شركات التكنولوجيا لديها تأثير أكبر على الناس من خلال ربط المستخدم عبر ما يسمى مكافآت متغيرة كالرسائل والصور واللايكات فيضطر إلى تفقد صفحته دون وعي.العرب [نُشر في 2017/12/01، العدد: 10829، ص(19)]شركات التكنولوجيا تهديد وجودي للجنس البشري لندن- كشف مدير المنتجات السابق بغوغل أن شركات التكنولوجيا لديها تأثير على الناس ينبغي أن ينظر إليه على أنه تهديد وجودي للبشرية. وفي مقابلة جديدة يدعي تريستان هاريس أن شركات التكنولوجيا توجه أفكارا لما يصل إلى ملياري شخص يوميا، مشيرا إلى أن الشركات لديها الآن تأثير أكبر على الناس من معظم الديانات. وكان هاريس يتحدث خلال مقابلة مع إيفان هاريس على “بى بى سى نيوزنايت”، وقال “إن تأثيرها أكبر بكثير من الإدمان، ويمكن في الواقع تسميته تهديدا وجوديا للجنس البشري، فهناك ملياري شخص يستخدمون الهاتف الذكي كل يوم، وهذا أكثر من عدد أتباع المسيحية”. وأضاف هاريس “يمكن القول إن شركات التكنولوجيا هذه لها تأثير أكبر على أفكارنا اليومية من بعض ديانات في بعض الحالات”. وأبرز هاريس أن الشخص العادي يتحقق الآن من هاتفه 150 مرة في اليوم، موضحا أن المساحة الإجمالية لقدرة التكنولوجيا على توجيه الأفكار تصل إلى 2 مليار شخص، وهو رقم ضخم. وقال هاريس إن “أهداف الشركات التكنولوجية تتعارض بشكل جوهري مع أهدافنا، وأهداف الديمقراطية، وهذا هو السبب في تصنيفها كتهديد وجودي”. وكانت مجلة “أتلانتك” وصفت هاريس (31 عاما) بأنه أقرب ما يكون لضمير شركات وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأميركية. وقد ساعد في تأسيس مجموعة “Time Well Spent”، التي تسعى لضمان مراعاة النزاهة الأخلاقية في تصميم البرمجيات، أي بمعنى آخر مساعدة المستهلكين على الافتراق بسهولة عن أجهزتهم. ورغم علو أصوات تنادي بضرورة استدراك الأمر، إلا أن هاريس هو أول من حدد الأمر، موجّها الأنظار نحو التكلفة المجتمعية وكيفية معالجتها. ويقارن صاحب شركة في وادي السيليكون يدعى جوش إلمان هذا الإدمان بإدمان السجائر عند بداية ظهورها، إذ لم يظهر إلا بعد عقود الصلة بين السجائر وأمراض السرطان والقلب وغيرها. وقال إلمان إن هاريس يسعى لاستدراك الأمر قبل أن تنتشر تكنولوجيا الواقع الخيالي مثلا وتذهب بالبشرية إلى نقطة اللاعودة. ويبسط الأمر شارحا إن مطاعم ماكدونالدز مثلا تشد الزبائن عبر نكهاتها المصممة لاستثارة حاسة الشم والذوق، بينما تعمل مواقع مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر على ربط المستخدم عبر ما يسميه أطباء النفس “مكافآت متغيرة” كالرسائل والصور واللايكات، فيضطر الإنسان إلى تفقد صفحته دون وعي للحصول على “جرعة مكافئة”.
مشاركة :