يجلس جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في مقعد من الجلد وياقة قميصه الأبيض غير مزررة، يبتسم ويتحدث عن روسيا كدولة صديقة تستضيف كأس العالم. وقبل التوجه إلى موسكو لحضور قرعة كأس العالم، عبر إنفانتينو مجددا عن رؤيته للأمور في تسجيل فيديو نشره الموقع الرسمي للفيفا قبل قرعة أول بطولة كأس عالم تقام في عهده. وفي رسالة فيديو استغرقت ثلاث دقائق و28 ثانية لم يوجه إنفانتينو أي انتقاد لروسيا، التي جرى استبعاد رياضيها من المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، ويواجه رياضيوها شبح الاستبعاد من أولمبياد بيونج تشانج الشتوي العام المقبل، وسط مزاعم حول تعاطي المنشطات بين الرياضيين بشكل ممنهج. وفيما يتعلق بالمنشطات اكتفى إنفانتينو بالقول أن كل لاعب من بين كل المنتخبات الـ32 المشاركة في المونديال سيخضع لاختبارات المنشطات داخل وخارج إطار المنافسات. واوضح إنفانتينو "نتوقع لعب نظيف داخل الملعب، وعندما نتحدث عن اللعب النظيف فإننا بالضرورة نتحدث عن عدم التمييز ومكافحة المنشطات أيضا". استراتيجيته شفافة، ومفهومة من وجهة نظره، ففي غضون عامين قضاهما كرئيس للفيفا، أعاد الاستقرار للاتحاد الدولي الذي تعرض لسلسلة من الهزات الشديدة بسبب فضائح الفساد في عهد سلفه جوزيف بلاتر. لقد تم المضي قدما في الفيفا بشكل محدود نظرا لانتقادات التي طالت تصرفاته منذ توليه المنصب، حيث يراها النقادعلى أنها تضعف استقلال لجان الامتثال والأخلاقيات التابعة للاتحاد الدولي. على المستوى المالي فلا يمكن أن ينال منه الفشل. فقط ينبغي تجنب أي مجال جديد من النزاعات التي يمكن أن تشوه سمعة كأس العالم. وإلا فسيتعرض مصدر الدخل الوحيد للفيفا للخطر. لذا فإن إنفانتينو يحرص على حماية روسيا من الانتقادات، ظهور الرجل البالغ من العمر 47 عاما كان غريبا قبل المباراة الافتتاحية لكأس القارات في استاد كريستوفسكي في سان بطرسبرج، عندما ألقى خطبة قصيرة عقب كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أن يلوح للجماهير على نحو غير ملائم. ودعا رينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم لاتباع استراتيجية أخرى لمكافحة المنشطات خلال كأس القارات، لكن هذه الخطوة قوبلت برد قصير من إنفانتينو "إنه يخرج بفكرة جيدة كل يوم". غدا الجمعة سيكون إنفانتينو قبل ساعات قليلة من القرعة مضطرا للرد على اسئلة من وسائل الإعلام العالمية، سويا مع فيتالي موتكو المسئول المثير للجدل والمسئول عن ملف استضافة المونديال. المقعد الجلد تم وضعه بالفعل على المنصة في قصر الكريملين انتظارا لقدوم رئيس الفيفا.