أثار ظهور الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء المصري الأسبق، على شاشة قناة «الجزيرة» القطرية غضب الشارع المصري، واستياءه من رئيس الوزراء الأسبق الذي يقول إنه يعتزم خوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل، فيما أكد خبراء ومحللون أن الرجل حكم على نفسه بنهاية سياسية سيئة للغاية، عندما انكشف نكرانه لجميل دولة الإمارات العربية المتحدة التي آوته، وأكرمته، عندما غادر مصر عقب انتخابات 2013 التي انهزم في جولتها الثانية أمام الرئيس المعزول محمد مرسي.واهتم الإعلام المصري، ووسائط التواصل الاجتماعي بالزوبعة التي أثارها شفيق، أمس الأول، واعتبرت طعنة في ظهر الوطن، في وقت يشهد فيه حزبه «الحركة الوطنية» تفككاً كبيراً بسبب عدم وضوح مواقفه وأهدافه. ورغم ادعاء الحزب أن رئيسه «لم يتعامل إطلاقاً مع قناة الجزيرة»، أكدت كثير من الوقائع أن شفيق وأعضاء من حزبه اختاروا الارتماء في أحضان «الإخوان» والأطراف التي تدعمهم. وبحسب صحيفة «اليوم السابع»، فإن شفيق لجأ إلى قناة «الجزيرة» القطرية المحرضة لإذاعة فيديو زعم فيه قيام دولة الإمارات بمنعه من السفر عقب إعلانه الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية في مصر، بينما خرج بعدها مباشرة رؤوف السيد، نائب رئيس حزب «الحركة الوطنية»، على قناة «الحوار» التابعة لجماعة «الإخوان» الإرهابية ليوضح تفاصيل ترشح شفيق، وفي الوقت نفسه استنفرت «الجزيرة» أذرعها في مصر وتركيا على الخصوص للتعليق على «زوبعة شفيق»، وبث سمومها بين المصريين، فيما بدأ كأن في الأمر ترتيباً مسبقاً لصناعة ضجة سرعان ما تبين فشلها في ساعات قليلة، عندما أعلن الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة لشؤون الخارجية في الإمارات أن شفيق تنكر للجميل، ولا يوجد أي عائق يحول دون مغادرته الدولة.وفي سياق ردود الفعل السياسية والإعلامية، أكد ثروت الخرباوي، المفكر والمحلل السياسي، أن الفريق شفيق، الهارب من الإخوان، يتحدث من القنوات الداعمة لهم، لطلب مساندتهم هم، وكل القوى المعارضة في مصر. وأوضح الخرباوي، في تصريحات تلفزيونية الليلة قبل الماضية، إن الفريق أحمد شفيق، قد نحر عنقه بنفسه، عندما خرج على قناة معادية لمصر، لإعلان ترشحه للرئاسة، وبعدها تصريحه في قناة الجزيرة القطرية العميلة، صاحبة نشر الفوضى بالمنطقة العربية كلها، فيما كشفت مصادر مصرية أن شفيق تواصل خلال الأشهر الماضية مع عدد كبير من العناصر بينهم «إخوان»، أملاً في خوضه الانتخابات الرئاسية المصرية المقرر إجراؤها في يونيو/حزيران 2018. كما رصدت الأجهزة الأمنية لقاءات سرية جمعت بين مؤيدين لشفيق، وبعض العناصر الإخوانية، سواء داخل مصر أو خارجها، وأن هذه العناصر طلبت دعم جماعة الإخوان له في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مقابل إعادة محاكمتهم مرة أخرى، والإفراج عن عدد كبير من قياداتهم المدانين أصلاً بدعم الإرهاب.وتفيد تسريبات نشرتها صحف مصرية، بأن الإخوان اشترطوا على شفيق وحزبه السماح لهم بممارسة العمل العام من خلال حزب «الحرية والعدالة» المنحل، وفتح مقار الجماعة مرة أخرى، ورفع مختلف القيود عنهم، وإتاحة عودة الهاربين من الخارج، فيما اشترط أتباع شفيق تخلي الجماعة عن فكرة عودة مرسي للحكم بشكل نهائي، وأن تظل الجماعة في الإطار السياسي المعلن.ويجمع الخبراء والمحللون على أن فيديو شفيق يؤشر إلى أن صفقة ما قد جرى ترتيبها بينه وبين «الإخوان»، لكنهم يؤكدون بالمقابل أن هذه اللعبة لن تمر. وبالنسبة إلى المصريين فإن شفيق و»الإخوان» أصبحا شيئاً من الماضي، ولن يكتب النجاح لأي سيناريو في المستقبل، بعدما قطعت مصر شوطاً كبيراً باتجاه استعادة عافيتها في شتى المجالات، واكتساب مقومات القوة والاستقرار للتصدي للإرهاب الإخواني، وإحباط المؤامرات الخارجية، مهما أوتيت من الخبث، والخيانة.
مشاركة :