"أوروبا تصبح منطقة نفوذ صينية"، عنوانٌ، كتبَ تحته فلاديمير سكوصيريف، في نيزافيسيمايا غازيتا، اليوم الأربعاء، عن قطارات لشحن البضائع الصينية تتجنب روسيا في طريقها إلى شرق أوروبا. يتناول المقال المؤتمر الذي عقد في العاصمة الهنغارية بودابيست ضمن صيغة "16+1"، وشاركت فيه الصين، ودول أوروبا الشرقية، التالية: هنغاريا، بلغاريا، رومانيا، بولونيا، البوسنة والهرسك، صربيا، كرواتيا، سلوفينيا، سلوفاكيا، ألبانيا، جمهورية التشيك، مقدونيا، الجبل الأسود، ليتوانيا، لاتفيا، إستونيا. وقد مثّل الصين في المؤتمر رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ. وقال إن التعاون الوثيق بين الصين ودول المنطقة سيساعد في رفع مستوى معيشة سكانها. وهنا يجب أن تلعب خطة "طريق الحرير الجديد" دورا خاصا. ولكن، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز- كما جاء في المقال- كانت الاستجابة للاجتماع، في عواصم الاتحاد الأوروبي الرائدة، سامة. فالدبلوماسيون هناك يخشون من أن تستخدم بكين الاجتماع لتقويض قواعد الاتحاد الأوروبي والاستفادة من الخلافات بين أعضاء الكتلة الشرقية والغربية. وتشعر الدول الأوروبية الغربية بالانزعاج من أن تؤثر علاقات الصين الوثيقة مع دول الاتحاد الأوربي الفقيرة على سياسة الاتحاد. وعلى وجه الخصوص، تعارض بكين بشدة استخدام حق النقض ضد الاستثمارات الخارجية في الاتحاد الأوروبي. وبالتالي، يمكن أن يساعد دعم الأوروبيين الشرقيين في تقويض القواعد المشتركة للسوق الأوروبية المشتركة. وأضاف كاتب المقال أن الانفعالات تستعر، فتوقف عند دعوة زيغمار غابرييل، نائب المستشار ووزير الخارجية الألماني، بكين الى تبني مفهوم "أوروبا واحدة". وقال غابرييل: "إذا فشلنا في وضع سياسة واحدة تجاه الصين فإن الصين ستنجح في تقسيم أوروبا". وعن انعكاس ذلك على روسيا، نقلت الصحيفة قول مدير معهد الشرق الأوسط التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أندريه أوستروفسكي، قوله: "هدف الصين بسيط، ألا وهو ربط أوروبا الشرقية بمشروع "حزام واحد- طريق واحد". ومن أجل ذلك، يجب أن تبنى سكة حديدة عالية السرعة من بودابست إلى بلغراد. والاتحاد الأوروبي لا يعطي موافقته على ذلك. وإذا ما نظرنا إلى بنية التجارة في أوروبا الشرقية، فسنرى أن الصدارة للولايات المتحدة ولبلدان أوروبا الغربية وكوريا وسنغافورة وتايوان، وليست للصين. والصين تريد زيادة حصتها، ومن أجل ذلك تقوم بمختلف الأنشطة". وأضاف أوستروفسكي أن السكة التي تربط أوروبا بالصين يمكن أن تمر عبر أذربيجان وبحر قزوين وكازاخستان، مع أن هذا الطريق أعلى كلفة. والأرخص أن تمر عبر روسيا. إلا أن مشروع تحديث سكة موسكو-بكين لا يزال على الورق. وحتى مصير سكة موسكو- قازان السريعة لا يزال مجهولا. ولذلك، فلا تستطيع روسيا بعد الاستفادة من موقعها الطبيعي، وميزتها في الوصل البري بين الصين وأوروبا.
مشاركة :