاول إقحام مسلمي أوروبا بحملة تعبئة ضد قطر

  • 11/30/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - وكالات: قال موقع الخليج أونلاين إن السعودية ظلت منذ منذ أكثر من عقد ونصف من الزمان، تدفع بكامل جهودها وأموالها ونفوذها الخارجي ودبلوماسييها لرفع شبهة دعم الإرهاب عن نفسها، ومحو تورّط مواطنيها في أحداث 11 سبتمبر 2001، وهي الجهود التي باءت بالفشل على ما يبدو مع إصرار واشنطن على إدانة سعوديين بالأمر. وأضاف الموقع في تقرير إخباري إنه على الرغم من ذلك لجأت المملكة مؤخراً لمؤسسات دينية قامت على كواهل علماء الأمة الإسلامية، لوضع تفسيرات جديدة للإسلام وللإرهاب؛ بهدف الهروب من التهم التي تطاردها في المجتمع الدولي والإقليمي، والتي لم تنجح في الإفلات منها حتى الآن، إضافة لمحاولتها استغلال ذلك في إلقاء تهم الإرهاب ضد المختلفين معها سياسياً. وأوضح الموقع أن منظمة العالم الإسلامي منذ تأسيسها قبل 16 عاماً، كانت تنأى بنفسها عن معترك السياسة، لكنها بدأت عبر بعض فروعها في دول الاتحاد الأوروبي والعالم بحملة تعبئة ضد دولة قطر، وحاولت جاهدة تقديم مصطلحات جديدة لتفسير معنى الإسلام بوصفه الجديد الذي يراه ويريده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وفق ما يقول بتصريحاته. وأكدت مصادر مطلعة للخليج أونلاين»، أن بعض فروع الرابطة «شرعت بالتواصل مع إدارات مساجد ومراكز إسلامية لحضّها على تبني خطاب يتضمن تحريضاً ضد قطر، والترويج لبيانات تدعم إجراءات المقاطعة الأخيرة والحصار ضد الدوحة». وقال مسؤولو مساجد في إسبانيا إنهم «تلقّوا اتصالات من فرع رابطة العالم الإسلامي في مدريد بالانضمام إلى حملة تأييد مقاطعة قطر»، وأوضحوا أن هذه الاتصالات «جاءت مشفوعة بإغراءات مادية». وأوضح الموقع أنه بُعيد اندلاع الأزمة الخليجية مطلع يونيو الماضي، سارعت الرابطة إلى نشر بيان يؤيد الخطوات التي اتخذتها دول الحصار ضد قطر كما بادرت إلى إعلان إسقاط عضوية الدكتور يوسف القرضاوي، المقيم في قطر، من مجمع الفقه الإسلامي الدولي. وقال الموقع إن وسائل إعلام فرنسية كشفت في 22 نوفمبر 2017، عن لقاءات عقدتها الرابطة مع مسؤولين إسرائيليين، وزيارات للمعابد اليهودية في باريس. كما تناقلت وسائل إعلام أنباء تفصيلية مشفوعة بالصور عن تلك اللقاءات التي عقدت في أوروبا برئاسة الأمين العام للرابطة السعودي محمد العيسى. ولدعم خطط محمد بن سلمان لوضع تعريف جديد للإسلام وتفسير للإرهاب، شاركت الرابطة في عدد من الندوات والمؤتمرات في أوروبا، وشهد خطابها الديني تغييراً لافتاً؛ إذ دعت ولأول مرة إلى احترام النظام العلماني في أوروبا، مشددة على أن المسلم الذي لا يمكنه التعايش معها فليغادر إلى بلد آخر. وعبّرت صحيفة «يورو 1» الناطقة باللغة الفرنسية، عن استغرابها من حديث الشيخ السعودي خلال مؤتمر عقد في باريس حول «التطرف والاعتدال»؛ بشأن «وجوب احترام الأقليات المسلمة في الغرب للنظام العلماني في بلدانهم»، مطلقة عدداً من الأسئلة إلى الأمين العام للرابطة عن الإيديولوجيات «المتطرفة» التي تبنتها المؤسسة الدينية في السعودية طيلة العقود الماضية، ليرد باستحياءٍ بأن «القواعد الدينية تُحدَّد بحسب المكان والزمان والظروف».اللافت أن العيسى الذي حضّ مسلمي الغرب على احترام إرادة البلاد التي يعيشون فيها، لم يعلق عندما حاصرت بلاده دولة قطر في شهر رمضان المبارك، بل ولم يكلّف الشيخ السعودي نفسه عناء الإشارة إلى وجوب احترام تشريعات الإسلام في الشهر الحرام، فضلاً عن احترام إرادة القطريين. وخلال زيارته لباريس، أجرى العيسى زيارة لأكبر كنيس يهودي في العاصمة الفرنسية، بدعوة من الحاخام الأكبر ليهود فرنسا حاييم كورسي، وحاخام كنيس باريس موشي صباغ. وأكدت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية أن زيارة المسؤول السعودي السابق «تعتبر تاريخية ومؤشراً جديداً على دفء العلاقات بين إسرائيل والسعودية»، مشيرة إلى أن السفير السعودي بباريس «رافق وزير العدل السابق خلال زيارته للكنيس». وقال الخليج أونلاين أن تفسير السعودية للإرهاب والإسلام يناقض ما تنص عليه التشريعات والمناهج الدراسية، وتحريضها الصريح ضد الديانات الأخرى التي يدعو الدين الإسلامي إلى احترامها. وأضاف أن بن سلمان يحاول إزالة أي شُبهة إرهاب يُمكن أن تَلتصق ببلاده مجدداً، لا سيما بعدما اتّخذ قراراتٍ جَريئة بتَهميش المُؤسّسة الدينية وفِكرها الذي ترعاه «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، المُتّهمة من قبل كَثيرين بتفريخ العديد من الجماعات المُتشدّدة، واستبداله بـ «الإسلام المُعتدل»، وإزالة مُعظم -إن لم يكن كل- بصماتها في المُجتمع السّعودي. وقال إن رابطة العالم الإسلامي، التي تشرح تفسير «الإرهاب» في أوروبا وفق ما يريده بن سلمان، وتحرض على قطر، بدا واضحاً استثناؤها الإرهاب الذي تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي، والذي دَفع الفلسطينيون وما زالوا يَدفعون ثَمنه غالياً. واختتم الموقع تقريره بأن التحركات السعودية خارجيًا لتشويه صورة قطر تتزامن مع تسارع علني وغير مسبوق لتطبيع علاقات المملكة مع دولةِ الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما قد يُؤدّي إلى إحداث «شرخ» واسع بين بلدان العالم الإسلامي ومؤسساته الإسلامية على المستوى القريب والمتوسط، وذلك لاختلاف التّناغم بين الدّول الإسلامية حول مفهوم محاربة الإرهاب ونصرة الإسلام.

مشاركة :