هددت الولايات المتحدة أمس (الثلثاء)، باتخاذ إجراءات لم تحددها ضد حكومة جنوب السودان ما لم تقرر خطوات لانهاء حرب مستمرة منذ حوالى اربع سنوات، ووقف المضايقات في حق عناصر حفظ السلام وعمال الاغاثة. وحملت السفيرة الاميركية نيكي هايلي الرئيس سلفا كير مسؤولية اتخاذ خطوات، وقالت امام مجلس الامن ان «الكلمات لم تعد تكفي». وقالت ان «الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ تدابير اضافية ضد الحكومة أو أي حزب في هذا الخصوص، ما لم يتحركوا لوقف العنف وتخفيف المعاناة في جنوب السودان». ولم تكشف السفيرة تفاصيل حول تلك الاجراءات، لكن الولايات المتحدة سعت من دون جدوى العام الماضي لفرض حظر على بيع الاسلحة وفرض عقوبات دولية على مسؤولين كبار في جنوب السودان. وقالت: «ستحكم الولايات المتحدة على الرئيس كير وحكومته فيما يتعلق بافعالهما وليس اقوالهما». وعلى الرئيس كير ان يدعم وقف اطلاق النار وينضم الى مبادرة سلام اقليمية جديدة ووقف وضع القيود على رجال حفظ السلام والسماح بدخول عمال الاغاثة. واتهم تقرير نشره أمس مراقبو تطبيق العقوبات الدولية، الحكومة باستخدام المساعدات الغذائية سلاحا في الحرب خلال عملياتها ضد المعارضة في مدينة واو في شمال غربي البلاد. وبعد وصول المساعدات الغذائية اخيراً الى المدنيين في آب (اغسطس) الماضي، للمرة الاولى خلال عام، عاين العمال الانسانيون «مستويات عالية جداً من سوء التغذية مع معدلات مرتفعة جداً من سوء التغذية الحاد» بحسب التقرير. وافاد التقرير بانه بين كانون الثاني (يناير) وايلول (سبتمبر) الماضيين، قضى 164 شخصاً من الاطفال والمسنين بسبب الجوع والمرض في تلك المنطقة. وزارت هايلي جنوب السودان في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي واجرت محادثات مع كير لتكون المسؤولة الرفيعة الاولى في الادارة الاميركية تزور جوبا. والولايات المتحدة أكبر الجهات المانحة لجنوب السودان وأحد الداعمين الرئيسين لاستقلالها عن السودان العام 2011. وغرقت دولة جنوب السودان في حرب في كانون الاول (ديسمبر) 2013 عندما اتهم كير نائبه السابق رياك مشار بالتخطيط لانقلاب. ولقي عشرات الاف الاشخاص حتفهم في المعارك ونزح حوالى أربعة ملايين آخرين.
مشاركة :