ولاية الفقيه النازية الجديدة.. وخامنئي هتلر الشرق الأوسط

  • 12/1/2017
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

أصاب سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ووزير الدفاع عين الحقيقة بوصفه للمرشد الأعلى لنظام الملالي بأنه هتلر الشرق الأوسط الجديد، وجاء هذا التوصيف الدقيق في اللقاء الصحفي الذي أجراه مؤخراً مع سموه توماس فريدمان كبير محرري صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. كان اللقاء المقتضب مميزا في كل شيء، ووضع النقاط على الحروف في العديد من القضايا الهامة التي تشهدها المملكة من الحرب في اليمن مرورا بالحرب على الفساد وبدور نظام ملالي طهران في إشاعة الفوضى وتقويض سلم المنطقة العربية والشرق الأوسط. وبتفكيك وصف سموه للمرشد الأعلى لنظام الملالي وبأنه هتلر الشرق الأوسط الجديد، نرى التطابق شبه التام بين شخصيتي هتلر وخامنئي وانطلاقهما من نفس الإيدلوجيا مع اختلاف الفترة الزمنية والرقعة الجغرافية. فالحركة النازية قامت على أربعة أيدولوجيات أساسية هي المظلومية التي وقعت على ألمانيا جراء خسارتها للحرب العالمية الأولى، التفوق العرقي للشعب الألماني ذي العرق الأري، تهديد الجيران ومن ثم غزوهم، وهي نفس الأيدولوجيات التي ينتهجها نظام الملالي للتوسع وإشاعة الفوضى. في محور المظلومية التاريخية نرى بأن ألمانيا النازية تحت هتلر استخدمتها كمحرك أساسي للحركة النازية في نشر الدعاية القومية بين الألمان، وبأنها تعرضت للظلم والقهر من قبل الحلفاء بسبب خسارتها للحرب العالمية الأولى والذين فرضوا على ألمانيا وشعبها شروط قاسية ومذلة من خلال معاهدة فرساي. ومع كون المظلومية الألمانية غطت فترة زمنية تبلغ عقدين ونصف هي الفترة الفاصلة بين نشوب الحربين العالمتين الأولى والثانية، فإن المظلومية الإيرانية المتلحفة برداء الدين نراها متجذرة في التاريخ منذ بداية الصراع على الخلافة بين الخليفة علي بن أبي طالب وبين معاوية بن سفيان رضي الله عنهما، وما تبع ذلك من حوادث دامية أدانها وندد بها معظم علماء أهل السنة والجماعة، وبقيت في المخيال الشيعي محركا لنشر الكراهية والحقد والطائفية، ونراها تزداد في حدتها كلما وجدت لها وعاء سياسياً يحتويها وكما هو الحال مع الصفويين الذين حكموا إيران في القرن الخامس عشر الميلادي، ونظام الملالي بعد ثورة الخميني في عصرنا الحديث، والذي بلغ فيه استخدام المظلومية التاريخية مستوى لم يبلغه من قبل ونُشاهد نتائجه الكارثية من طائفية عمياء بجلاء في ما حدث من خراب لكل من العراق وسوريا. أيدولوجية التفوق العرقي لكل من النازية ونظام الملالي نراها أيضا متطابقة وإن اختلفت التكتيكات، فهتلر كان يؤمن بتفوق العرق الأري على كل الأعراق الأخرى وبأن ألمانيا فوق الجميع، وقسم الأعراق الأخرى تقسيماً عنصرياً بغيضاً شمل العرب واليهود والذين حمل لهم كرهاً غير مسبوق كانت نتيجته جريمة المحرقة التي تعرضوا لها(الهولوكوست)، وبنفس الأسلوب والايدلوجية ترى الطبقة الحاكمة في نظام الملالي بإيران بأن العنصر الفارسي الأري هو رمز التفوق العرقي بين كافة فسيفاء الأعراق التي تتكون منها إيران من أذريين وكرد وتركمان وطاجيك وعرب والذين يشكلون بمجموعهم النسبة الأكبر من السكان في إيران. بيد أن الجهر والبوح علناً بتفوق العنصر الفارسي الأري يضر بمصالح الطبقة الفارسية الحاكمة في إيران فقد أستعيض عنه علناً ومن باب التقية السياسية بأيدولوجية تتلحف بالدين هي» ولاية الفقيه» والتي تفوض المرشد الأعلى الإيراني خامئني بكل صلاحيات الإمام الغائب المعصوم حتى ظهوره والذي يمثل المهدي المنتظر، الإمام الثاني عشر الغائب الغيبة الكبرى في العقيدة الاثني عشرية الجعفرية، والصلاحيات الممنوحة للمرشد بموجب ايدلوجية ولاية الفقيه تشمل كافة شؤون الدين والدنيا والاقتصاد والسلم والحرب، بكهنوتية العصور الوسطى مما يجعل إيران ينطبق عليها تماماً مصطلح الدولة الدينية (Theocratic State)، حيث إن كل ما يصدر عن المرشد هو أمر مُنزل من معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، في تحريف واضح ومنحرف للعقيدة الإسلامية الصحيحة. ومن خلال ايدلوجية ولاية الفقيه ولاستعمالها في توسيع النفوذ الإيراني جاءت نظرية «أم القرى» والتي تعتبر الآلية التنفيذية لأيدولوجية التوسع الإيرانية في الخارج والمحرك الأساسي والمحوري للسياسة الإيرانية الخارجية. وتفترض نظرية أم القرى ومن خلال عرابها محمد جواد لاريجاني الشقيق الأكبر لعلي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني، بأن إيران هي أم القرى ومركز العالم الإسلامي في تحريف مقيت للقرآن الكريم الذي ذكر فيه بأن أم القرى هي مكة المكرمة. عليه فنظرية أم القرى التي تُدرس للطلاب في إيران هي الذراع الفلسفي لايدلوجية ولاية الفقيه لتنفيذ مشاريعها التوسعية في العالم العربي والإسلامي، بينما يمثل الحرس الثوري وفيلق القدس المختص بتوسيع النفوذ الإيراني في العالم العربي بقيادة الجنرال قاسم سليماني الذراع العسكري لولاية افقيه. ونرى في تهديد الجيران ومن ثم غزوهم سمة من السمات التي تتوافق فيها الايدلوجية النازية مع أيدلوجية نظام الملالي، فهتلر ضم النمسا بحجة أنها تتحدث الألمانية وضم إقليم السوديت التشيكوسلافي (Sudetenland)، بحجة أن قاطنيه من الأثينية الألمانية الذين يتعرضون للتهميش والحرمان، وبنفس المنهجية يقوم نظام الملالي بالتدخل في شئون الخليج العربي والبلاد العربية بحجة أن الشيعة في هذه الدول يتعرضون زيفاً وكذبا للتهميش والحرمان، ويتبجحون علناً وفي كل مناسبة بأنهم يسيطرون على أربعة عواصم عربية، بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء. حاول الغرب إرضاء غرور وحلم هتلر بالتوسع من خلال سياسية الترضية (Appeasement Policy)، التي أنتهجها حينها نيفيل تشمبرلان رئيس الوزراء البريطاني والذي وقع مع هتلر معاهدة ميونيخ عام 1938 التي تعطي ألمانيا حقوق في أراضي تشيكوسلوفاكيا المتاخمة لألمانيا في خطوة لمنع الحرب، وليفاجئ هتلر العالم بعد فترة وجيزة من توقيع هذه المعاهدة بغزو بولندا ولتشتعل الحرب العالمية الثانية. وما أشبه الأمس باليوم وما أصدق مقولة أن التاريخ يعيد نفسه فهذه الدول الغربية إضافة لروسيا والصين تنهج أسلوب سياسة الترضية مع حكومة الملالي وتوقع معها اتفاق نووياً وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه أسوأ اتفاق في التاريخ يعطي إيران مهلة عشر سنوات دون التعرض لبرنامجها النووي بتعهدها بعدم تخصيب اليورانيوم لإنتاج قنبلتها الذرية، ولم يُفصل الاتفاق خطورة برنامج إيران المتعلق بالصواريخ البالستية والتي استمرت في تطويره بسرعة فائقة مهددة أهم مناطق الطاقة في العالم. تأخر أوربا والغرب في مواجهة أطماع التوسع النازية نتجت عنه الحرب العالمية الثانية وبكل المآسي الفظيعة التي خلفتها على أوربا والعالم، وعليه فقد فطن العالم العربي بقيادة المملكة إلى حتمية مواجهة الأطماع الإيرانية التوسعية ولم يكن بيان مجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد بمقر الجامعة العربية بالقاهرة سوى البداية الصحيحة لوضع حد جذري وعملي لتدخلات توسعية إجرامية من نظام الملالي نتج عنها تخريب لبلاد العرب ولمقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين من ديارهم، وكون بيان الجامعة العربية أوجع قيادة حكومة الملالي وليصرح المرشد الأعلى بوفقيه غير مستغربة بأن الجامعة العربية مترهلة ومتعفنة. في مقابلته الأخيرة مع صحيفة نيويورك تايمز صرح الأمير محمد بن سلمان قائلاً» تعلمنا من أوربا بأن المسكنات لا تجدي»، فهل يعي العرب ومعهم العالم بأن سياسة التغاضي والسكوت عن جرائم نظام الملالي المشابهة لأيديولوجيات النازية أضحى أمراً يجب وقفه قبل أن يستشري في الجسد العربي و تعم الفوضى في منطقة حيوية ذات أهمية قصوى لاقتصاد العالم بأسره!؟

مشاركة :